بقلم : نشأت الحجاوي
على الرغم من أنني لم أكمل العشرين من عمري ، إلّا أن الشيب قد زرعته "الأنتخابات البلدية" في رأسي ، ومن ثم هؤلاء المرشحين الذين يغمروننا بأبتساماتهم ولطف ألسنتهم التي " تنقط عسلاً " وبسخاء أيديهم التي يتحفنا كرمها بعشرة دنانير لكل صوتاً ...

في كل عملية انتخابية أنتخب شخصاً ، إما لأنه " قرابتنا " أو لأنه "جنني ابن عمي بدو اياني أنتخب عم صاحبو" ..

وعندما نشعر بأن الأنتخابات بالفعل قد تحرّت النزاهة نوعاً ما ، وصدرت النتائج بنجاح شخص ما بفارق كبير عن الذين حوله ، وعندما نشعر بأنه سيحدث التغير في هذه المرة! ... إلا أنها تبقى "الحاوية المْطَعْـوَجِة" مزهرية لافتة لباب بيتنا ولم تتغير ، وتبقى مشكلة نظافة الشوارع وحفراتها ومطباتها شيء تراثي لا يتبدل ...لكن لا ننكر الفضل بإنشاء دوّار جديد او صيانة نافورة "خلعوها أولاد الحارة" ...

ولو نظرنا للجانب الخدماتي بشكل عام لوجدناه في كل سنة لا يتطور بل في معظم السنوات يزداد سوءاً ، ويبقى الشيء الأكبر الذي يؤسفني هو ... "جارنا اللي بداوم في البلدية وبطلع الصبح عالدوام وبروح بوقّع، وما بشوفه بعد شوي إلا راجع وجايب حمص وفول وفلافل بدو يفطر مع مرتو وولادو" ...ليكمل نومه اللذيذ ، ليكون أكثر نشيط ، ليتمكن من الأستيقاظ ، ليرجع إلى دوامه في الساعة الثالثة عصراً ل يوقّع ، إثباتاً بأنه قد أدى الواجب الوطني ، وأنهى كامل عمله !! ، والحمدلله ماحدا سائل...

هذا كفيل بأن يجعلنا نيأس من أن يكون هناك تحسّن جذري لهذه البلدية ، ولكن نزرع الأمل في أنفسنا كالعادة بأن يكون هناك حلاً ...لعل وعسى يجدي نفعاً ، ألا وهو "تخصخص البلدية" ...

لو لفتنا الإنتباه إلى الكثير من الشركات الأردنية الكبيرة التي تخصخصت ومنها "شركة الفوسفات والإتصالات والإسمنت والبوتاس و...إلخ" وكانت قد لاحت غالبية هذه الشركات بأرباح كبيرة وإنجازات عظيمة ! ... بغض النظر عن الأقلّية التي لم يحالفها النجاح بالخصخصة .
أما بالنسبة ل "خصخصت البلدية" وخصوصا جانب "الخدمات العامة" ستحظى المنطقة بتغيير وازدهار كبير ، لأنها أولاً وأخراً ستقدم إلى خزينة الدولة إيرادات من قِبل ضريبة الدخل والمسقفات ، وتساهم في تخفيض مديونية الدولة ، عدا عن أنها ستقلل من الأيدي العاملة "الفائضة" في البلديات ، وبالتالي تزداد الرقابة على موظفيها ،وبالتالي يلتغى "الفطور العائلي" لموظفيها ... وبالتالي "بتـترَقّع الحفر" ، وتتغير "المزهريات" ، ونشعر بالتغيير مش بس شكليّات!!! ...