28-08-2013 10:59 AM
سرايا - سرايا - أكدت سورية أمس الثلاثاء عزمها الدفاع عن نفسها، فيما تتجه الولايات المتحدة وحلفاؤها الى توجيه ضربات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد المتهم بتنفيذ هجوم فتاك بالسلاح الكيميائي.
وفيما اعلن وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل ان الولايات المتحدة على ‘اهبة الاستعداد للتحرك بسرعة’، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان فرنسا ‘مستعدة لمعاقبة الذين اتخذوا القرار الدنيء باستخدام الغاز ضد الابرياء’ في سورية.
وكانت شبكة (أن بي سي) الأمريكية نقلت عن مسؤولين في الولايات المتحدة أن ضربة صاروخية محدودة قد توجه إلى سورية ‘بحلول الخميس كأقرب موعد’.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس الثلاثاء إن الخيارات التي تتم دراستها حول سورية لا تتعلق بتغيير النظام.
وأضاف كارني رداً على سؤال أن ‘الخيارات التي ندرسها لا تتعلق بتغيير النظام’.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي لم يتخذ بعد القرار بضرب سورية وهو ‘مستمر في العمل مع فريق الأمن القومي لمراجعة الخيارات’.
وأضاف ‘لا يوجد شكّ بأن الاسلحة الكيميائية استخدمت على نطاق واسع في 21 آب (أغسطس) قرب دمشق’ وقال ‘يجب أن يكون هناك رد’.
ونقلت شبكة (سي أن أن) عن مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة قد تنشر تقريراً استخباراتياً في وقت لاحق يحتوي على أدلة عن الهجوم المزعوم في منطقة الغوطة بريف دمشق ويضم ادلة جنائية واتصالات تم اعتراضها بين قادة عسكريين سوريين.
وفي دمشق اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي الثلاثاء ان دمشق ستدافع عن نفسها امام اي هجوم.
وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة بدمشق ‘سندافع عن انفسنا بالوسائل المتاحة’، مؤكدا ان ‘سورية ليست لقمة سائغة، لدينا ادوات الدفاع عن النفس. سنفاجىء الآخرين بها’.
وانتقد المعلم السعودية بقوله انه ‘لا يوجد تحليل علمي ينطبق على السعودية’.
وقال في مؤتمره الصحافي ‘لماذا يقفون مع مصر ضد نظام الإخوان الإرهابي ثم يضخون السلاح والأموال لمساعدة الإرهابيين في سورية؟’.
ورد عليه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بقوله إن النظام السوري فقد هويته العربية داعيا إلى اتخاذ موقف دولي حازم خصوصا بعد استخدام السلاح الكيماوي المحرم دوليا في ريف دمشق .’
على خط المعارضة السورية قال احمد رمضان، عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ان الضربة العسكرية التي يحتمل ان يشنها الغرب ضد نظام الرئيس بشار الاسد هي مسألة ‘أيام وليس اسابيع′، مشيرا الى ان المعارضة ناقشت مع ‘الدول الحليفة’ لائحة بأهداف محتملة.
في هذا الوقت يبدو ان الولايات المتحدة وحلفاءها اقتربوا من التحرك ضد سورية، حيث افادت صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان الرئيس الامريكي باراك اوباما يدرس سبل شن ضربة على سورية ستكون قصيرة ومحدودة.
وصرح وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل الثلاثاء في بروناي ان القوات الامريكية مستعدة للتحرك ضد سورية في اية لحظة.
وقال هيغل في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ ‘نحن مستعدون، وقد جهزنا امكاناتنا لنتمكن من تنفيذ اي خيار يرغب فيه الرئيس (الامريكي باراك اوباما) .. ونحن على اهبة الاستعداد للتحرك بسرعة’. واكد هيغل ان الولايات المتحدة ستكشف قريبا عن الادلة بان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية ضد شعبه.
وواصل وزير الخارجية الامريكي جون كيري مشاوراته الدبلوماسية مع ثلاثين من نظرائه من اجل الاتفاق على ‘رد ملائم’ على الهجوم الكيميائي في سورية، كما اعلن الثلاثاء مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية.
كذلك اعلن الرئيس الفرنسي ان القرار بالتدخل العسكري في سورية سيتخذ ‘خلال الايام المقبلة’، وذلك في خطاب القاه في باريس حول السياسة الفرنسية الخارجية. وقال هولاند امام السفراء الفرنسيين في الخارج ‘تدخل او عدم تدخل فرنسا، التحرك او عدم التحرك، اتخاذ قرار او عدم اتخاذ قرار، التدخل او ترك الامور على ما هي، هذه المسألة ستطرح خلال الايام المقبلة’.
واضاف ان فرنسا ‘مستعدة لمعاقبة الذين اتخذوا القرار الدنيء باستخدام الغاز ضد الابرياء’ في سورية، مضيفا ان ‘مسؤوليتنا اليوم هي البحث عن الرد الانسب على تجاوزات النظام السوري’ مشددا على انه ‘لا يمكن البقاء مكتوفي الايدي بعد مجزرة دمشق التي استخدمت فيها الاسلحة الكيميائية’.
وقبيل خطاب هولاند اعلن مصدر في الرئاسة الفرنسية ان فرنسا ‘لن تتهرب من مسؤولياتها’ في سورية. من جانبه اجرى وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان في ابوظبي محادثات تناولت خصوصا الازمة السورية في وقت ترتسم فيه ملامح ضربة غربية لسورية، بحسبما افاد مصدر دبلوماسي فرنسي.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وفر للنظام السوري دعما ثابتا بعرقلة اي قرار يدينها في مجلس الامن الدولي بدا غير مقتنع بوجود اثباتات على وقوع مجزرة.
وقال لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين ان لا اثبات على استخدام دمشق اسلحة كيميائية على ما اعلن مكتب كاميرون.
واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان روسيا لن تتورط في اي نزاع مسلح لكن موسكو حذرت من ان اي تدخل عسكري ستكون له ‘عواقب كارثية’ على دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا. من جهته صرح نائب لرئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين ان الدول الغربية تتصرف في العالم الاسلامي ‘كقرد يحمل قنبلة’. وارسلت روسيا امس طائرة نقلت مساعدات الى سورية وعادت محملة برعاياها.
واكد الثلاثاء مصدر حكومي اردني ان الاردن لن يكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد سورية، فيما اختتم 10 رؤساء هيئات اركان لجيوش عربية واجنبية اجتماعا في المملكة حول تداعيات النزاع في سورية.
وفي الجانب الاسرائيلي، بدأ الاسرائيليون يعدون الملاجئ والاقنعة الواقية، فيما هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بان اسرائيل ‘سترد بقوة’ في حال مهاجمة سورية لها.
ونقل بيان صادر عن مكتب نتنياهو قوله ‘دولة اسرائيل مستعدة لجميع السيناريوهات. نحن لسنا طرفا في الحرب الاهلية في سورية. ولكن اذا حصلت اي محاولة للاعتداء علينا فاننا سنرد وسنرد بقوة’.
كما زار وفد اسرائيلي رفيع البيت الابيض لعقد محادثات على مستوى عال حول الازمة والخلاف حول ملف ايران النووي.
وقال رئيس الوزراء البريطاني انه سيستدعي البرلمان من عطلته الصيفية لمناقشة الرد على الهجوم المفترض بأسلحة كيميائية في سورية.
وقال كاميرون ان رئيس البرلمان وافق على استدعاء البرلمان الخميس، وسيجري تصويت على مقترح حكومي حول كيفية الرد على الهجوم المفترض بأسلحة كيميائية على ريف دمشق والذي تتهم كل من لندن وباريس وواشنطن النظام السوري بشنه.
ورفضت ايطاليا الثلاثاء اي تدخل عسكري في سورية من دون موافقة مجلس الامن الدولي معتبرة ان لا بديل عن ‘حل سياسي تفاوضي’.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو الثلاثاء ان الهجوم المفترض باسلحة كيميائية في سورية هو ‘جريمة ضد الانسانية يجب الا تمر دون عقاب’. وكان الوزير قال في تصريحات نشرت الاثنين ان تركيا ستنضم الى التحالف الدولي ضد النظام السوري حتى لو لم يتم الحصول على موافقة مجلس الامن.
وفي طهران اكد وزير الدفاع الايراني حسين دهقان الثلاثاء ان اي عمل عسكري ضد النظام السوري سيهدد امن المنطقة واستقرارها. وقال دهقان في تصريحات لوكالة الانباء الايرانية الرسمية ‘في حال حصول هجوم عسكري ضد سورية، فإن امن المنطقة واستقرارها سيكونان مهددين’. واضاف ان اي تدخل عسكري ‘لن يكون البتة لصالح اولئك الذين يحرضون على العنف’، معتبرا ان ‘تجربة الهجمات والوجود العسكري في العراق وافغانستان تمنع الولايات المتحدة من ارتكاب خطأ اخر والوقوع في مستنقع جديد’. لكن مصادر عربية استبعدت اي تدخل ايراني، وكان وزير الخارجية وليد المعلم نفى وجود اتفاق دفاع مشترك بين البلدين.