29-08-2013 09:16 AM
سرايا - سرايا - قالت صحيفة يديعوت أحرنوت اليوم على موقعها الالكتروني إنه من المحتمل أن يتم بدء توجيه الضربة العسكرية المرتقبة لسوريا صباح الخميس، في ظل الاستعدادات الدولية على الصعيد العسكري والدبلوماسي. أما في الجانب الإسرائيلي فقد استبعد ضابط كبير في وزارة الجيش احتمال الرد السوري بضرب "إسرائيل"، مشيراً إلى أن المنظومة الأمنية وهيئة الاستخبارات لم تتلق معلومات مؤكدة حول توجه النظام السوري بتوجيه ضرباته نحو "إسرائيل"، إلا أنه أوضح أن الاستعدادات الإسرائيلية لم تتوقف وهي سارية على قدم وساق، في ظل استمرار التهديد السوري بضرب "إسرائيل".
وكان المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" قد قرر استدعاء محدود لجنود الاحتياط الذين يخدمون في وحدات سلاح الجو التابعة لجيش الاحتلال، وقيادة الجبهة الداخلية، وهيئة الاستخبارات العسكرية، وذلك نتيجة لتوترات المتصاعدة على الحدود مع سوريا.
من جانبه صرح مسئول عسكري كبير بأن الجنود الذي من المتوقع أن يتم استدعاؤهم يقترب عددهم من الألف جندي باعتبارهم يخدمون في أجهزة حيوية كقيادة الجبهة الداخلية وغيرها، مؤكداً على أن رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال "بيني غانتس" على اتصال مستمر مع نظيره الأمريكي.
وأضاف "إن وزير الجيش موشيه يعالون وافق على بعض الأوامر الاستثنائية"، مشيراً إلى أن حالة التأهب حتى الآن هي بالمستوى الاعتيادي، لكنها ستتغير في حال وقعت الحرب على سوريا.
وميدانياً، قرر الجيش الإسرائيلي نشر بطارية إضافية في منطقة الوسط إضافة إلى تلك الموجودة في مدينة حيفا، كما من المتوقع أن ينشر سلاح الجو الإسرائيلي بطارية صواريخ باتريوت في منطقة الجليل الأعلى.
"اسرائيل" تعيد تأهيل مطار قلنديا بشكل عاجل
من ناحية أخرى بدأت "إسرائيل" اليوم الأربعاء عملية ترميم وصيانة لمطار قلنديا المتوقف عن العمل منذ اندلاع الانتفاضة عام 2000.
وقال شهود عيان إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقوم منذ عصر اليوم بعمليات تنظيف ونصب إشارات ضوئية على أطراف المطار استعدادا على ما يبدو للعمل به خلال الفترة القادمة.
وأضاف الشهود ان المطار يشهد حركة غير طبيعية حيث كان خاليا على مدار السنوات السابقة لكنهم تفاجئوا اليوم بتواجد عدد كبير من الآليات العسكرية الإسرائيلية وجنود يقومون بإعمال صيانة وتنظيف ونصب عاكسات ضوء لمهابط الطائرات وأجهزة خاصة بالطائرات، كما وتقوم سيارات عسكرية بالسير بالمطار بسرعة كبيرة كاختبارات لأرضية المطار.
ورجح شهود عيان أن تكون إسرائيل تقوم بأعمال صيانة للمطار كاستعدادات للتهديدات التي تقوم بها أمريكا ودول أوروبية لشن هجوم على سوريا.
وقال الشهود أنهم سمعوا أصوات طائرات قريبة جدا ولكنهم لم يشاهدوها.
وقال مسؤول عسكري سوري وصف بالكبير بأنه متأكد من أن إسرائيل ودول أخرى في المنطقة ستحترق وتتحول إلى كتلة لهب إذا تعرضت دمشق للعدوان.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في تصريحات سابقة ان 'إسرائيل جاهزة ومستعدة لمواجهة كافة السيناريوهات، ونحن لسنا جزءا من الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، لكن إذا تعرضنا لهجوم أو رصدنا أية محاولة للمس بنا سنرد بكل قوة ممكنة'.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤولين وشهود عيان مساء اليوم الأربعاء رصدهم لحشود للقوات الأميركية الأردنية المشتركة على طول الحدود مع سورية.
وقال المسؤولون وشهود العيان في تقرير الوكالة الإخباري إن 'العشرات من الدبابات والطائرات المقاتلة انتشرت أيضا على الحدود البالغ طولها 370 كيلومترا'.
ونقلت الوكالة عن قائد عسكري قوله 'تدربت القوات الأميركية والأردنية معا لعدة أشهر للتحضير لهذا السيناريو'.
وذكر عدد من السكان المقيمين بالقرب من بلدة الرمثا الحدودية على بعد بضعة كيلومترات من مدينة درعا السورية الجنوبية، إن العديد من الطائرات من دون طيار تراقب المنطقة الحدودية.
اخلاء معظم مباني الجيش في دمشق
وعلى الجانب الآخر قال سكان ومصادر بالمعارضة السورية اليوم الاربعاء ان قوات الجيش السوري اخلت فيما يبدو اغلب الافراد من مقار قيادة الجيش والامن في وسط دمشق استعدادا لضربة عسكرية غربية.
ويبدو من شبه المؤكد تنفيذ ضربات صاروخية او جوية بقيادة امريكية بعدما القت الولايات المتحدة وحلفاء في اوروبا والشرق الاوسط اللوم على قوات الاسد عن هجوم يشتبه انه بالغاز السام قتل المئات في المدينة يوم 21 اغسطس آب.
وقال احد المصادر لوكالة رويترز ان وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها فيما يبدو في نقل اسلحة ثقيلة الى مواقع بديلة رغم انه لم ترد تقارير عن تحرك كبير لمعدات عسكرية فيما قد يرجع الى القتال العنيف قرب الطرق السريعة الرئيسية.
وقال سكان بالمنطقة ومصدر من مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض ان من بين المباني التي اخليت جزئيا مبنى القيادة العامة للاركان في ساحة الامويين ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الامنية في حي كفر سوسة الغربي.
ولا تتحدث السلطات العسكرية السورية علنا عن تحركات القوات ولم يتسن الحصول على تعليق من متحدث حكومي.
ويعتبر مبنى القيادة العامة للاركان احد المقار العسكرية الكبرى في البلاد وتم خفض عدد العاملين به منذ هاجمه مقاتلو المعارضة بالقنابل في سبتمبر ايلول 2012 .
لكن لم يحضر احد تقريبا للعمل في ذلك المبنى او المباني الاخرى اليوم.
وقالت المصادر ان الشاحنات شوهدت في الساعات الثماني والاربعين الماضية عند المدخل المطوق للعديد من المباني لتنقل فيما يبدو مستندات واسلحة خفيفة.
وقال ساكن يعيش قرب فرع فلسطين التابع للمخابرات الحربية في كفر سوسة "يمكنك ان ترمي ابرة وتسمع رنينها في كفر سوسة."
وقال العميد مصطفى الشيخ وهو احد كبار المنشقين عن الجيش متحدثا من مكان لم يكشف عنه في سوريا انه بناء على المعلومات التي جمعها الجيش السوري الحر فقد نقلت القيادة العامة للاركان الى موقع بديل على سفوح جبال لبنان الشرقية شمالي دمشق.
وقال الشيخ "نقل العديد من القيادات الى مدارس ومخابيء تحت الارض. لكني لست متأكدا ان ذلك سيفيد النظام كثيرا."
وقال ساكن آخر يعيش عند سفوح جبل قاسيون الواقع في وسط المدينة حيث تتمركز قوات الحرس الجمهوري ان مدفعية الكتيبة رقم 105 للحرس الجمهوري توقفت عن القصف اليوم بعدما كانت تسمع يوميا في العادة.
وقال الساكن "لديهم كثير من شاحنات الجيش تنزل من جبل قاسيون. يبدو انهم اخلوا مقار الكتيبة 105 ."
وقال نشطاء في شرق دمشق انه تم اخلاء ثكنات ومجمعات سكنية خاصة بالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة قرب ضاحيتي السومرية والمعضمية وان العسكريين وعائلاتهم نقلوا الى المدينة.
وقال ابو ايهم وهو قائد في لواء انصار الاسلام المعارض في دمشق انه تم اخلاء قيادة الاركان ومخابرات القوات الجوية بالاضافة الى العديد من الثكنات والمجمعات السكنية ذات الاستخدام المختلط للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة على المشارف الشرقية للمدينة.
واضاف "لخدمة كل الاغراض تم اخلاء مقار القيادة والسيطرة التابعة للجيش. قبل التهديد (بضربة غربية) كانوا يتخذون احتياطات بالعمل بصورة اكبر من الطوابق السفلى. وفي الساعات الثماني والاربعين الماضية قاموا بعمليات اخلاء."