26-08-2013 10:42 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
إقرار ربوبية الكون لله (الله رب العالمين) حقيقة يقرها كل الخلق حتى من أشركوا وكفروا بالله تعالى وهذه شهادتهم على أنفسهم بأنهم أشركوا وكفروا بالوجود (كفر بالإلوهية ) وبكفر الشكر على النعم (كفر الربوبية) (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ( والفرق بين هذه الفئة والفئة المؤمنة هو إقرار توحيد الله تعالى في أسمائه وصفاته وقدرته وظهورها في ربوبيته لهذا الكون,وهذه توجب على من يؤمن بالله أن يحمد الله تعالى بان ينسب فضل الربوبية لله التي تعني(كل ما يشاهده الإنسان في هذا الكون وكل ما يصيبه من رزق واستجابة وهداية هو من فضل الله تعالى ) .
وهذا يعني انه ليس من الإيمان عندما ينسب هذا الكون لله أي ربوبية الله للكون ولكن الإيمان يعني توحيد الله في أسمائه وصفاته والإخلاص في القول والعمل لله وكل ما يصدر عن الإنسان من عبادة وشكر على نعمه وهدايته أن يكون لله تعالى وهذه تعني (الالوهية ) وكل ما يصيب الإنسان من رزق واستجابة الدعاء ويشاهده في هذا الكون لا بد أن تنسب هذه الفضائل لله تعالى وهذه تعني0(الربوبية).
الحمد لله رب العالمين مفتاح الهداية لمن امن بالله ودخل في نور التوحيد بصدق وتواضع للحق الذي يفتح بصيرة القلوب لنور الهداية ليدرك فضائلها في حياته والتي لم تغفل حتى عن أدب الدخول لبيت الخلاء قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا )’لهذا بدأت فاتحة كتاب الهداية بالحمد لله رب العالمين ,وعلامات الهداية عند الإنسان هو الذي لا يتكبر على الحق بداية من التوحيد والعبادة إلى احترام الحقوق في المعاملات لهذا حرم المتكبر من نور الله في التوحيد ومن نور الهداية وفضائلها ,حتى وان اطلع على كتاب الله تعالى الذي لن يزيده إلا كفرا وبعدا عن الهداية .لهذا تجد الكثير الكثير ممن ادعوا الإيمان لم ينالوا نعمة الهداية وفضائلها.وذلك نتيجة تكبرهم على الحق ولو في ابسط أشكاله وبالتالي يحرم من الجنة .
الحمد لله مفتاح الاطمئنان والرضا يمنح للموحدين الشاكرين الذين أدركوا أن الخير كله بيد الله وان الأمر بيده وان هذا الكون هو لله ومردوده إليه قال الرسول صلى الله عليه وسلم " عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ "
الحمد لله مفتاح أدب التواصل مع الله قي دعائه ونيل استجابته ,قولا نابع من قلب موقن بالإجابة قلب قد تشرب عظمة الله من خلال عظمة خلقه ودقة نظامه قلب قد انعم الله عليه بالحياة .فإذا قال العبد الحمد لله قال الله تعالى حمدني عبدي أي وحدني في الأسماء والصفات والتوجه وشكرني بإقرار النعم والكون إلي ونسب الفضل إلي.
الحمد لله باب للمغفرة عندما ينسب الفضل لله تعالى (عن أنس، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ أكل طعاماً ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعامَ ورزَقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة غُفِر له ما تقدَّمَ من ذنبهِ وَمَا تَأَخَّرَ).
الحمد لله في الدنيا هي مفتاح للحمد يوم الحساب الذي يمن الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم فيشفع لامته فيها , وبهذه المحاميد يتوصل الإنسان لحمده في الآخرة(دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا حمدا يوافي نعمك ويكافئ مزيدك اللهم لك الحمد الذي يبلغنا فضلك في الهداية ويبلغنا استجابتك لدعائنا آمين يارب العالمين .والصلاة والسلام على سيد المرسلين , والحمد لله رب العالمين