29-08-2013 08:56 PM
سرايا - سرايا - نفى مصدر رسمي سعودي أن يكون رئيس الاستخبارات العامة، الأمين العام لمجلس الأمن الوطني الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز قال إن دولة قطر «ليست سوى 300 شخص، وقناة تلفزيونية، وهذا لا يشكل بلدًا».
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) مساء اليوم الخميس عن مصدر وصف بأنه مطلع قوله «إن الأمير بندر بن سلطان" لم يدل بأي تصريحات صحفيه ولم يلتق بأي صحفي من صحيفة ( وول ستريت جورنال ) الأمريكية أو غيرها».
وشدد المصدر على أنه "لا صحة لما نسب للأمير بند بن سلطان، في تلك الصحيفة". وكانت صحيفة"وول ستريت جورنال" الأمريكية قالت إن الأمير السعودي بندر بن سلطان آل سعود قال إن دولة قطر "ليست سوى 300 شخص، وقناة تلفزيونية، وهذا لا يشكل بلدًا".
وفي تغريدة اعتبرت ردا على تصريح الأمير السعودي، قال وزير الخارجية القطري خالد العطية في صفحته على تويتر إن "مواطنا قطريا يعادل شعبا، وشعب قطر عن أمة بأكملها، هذا ما نلقنه لأبنائنا مع كامل الاحترام والتقدير للآخر".
وجاءت تصريحات الأمير بندر -وفقا للصحيفة- ضمن سياق انتقاد دور قطر في تسليح مجموعات محددة من الثوار في سورية. وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية والولايات المتحدة عبرتا عن "قلقهما من تسليح قطر وتركيا لجماعة الإخوان المسلمين، في حين تنفي قطر وتركيا تفضيلهما لجماعة على أخرى".
وقد عبر أكاديميون وصحفيون قطريون عن انتقادهم لتصريحات الأمير السعودي (الغير صحيحة)، واستغرابهم لعدم صدور نفي سعودي لتلك التصريحات التي رأوا فيها "إساءة لدولة قطر ولشعبها".
يذكر أن صحيفة “وول ستريت جورنال” نشرت تصريحات الأمير بندر عن قطر ضمن تقرير مطول بعنوان “محارب سعودي عريق يعمل على توفير دعم للإطاحة بالأسد” يفصل الدور الذي تلعبه السعودية تجاه أزمة سورية.
وكتب التقرير في “وول ستريت جورنال” كل من نور مالاس ومارغريت كوكر، قالتا فيه إن المسؤولين في وكالة الاستخبارات الأمريكية علموا أن السعودية تأخذ موضوع الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد على محمل الجد حين أوكل الملك السعودي قيادة الجهود في هذا المجال للأمير بندر بن سلطان آل سعود، الذي شدد في انتقاد قطر.
وأضاف التقرير “أنهم اقتنعوا بأن الأمير بندر -المحارب العريق في مجال مؤامرات واشنطن والعالم العربي الدبلوماسية- سيحقق ما لم تستطع وكالة الاستخبارات الأمريكية تحقيقه، طائرات محملة بالأموال والسلاح، والوساطة”.
بحسب ما جاء على لسان أحد المسؤولين في الولايات المتحدة. وجاء في سياق التقرير أن البعض رأى أنه لا يمكن استبعاد إمكانية تسريب جزء من التمويل السعودي للراديكاليين في سورية فقط، لمواجهة تأثير الإسلاميين المدعومين من قبل قطر. ولم يستبعد مسؤولون أمريكيون إمكانية حصول أخطاء.
وأشار التقرير إلى أن قطر أرادت أيضاً الإطاحة بنظام الأسد الاستبدادي. وفي حين انقسم الأمراء السعوديون حول كيفية المضي قدماً، بسبب قلق البعض حول تسليح المتمردين الذي قد يشكل تهديداً للاستقرار السعودي لاحقاً، تدخلت قطر بسرعة واكتسبت نفوذاً بين الثوار، بحسب مسؤولين عرب وأميركيين.
ولفت التقرير إلى أن السعوديين قد كثفوا دعم الثوار في مطلع عام 2012 عبر توحيد الجهود مع قطر والإمارات، لتمويل جماعة المعارضة الرئيسية حينذاك، المجلس الوطني السوري. ولكن السعودية سرعان ما غضبت من هذه الجهود، لأن المجلس لم يكن يستغل الأموال لشراء السلاح، بحسب دبلوماسيين، وبدأت بتسليح المتمردين مباشرة.
كما أنها بدأت العمل مع قطر عبر مركز قيادة في تركيا لشراء وتوزيع الأسلحة. ولكن التوتر تصاعد بسبب الخلاف بشأن أي الجماعات المتمردة ينبغي تسليحها، فالسعودية والولايات المتحدة عبرتا عن قلقهما من تسليح قطر وتركيا لجماعة الإخوان المسلمين، فيما أنكرت قطر وتركيا تفضيلهما لجماعات على أخرى.
كما أن الملك السعودي لم يكن مرتاحاً لتقاسم السيطرة مع قطر، وهي منافس في الخليج.
ويستعيد الأمير بندر – الذي كان على مدى عقدين من الزمن أحد أكثر عاقدي الصفقات تأثيراً في واشنطن كسفير سعودي، والذي غاب عن الظهور الإعلامي- دوره كصانع جيوسياسي، هذه المرة لتحقيق هدف السياسة الخارجية للمملكة السعودية الأول وهو هزيمة الأسد وحلفائه الإيرانيين وحزب الله.
ويتنقل الأمير بندر بين مراكز القيادات السرية بجانب الخطوط الأمامية السورية، وقصر الإليزيه في باريس، والكرملين في موسكو، محاولاً إضعاف نظام الأسد، بحسب مسؤولين عرب وأميركيين وأوروبيين.
وعلى مدى عقود كانت “الوساطة” هي بطاقة الاتصال بالنسبة للأمير بندر.
وهو يكسب ثقة المسؤولين الأمريكيين لأن خلفيته جد أمريكية بطريقة أو بأخرى. ورغم أن أباه كان ولي عهد سعودي، فإن والدته من العامة، وقد تقدم بين الصفوف الملكية المكتظة بفضل قوة عزيمته، بحسب الصحيفة.