28-08-2013 04:45 PM
بقلم : ديما الرجبي
بعد تلك المجزرة الكيماوية المرعبة , اليوم صدرت القرارات وتسارعت المخططات العسكرية وبانت الحقائق التي تُجرم بشار الأسد ؟؟
الم تحتسب تلك الدماء التي هدرت على ارض الشام من المجازر ؟ الم يُقتل اطفالٌ عدة على امتداد تلك الثورة الدموية السورية ؟
وليم هيغز يتبنى وجهة نظر المعارضة , و يطالب بتدخل خارجي , والولايات المتحدة تستجيب , وبالطرف الآخر من يتشبث لهذه اللحظة بمصداقية النظام ؟؟
الخوف من الطرف الآخر بممثليه (( ايران , الصين )) وسوريا واسلحتها الكيماوية . لن يقف احد مكتوف الأيدي عند بدء ضرب سوريا . وسيتم الرد على اي ضربة بضربات (( حرب عالمية ثالثة ))
لن تفيد المؤتمرات "الجنيفية " المزعومة لحل اي خلاف الآن , الأسد يعلم بأنه لعب بآخر ورقة له ويعلم بأنه إنتهى على جميع الأحوال , والا لما استخدم الكيماوي لإبادة شعبه سواءً معارضة او موالاة , بالنهاية هم " الشعب السوري " .
اليوم لم تعد الكرة بملعب العرب , وتسلمت زمام الأمور القوى الخارجية , من وجهة نظري , اعتقد بأن" المؤامرة الخارجية" دائماً على صواب وتتقن فن اللعب على اتباعها من العرب , لأننا لو سردنا قصة الربيع العربي والثورات والإنقلابات على طفلٍ صغير , لضحك مستهزءاً على احوالنا .
منذ البداية الهدف هو اثبات بأنكم انتم من تصنعون المجازر , وهم " الحكماء " الذين يرفضون المجازر الإنسانية , ويطالبون بحقوق الإنسان بغض النظر عن العرق والجنس والديانة " الإنسان اغلى ما نملك "
لنقف نحن حائرين ونقول , أنظر الى العدو الأجنبي كيف يُدين مجازرً صنعناها بأيدينا , وانظر الى العربي كيف يحرق اخاه دون تردد .
الفوضى التي تنتشر في عالمنا اليوم , والحرب التي شارفت على البدء كانت حصاد ما زرعه قادة العرب , هذه الحرب منذ البداية تُقاد وتوجه لتحطيم العالم العربي , ومن وراءه الإسلام .
ها نحن اليوم نشهد على صِدامٍ عنيف بين العرب , وتدخل مكرر من القوى الخارجية لفض الخلاف , بما اننا نستعين دائماً بأصدقائنا , لابد من أن نبدي نوعاً من الإمتنان لهم , وأقل شيء ممكن أن نمنحه اياهم بعد ان تقام القيامة ويُحرق العرب عن بكرة ابيهم , اقل شيء سنقدمه لهم هو وثيقة مبايعة ظاهرة , تنص على ان العرب لم يستطيعون تدبر احوالهم ولا احتواء شعوبهم , فإذن كما يقال بالمثل العربي البسيط (( الي ما عنده كبير يشتري كبير ))
عذراً عن اللهجة العامية .
قالت الولايات المتحدة سابقاً عن حرب العراق بأنها (( حرب تحرير من ديكتاتورية غاشمة )) وانتهى الأمر بمؤامرة وحرب و إبادة ونشر فوضى وعنف من خلال خلط المقاومة الشرعية مع منظمات ارهابية غامضة تحمل تسميات (( اسلامية )) ؟؟.
وهو الحال في مصر وسوريا ولبنان والعالم العربي اجمع . وما زلنا نستعين بصديق للتدخل ؟؟
الم يكن هدف تلك الفوضى هو ما نحن به اليوم , الم يكن الهدف توزيع جغرافي جديد لمنطقة الشرق الأوسط , الم يجتمع العرب على الدمار , الم نكن نملك القوى للدفاع عن انفسنا دون تدخل .
ولكن وصدقاً دون تشفي أو شماتة لأي كان الواقع يقول " نعم نحن نستحق " , والمؤلم بالأمر بأنها اذا بدءت تلك الحرب لن يسلم رأس أحدٍ منها .
يحضرني الآن جملة اعجبتني في احد الكتب تتحدث عن خطة عمل انتهجها الروتشيلديون للسيطرة على مصادر القرارات ومراكزها بالثورة الفرنسية , تقول (( لن يكون مهماً بالنسبة لنجاح مخططنا ان يتم تدمير الحكومة القائمة من الداخل أو الخارج , لأن المنتصر كائناً من كان سوف يحتاج الى الرأسمال وهو بكامله بأيدينا نحن ))
اذن ستتلف البنية التحتية وستُحرق البلاد , ونحن لسنا ممن ينهض بذاته لأننا نعاني ضيق الأفق . وهكذا هنالك من سيبني لنا ونحن نمسي ممن ملكت اياديهم . والله اعلم .
والله المستعان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-08-2013 04:45 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |