31-08-2013 10:37 AM
بقلم : على حسن السعدنى
لو فكر الإنسان في الصفات التي لو تحلى بها وطبقها في حياته لكانت حلول لمشاكل كثيرة كانت عقبات في طريقه تكلفه دفع ثمن باهظ من عمره وماله وصحته بل ربما تعدى دفع الثمن ليصبح على أقاربه والمحيطين به ومن أعظم هذه الصفات نعمة الرضا والقناعة وقد جاءت تحليلات وتفسيرات لغوية كثيرة لهذه الصفتين وذكرت في آيات كثيرة في القرآن الكريم وجاءت عنها أحاديث في السنة النبوية الشريفة وكذلك هي مثل وصفات حميدة مقررة ومؤيدة في كل المعتقدات الإنسانية المختلفة فهي تكون كا الحصن المنيع التي تمنع من تعدي الحدود على حدود الآخرين وقبل ذلك حدود الله قال تعالى ((وتلك حدود الله فلا تعتدوها)) وما وهب الله هذه الصفات وجعلها متاحة في عبادة وحث على التحلي بها إلا لتكون قارب نجاة لمن قصدها وعمل بها وطبقها في حياته فيجب أن يرضى الإنسان ويقنع بما كتبه الله له من خير أو شر ويجب أن يرضى با القدر خيره وشره وما يكتب الله إلا الخير كما قال تعالى (ما آتاكم منشرفمن أنفسكم وما آتاكم من خير فمن الله) وإن الخوف والجزع بما كتبه الله وقدره لعباده لا يمنع حدوثه فهو واقع لا محالة ولا يرفعه إلا من قدره وكتبه وهو الله سبحانه وتعالى ولهذه الصفات مقاصد ومعاني عظيمة تستفيد من البشرية بمختلف أديانها وأجناسها وهذا من رحمة الله تعالى وقد جاءت هذه الصفات مكملة للنقص الذي قد يشعر به
احد من البشر ظن أن الله لم ينعم عليه بصفة من الصفات فيكون الرضا والقناعة بما قسمه الله من رزق قليل لأحد من عباده مثلا شكر وعباده ولكن لا يعني أن يرضى ويقنع الفقير بما قسمه الله من رزق قليل أن يقف عند هذا الحد بل شرع الله أن يطمع ويطمح أن يكون غني وانه يستطيع أن يزيد من رزقه وقد وعد الله عباده أن يرزقهم ويزيدهم بدون حدود كل ما بذلوا الأسباب والتمسوا الطرق الشرعية والنظامية الصحيحة وما جاءت نعمة الرضا والقناعة إلا لكي تمنع وتحصن صاحبها من التماس الطرق الغير شرعية مثل السرقة والاحتيال والاتجار في المحرمات والممنوعات بكافة أنواعها والسلب وقطع الطرق وبيع الضمائر بغية الحصول على منفعة واكل مال اليتيم واخذ الأراضي والممتلكات والحقوق من أصحابها بغير وجه حق
والسخط والجزع من أقدار الله والحسد أو حتى القتل اوغير ذلك فكل هذه الصفات الذميمة والسبل الغير شرعية وتعدي الحدود تحدث لعدم التحلي بنعمة الرضا والقناعة فيجر كل من سلك وعمل بهذه الصفات العقاب على نفسه في الدنيا قبل الآخرة والضرر على أقربائه ومحيطه ومجتمعة وليست القناعة والرضا ضعف وهوان بل قوة وشجاعة وعفة وطاعة
وينافي مفهوم الرضا والقناعة كل من مفاهيم الكسل والتواكل والسكوت على الظلم والظالم والتباطؤ في الهمم والغفلة عن فعل الخير بل إن نعمة الرضا والقناعة تحمل صاحبها إلى السعى والى الرقي والى الجد في العمل قولا وفعلا وتجعله واثق بنفسه معتز بما يفعله.