حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24835

زمن يحار فيه اللبيب

زمن يحار فيه اللبيب

زمن يحار فيه اللبيب

26-08-2013 10:39 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هيثم أبوهديب
حين يقلب المرء بصره في زمن الفتن ، لا يقف عند مجرد ألم مشاهدة الموت المحيط بنا من كل جانب ، كما لا يقف كذلك أمام تلك الحيرة التي لا يُعرف للحق فيها اتجاه بل يتعدى ذلك إلى كهوف الحيرة اللا نهائية ، نعجب كثيرا ونخاف قليلا مما يجري وسيجري رغم أن في تراثنا الديني الإسلامي ما يخبرنا بما هو حادث حالا وما هو مقبل .
لا أعلم جوابا لسؤال سألني إياه طفلي الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره ، حين امتعض متسائلا ما تخفيه يا والدي ولا تريدني أن أشاهده معك على جهاز الحاسوب ، حيرة ما بعدها حيرة ، والواقع أنني وددت لأقول له يا ولدي لا أستطيع أن أجعلك تشاهد أقرانك وقد وُضِعت عليهم قوالب الثلج كي لا يشم العالم كله رائحة قاتلهم .
والواقع أيضا أن النفس العربية في هذا الزمن قد دخلت في أزمة ، ولا فرق في هذه الأزمة بين نفس خرجت إلى بارئها ونفس تنظر إليها ولا تعلم متى ستلحقها وفي أي فتنة .
والأغرب من كل ذلك أن هذه النفس أصبحت تتوق إلى خلاصها وتمد يدها أحيانا إلى جلادها في محاولة للبقاء .
أعلم جيدا أن هذه الكلمات تتشح بنظرة سوداوية لا تُرضي محبي الحياة ، ولكنني أقول مهما كانت كلماتي سوداء فواقعنا الذي نعيشه أكثر سوادا منها .
بل إن مفردة الموت غير قابلة للتفاوت أو التفاضل ،وحين يقترن السواد بالموت يصبح هذا السواد لونا واحدا تضيع في مفردته كل البدايات والنهايات ، فهذا الزمن بالتأكيد هو زمن الهرج والمرج ، والأشد مرارة من كل ذلك أنني في هذا اليوم تعمدت أن أبحث عن خوف وموت في أي مكان في العالم ، فلم أجد موتا وخوفا إلا في عالمنا العربي وبعض المناطق الإسلامية ،في حين أنني لا أعرف مكان في خارج عالمنا يشهد الآن موتا أو خوفا ، فعقول حكماء العالم هدتهم إلى السلام في حين أن عقول حكماء العرب هدتهم إلى الموت والدمار .









طباعة
  • المشاهدات: 24835
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم