28-08-2013 10:57 AM
بقلم : فيصل البقور
قال تعالى:
وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله ... صدق الله العظيم.
لن اخوض في كيفية تعامل حكام بلد ( مَحج) المسلمين ، في النزاعات العربية والاسلامية عبر التاريخ ، ولكني سأوقف نفسي على احداث المسلمين في سوريا ومصر ، ان ما يندى له الجبين ان يتصرف ملوك وامراء دولة مسلمة ضد من يئمون مساجد الله في دولة اخرى ، ويبادرون الى مساعدة الظالم في ظلمه ، بكل ما وسع حكام البترول من قوة سياسية او عسكرية . من بغا على الاخر هناك في مصر العروبة أكان الشعب ام النظام ؟ فلما لم يُصار الى كل ما
من شأنه انهاء الفتنة بحوارات ولقاءات تُلزم الاطراف بالجلوس على طاولة المفاوضات بدل من الجلوس على ارصفة العبث العسكري غير المسؤول ، او اعتلاء صهوات الصلف بدبابات وعتاد كان اولى ان يكون بأيدي الجيش والشعب لمواجهة اخطار الدنيا المتربصة بالعالم الاسلامي، الى اين تسير بنا حكومات النفط ؟!
اليس من المفروض ان تكون الحكومة السعودية قريبة من ان تكون ( الوصية على الاسلام ومن يحمله)؟
لا ان تنصب من نفسها ( امريكا العرب بملياراتها ) بحيث تضغط على المسلمين في محرابهم وتساعد على وأد النور المصري المنتظر منذ عقود
ففي حالة الحرب السورية الاهلية ، يقوم النظام السعودي بمد يد العون الى الشعب ضد نظام (الاسد) وفي حالة المسلمين في مصر ، تغدق السعودية ملياراتها وتغطي بها مساحة الضوء والحقيقة في ميادين النور المصرية ، وهنا لا بد من الاشارة بوضوح الى ان ما يتم في سوريا هو تصفية لشعب يطالب بالحرية بعدما حاول عبر عقود ايصال مطالبه الى الاسد ( دون جدوى) وهنا يأتي دور الحكام العرب ممثلين بآل سعود من حيث دعم المقاومة والصمود للشعب السوري وتقويته على دولته فيحدث ما يحدث من قتل وتشريد حتى ان اصحاب الارض ضاقت عليهم بما رحبت فتركوها لمن يحمل السلاح الخليجي وجها لوجه امام الحكومة العلوية المدعومة من العالم الشيعي والمسيحي على حد سواء ، وكأني بالسعودية هنا على حق اذ انها تدافع كدولة ترفع راية التوحيد، فبقاء دولة كسوريا يحكمها نظام علوي شيعي مدعوم من الاخطبوط الايراني الذي يسعى لوجود حقيقي على مشارف دولة اسرائيل الغاصبة، يجب لجمه دون المساس بوحدة الشعب صاحب الحق والارض ، وان لا يسعى احد الى تفتيت السوريين بين طائفية بغيضة وتطرف منبوذ اسلاميا وتقسيم ارض الشام بين هذا وذاك ،على ان ايران هنا لن تكون ( المُخّلص) صاحب اليد السحرية في انهاء الحالة العربية الاسرائيلية الجاثمة على صدر كل عربي مسلم ، فلما لا يكون هذا الاصرار الايراني على الوجود سواء من خلال حزب ( نصر الشيطان ) او من خلال دعم النظام السوري على البقاء. لحاجة ما في نفوس آيات الله الخمينية القادمة من الشرق بكل عنجهية لا لشيء انما فقط وجود لحصار المسلمين السنة اكثر واكثر.
وعودة الى الحالة المصرية السعودية ، فأنا لم افهم لماذا تصر السعودية على انهاء فكرة المطالبة بالشرعية في بلد الكنانة ، وماذا تريد بعد ان يُقتّل المسلمين على الطرق وفي المساجد وحيثما ثُقِفوا ، ما الذي يضير آل سعود من بقاء الحكم في مصر ( اسلامياً).
فمن بغا على الاخر في مصر أكان المسلمين ام اذناب النظام البائد ، ومن بدا بالقتل والتمثيل ؟ أكان المصلين ام من يحملون البنادق ويعتلون الدبابات ويطوفون بالطائرات؟؟؟؟ .
كثيرة هي الاسئلة لكن الاجابات تشعرك ان هنالك امر يحاك ضد كل مسلم في كل العالم ليس فقط من اعداء الدين لا بل ان الأمر الغريب ان حكام دولة كانت منذ اكثر من 1400 سنة مكان تهوي الية قلوب وافئدة الناس من انحاء العالم .
فهل من المعقول ان تكون بداية نور الاسلام الذي وسع العالم عدلاً وتسامح من السعودية هي نفسها تسعى ان تغرق العالم الاسلامي والمسلمين بفتن داخلية بين الجيوش والشعوب وبين المسلمين بعضهم مع بعض ، وتسعى عبر ( ريالاتها ) الى تفتيت الدول الى مناطق طائفية او اقليمية ( خربة) تطحن نفسها بنفسها سعياً الى ارضاء ذوات اهل الخليج وملياراتهم التي دنست الدم المسلم وحارت بها عقول من له فهم ، وهي نفس المليارات التي تُعَّمر بها اوروبا ودول العالم الثاني لكن هنا بين الاهل واخوة الدين فقط تستعمل للفتك والقتل غير المبرر .
وهنا لا بد من القول ان المسلمين على موعد مع الحج قريباً ، فكيف يؤتمن حكام السعودية على حجيج بيت الله بعد اليوم؟ بعدما فعلوا ما فعلوا سواء بمصر او سوريا او اليمن او البحرين ( اسيوياً ) ناهيك عن مقدرتهم على الوصول الى اصقاع الارض راكبين على براميل نفطهم ، يغزون المسلمين في افريقيا من ليبيا الى دول المغرب والصومال وغيرها من اماكن العنف الموجه ( للمسلمين السنة )
فليتق الله من اشاح بوجه عن الحق وليتذكر ان الله سيحاسبه عن كل قطرة دم سفكها بيده او ساعد بملياراته على هتك اعراض وسبي نساء وقتل المصلين الركع السجود......