29-08-2013 01:34 AM
سرايا - سرايا - أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في مقابلة تلفزيونية، الخميس، أنه يجب معاقبة نظام بشار الأسد في سوريا على استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه، موضحا أنه لم يتخذ قرارا بعد، وأن هناك خيارات عدة، من بينها الخيار العسكري.
وقال إن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ينتهك الأعراف الدولية، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية لا تريد الدخول في حرب طويلة كما حدث في العراق.
وأعلن أن نظام الأسد يمتلك أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في العالم، وأن هناك مخاوف من وقوع تلك الأسلحة في أيدي تنظيم القاعدة، موضحا أن واشنطن لا تحتمل ذلك.
وأوضح أن الضربة العسكرية ضد سوريا قد لا تحل المشكلة، ولا تنهي مأساة قتل المدنيين في سوريا، ولكن يجب على نظام الأسد أن يتفهم أن استخدام الأسلحة الكيماوية لا يخالف فقط المعايير الدولية،، بل يشكل حالة تهدد المصالح الأميركية.
وذكر أنه ما من شخص يحاجج في استخدام نظام الأسد تلك الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، ولا نعتقد أن المعارضة تمتلك تلك الصواريخ، ونرى أن الحكومة هي التي قامت بهذا الفعل الشائن.
وتابع: كنا نراقب ما يحدث في سوريا منذ فترة طويلة، والنظام كان يقتل شعبه بدم بارد، وهناك توترات طائفية، وحالة من التصعيد، وطلبنا من الأسد أن يغادر، ولكن ما توصلت إليه هو ضرورة توجيه ضربة عسكرية.
وعلق مراسل "العربية" في واشنطن، بيير غانم، على حديث الرئيس الأميركي قائلاً إن أوباما تحدث عن ضربة عسكرية يعلم تفاصيلها بشكل جيد، مشيراً إلى أنه لم يتخذ بعد القرار في تنفيذها.
عملية عسكرية عقابية لنظام الأسد
ووصف حديث أوباما بأنه تصريح مهم من رئيس الولايات المتحدة الأميركية الذي أكد أن العملية العسكرية في سوريا لن تحل المشكلة لكنها بمثابة رادع للنظام السوري عن ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري، مؤكداً أنها ستكون عملية عقابية وتردع النظام السوري ولكنها لن تغير الموازين العسكرية.
وقال غانم إن الرئيس الأميركي لديه عدة خيارات وعملية التعبئة والتجييش مؤخراً التي تمثلت في تصريحات المسؤولين في البيت الأبيض ونائب الرئيس الأميركي، والآن تصريحات أوباما كلها تؤكد وجود ضربة عسكرية، موضحاً أن توقيت هذه الضربة يعتبر مسألة جدلية يتحدث فيها الجميع.
وأوضح مراسل "العربية" أن أوباما يحاول المستحيل للقيام بكل عمل دبلوماسي للخروج من الأزمة ولكنه لا يتردد في أخذ قرار الضربة العسكرية، منوهاً بأن أوباما جاء في حملة رئاسية عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي الذي أكد أن حرب العراق كان قرار خاطئاً وأن أميركا ليست شرطي العالم.
وعن حديث أوباما حول استخدام النظام للكيماوي واستباقه لنتائج المحققين أكد بيير غانم أن هناك ثلاثة أسباب تؤكد هذا الكلام، حيث إن النظام السوري هو المسيطر على مخازن الكيماوي طوال فترة الأزمة.
وأضاف أن وضع السلاح الكيماوي في قذيفة مدفعية هي قدرة لا يمتلكها إلا النظام فقط، إضافة إلى أن واشنطن تأكدت من ذلك من خلال أجهزة التنصت.
مبررات القيام بعمل عسكري
ومن ناحية أخرى، دعا رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر، الأربعاء، الرئيس باراك أوباما، إلى أن يعرض بنفسه على الكونغرس والشعب الأميركي مبررات القيام بعمل عسكري محتمل في سوريا.
وقال بينر في خطاب لأوباما، كشف النقاب عنه لوسائل الإعلام، أن على الرئيس أن يشرح الأسس القانونية لأي استخدام للقوة في سوريا، و"الآثار المتوقعة للضربات العسكرية المحتملة".
وجددت الولايات المتحدة، الأربعاء، اعتبارها الرئيس السوري بشار الأسد المسؤول الأول والأخير عن الهجوم بالأسلحة الكيماوية في 21 آب/أغسطس، كائناً من كان الشخص الذي "ضغط على الزناد".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، "نحمل بالتأكيد المسؤولية الأولى والأخيرة للرئيس الأسد في استعمال أسلحة كيماوية من قبل نظامه ضد شعبه بغض النظر عن الأشخاص الذين يشرفون عليها".
وأضافت أن "قائد كل جيش هو المسؤول الأول والأخير عن قرارات تتخذ تحت إدارته، حتى وإن لم يكن هو الذي ضغط على الزناد أو أعطى الأمر"، مؤكدة "أنه المسؤول في كل الحالات".
وحذرت المتحدثة أيضاً من أن تقرير المخابرات الأميركية حول هجوم 21 آب/أغسطس، والذي سينشر خلال الأيام المقبلة، لن يتضمن على ما يبدو نماذج من تسجيلات صوتية مع مسؤولين سوريين.
وقالت "أحذر جميع الذين يعتقدون أن التسجيلات أو المعلومات الاستخبارية الآتية من مصادر إنسانية ستكون في النسخة المعدة للنشر"، باعتبار أن "حماية المصادر يجب أن تؤخذ في الحسبان".
لا قرار غربي حتى اللحظة بـ"ضرب" سوريا
وكانت قد أكدت الولايات المتحدة الأربعاء، أنه لم يتم، حتى اللحظة، اتخاذ قرار بشأن "عمل عسكري" ضد سوريا، في الوقت الذي أعلنت فيه بريطانيا أنها لن تشارك في أي "عمل محتمل"، قبل صدور تقرير لجنة المفتشين الدوليين عن استخدام الأسلحة الكيميائية.
وقال مسؤول أمريكي رفيع، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة تدرس "أفضل الخيارات، التي يمكن من خلالها تحقيق هدف منع أي استخدام للأسلحة الكيميائية مجدداً، ليس على المدى القريب، وإنما في المستقبل."
كما ألمح المتحدث إلى أن المناقشات مازالت جارية بين المسؤولين الأمريكيين حول عدد الضربات اللازمة لتحقيق ذلك الهدف، وكيف سيكون رد فعل الجيش السوري، لافتاً إلى أن هذا هو السؤال الذي لم يمكن إجابته بشكل محدد.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إن الولايات المتحدة لم تقم بتحريك أي قطع إضافية إلى المنطقة، لأغراض دفاعية، في حالة إذا ما قامت القوات الموالية لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بأي رد.
وكشفت المصادر عن وصول السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس ستوت" إلى البحر المتوسط، إلا أن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن السفينة يتم نشرها بالمتوسط، ضمن خطة طويلة الأجل، وليست مكلفة بأية مهام في سوريا.
ويوجد أربع سفن تابعة للبحرية الأمريكية بالفعل في المتوسط حالياً، "على أهبة الاستعداد" لتنفيذ أي أوامر تصدر لها خلال ساعات، بحسب ما أكد مسؤولو وزارة الدفاع، في وقت سابق الثلاثاء.
وأكد مسؤول عسكري رفيع لـCNN أن هذه السفن، إذا دعت الحاجة، يمكنها تنفيذ المهام المتعلقة بسوريا، في الوقت ذاته الذي يمكنها توفير الحماية لإسرائيل.
وفي لندن، قالت الحكومة البريطانية إنها لن تشارك في "أي عمل عسكري مباشر" ضد سوريا، قبل أن يقدم فريق المفتشين التابع للأمم المتحدة تقريرهم حول استخدام الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق، إلى مجلس الأمن.
ومن المقرر أن يعقد مجلس العموم البريطاني جلسة الخميس، للتصويت على "الخطوة المقبلة"، التي يتعين على حكومة رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، اتخاذها بشأن التعامل مع الأزمة الراهنة في سوريا.
ويجري التصويت على ما إذا كانت الحكومة البريطانية تؤيد "تدخلاً عسكرياً دولياً" في سوريا، على أن يتم إرجاء التصويت على قيام بريطانيا بتحركات عسكرية إلى ما بعد صدور تقرير المفتشين الدوليين.(العربية و CNN)