31-08-2013 10:28 AM
بقلم : تمارا الدراوشه
قالوا قديما.... كم رجلا يعد بألف رجل ....ومئات الرجال تمر بلا عداد ، هذه المقولة التي أحب أن ابدأ بها حديثي عن دولة السيد فيصل عاكف الفايز ، الرجل الوطني الذي استثمر كل قدراته وإمكاناته في خدمة الوطن وقيادته .
إن من يقرأ ويتتبع مسيرة حياة فيصل الفايز بكل تفاصيلها يشعر بحجم المعاناة التي عاشها والصعاب التي اجتازها ،وكيف صنعت منه أنموذجا وطنيا أردنيا يصعب تكراره .
فيصل الفايز ، شيخ العشيرة الأردني ، والذي تقلد مناصب عديدة ورفيعة بدءا من التشريفات الملكية إلى رئاسة مجلس النواب ، مرورا برئاسة الديوان الملكي العامر ورئيسا للحكومة الأردنية ، بالإضافة إلى غيرها من المواقع التي تسلمها والتي أضافت إلى رصيده الحقيقي من العمل الوطني المخلص لخدمة وطنه وقيادته ، فحاز على ثقة الشعب ومحبته بعد أن تشرف بحيازة ثقة جلالة الملك قبل ذلك .
عندما نتابع الأوضاع التي يمر بها الوطن ويعيشها المواطن في هذه الظروف ، نشعر بمدى الحاجة إلى شخص مثل فيصل الفايز الذي لم يبني نجاحه في حياته على تاريخ والده وجده وعشيرته ، بل أعتبر كل ذلك وسيلة للتفوق والتفاني في خدمة وطنه ومليكه .
لقد حقق نجاحات كثيرة خدمت الأردن و الأردنيين يصعب ذكرها هنا ، لكن وبرغم النجاحات التي حققها نجده في حديثه أنه لا ينكر جهود الآخرين ، فنجده دائما يقول إن ما تحقق كان نتيجة تراكمات لجهود من سبقونا ، وهذا التواضع والإيثار يصعب أن تجده في إنسان خصوصا أنه ليس بحاجة إلى المناصب أو حتى إلى المديح ،فهو دائما كان يقول لكل من حاول أن يعيق مشاريعه الوطنية التنموية والتي كانت تخدم المواطن الفقير أينما كان ، كان يقول إن التاريخ سينصفني يوما ما ، وفعلا أقول إن التاريخ أنصفك دولة أبو غيث ، فيكفيك فخرا انك كنت عند حسن ظن القائد بك ، وحسن ظن الشعب بك ، فأكاد أجزم أنك من القلائل الذين لم يستثمروا المواقع التي تسلموها لأغراضهم الشخصية أو مصالحهم الذاتية ، فكنت وما زلت بعيدا عن أي شبهة فساد لا قدر الله ولم يذكر عنك أنك في أي موقع تسلمته أغلقت بابك بوجه محتاج ، أو سمحت لأحد أيا كان أن يسئ لهذا الوطن ، فكنت دائما ومازلت وستبقى بعون الله المثال الحقيقي للإنسان الوطني الذي أحب وطنه ومليكه فلم يخذلهم ، فأنت دائما وحتى وان كنت لا تعلم، يذكرك كل مواطن شريف غيور في هذا الوطن ، خاصة عندما يتعرض الوطن لأزمات داخلية أو خارجية، فأنت لم تغب عن عقل المواطن الأردني لأنه أصلا لم يغب عن عقلك أو تفكيرك سواء كنت داخل مواقع المسؤولية أو خارجها ، لأنه لم تكن يوما نظرتك ضيقة أو قصيرة ، فالأردنيون من شتى الأصول والمنابت كانوا أمامك سواسية فلهذا أحبوك ويذكروك دائما ، لأن تاريخك ناصع كتاريخ أجدادك ،وقد استطعت أن تبني نجاحا أضيف إلى نجاحات والدك وجدك وعشيرتك ، فلم يلوث أسمك في بقعة سوداء ، ولم تخذل قيادتك أو شعبك ولكل هذا وغيره الكثير فأننا نذكرك دائما وخاصة في الشدائد التي نتعرض لها في مناطقنا النائية التي لم يزرها أو يعرفها بعد جلالة الملك إلا أنت .
أخيرا أدعوا الله أن يعطيك الصحة والعافية وأن يحفظك لهذا الوطن لتكون مثالا مشرفا لكل الأردنيين وخاصة من يتم اختياره أو تعيينه مسؤولا في أي مجال، ليعلم أن المسؤولية هي واجب وطني وأن التاريخ لا يرحم .
حماك الله دولة أبو غيث وأقول هنا وأنا لست طامعا أو طامحا في شئ ما قاله الشاعر يوما :
سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
حمى الله الوطن قيادة وشعبا وترابا