30-08-2013 11:44 PM
سرايا - سرايا - أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يوم أمس عن فوز فرانك ريبيري بجائزة أفضل لاعب في أوروبا لموسم 2012-2013، وهو الإعلان الذي لاقى قبولاً من فئة كبيرة من الجماهير واعتراض بعض المحبين لكرستيانو رونالدو وليونيل ميسي.
بداية يجب توضيح أمر مهم، فكرة القدم لم تكن يوماً عدد أهداف وحسب، ولو كان ذلك فما استحق بكنباور أن يكون يوماً أفضل لاعب في أوروبا ولا حتى لوثر ماثيوس وكانفارو الفائز بالكرة الذهبية، فهؤلاء في مراكز حساسة وغاية في الأهمية لكنهم لا يسجلون عدداً كبيراً من الأهداف، ومحاولة جعل كرة القدم مجرد هدافين خطيئة كبرى بحق اللعبة.
نعود إلى جائزة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فقد كان بلاتيني ذكياً عندما قام بنسخ نموذج مجلة فرانس فوتبول السابق قبل اندماج جائزتها مع الفيفا، فهو يجلب صحفي من كل بلد أوروبي، ويكون التصويت، وحتى الآن يكون الفائز دوماً الأكثر مساهمة بنجاح فريقه، وهذا هو معنى أن تكون الأفضل، فلا معنى لمهارة لاعب وروعته إن لم يحقق فريقه أفضل الألقاب، فكرة القدم بالأصل لعبة جماعية ويجب أن تبقى هكذا.
ما جرى يوم أمس من إعلان ريبيري الأفضل وقبلها انيستا كان يجري في الماضي مع مجلة فرانس فوتبول، وحاول الفيفا منافسة المجلة الفرنسية لكنه لم ينجح فاندمج معها، وكان الاهتمام كله في الماضي بجائزة المجلة الفرنسية وليس بجوائز الفيفا، لأنها تأخذ منحى أكبر من المصداقية لوجود معيار واضح للتقييم وهو الإنجازات.
في هذه السنوات، ينقذ ليونيل ميسي الفيفا من الإحراج، فهو كلاعب كرة قدم يقدم مستوى مستقر مرتفع للغاية يجعل الغالبية تؤمن بأنه الأفضل، لذلك كان فوزه عام 2010 مبرراً من قبل كثيرين وكذلك في عام 2012 رغم عدم تتويجه بالألقاب المهمة، لكن تخيلوا لو كانت كرة القدم الآن ليس فيها ميسي ورونالدو … من سنختار حسب معايير الفيفا الحالية التي تعتمد على تصويت عدد كبير من الناس غير المطلعين على المستوى الحقيقي في أوروبا؟
سنختلف، سيقول أحدهم جاريث بيل وأخر سيقول انيستا وهناك من سيقول ريبيري وروبن وجوتزه وليفاندوفسكي وبيرلو، من سنختار؟… جائزة الفيفا الآن تمضي بسلام لأن هناك ميسي ولو لم يكن لوجدنا رونالدو، وهي تتناقض أيضاً مع تصريحات بلاتر المتكررة “كرة القدم لعبة جماعية”، وهي التصريحات التي انطلق منها كمحاولة لإلغاء ركلات الترجيح والتسلل.
نبقى مع جائزة الفيفا، وأتذكر أن أحد المصوتين في الموسم الماضي وكان مجيد بوقرة اختار كريم بنزيما كأفضل لاعب في العالم، والسبب واضح وهو أصول النجم الفرنسي.. فهل هذا منطق؟ …
كل المدربين البرتغاليين حول العالم قاموا باختيار رونالدو كأفضل لاعب في العالم.. باستثناء مدرب أنجولا الذي ادعت الصحف بعد ذلك وجود خطأ من اتحاده الكروي بالتصويت!
معظم المدربين اللاتينيين اختاروا ليونيل ميسي لأنه ممثل القارة!
هذا ليس تصويت من أجل أفضل لاعب، بل باتت انتخابات عشائرية، ووجود ميسي يخفي عيوب النظام القائم في جائزة الفيفا، لكن انخفاض مستواه “الطبيعي” مع تقدم الزمن سيفضحها ويعيدها إن لم تتطور إلى حيث كانت، جائزة ثانية خلف معايير أوروبا التي كان اسمها فرانس فوتبول، فاختطفها بدهاء بلاتيني ليعمل منها جائزة أفضل لاعب في أوروبا.
أخر نقطة مهمة يجب طرحها هو توقيت تسليم الجائزة، فحتى الكرة الذهبية هي جائزة للموسم الماضي وليست للعام كله كما يبدو اسمها، لكن موعدها يجعل المصوتين يخطئون دون شعور، فيعطون الموسم الجديد وزناً أكبر من الموسم المعني بالمسابقة .. في حين أن جائزة أفضل لاعب في أوروبا تأتي مباشرة مع بداية الموسم مما يمنع وجود هذا الخلل.