حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19740

الوجيز في أخطاء مرسي

الوجيز في أخطاء مرسي

 الوجيز في أخطاء مرسي

31-08-2013 11:00 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد بوعلام عصامي
كثر الحديث والبطيخ والتطبيخ والعطور في السطور والإفتاء والتأويل عن أيام مرسي الذي لم ترسو سفينة حكمه في مَرسى النّيل المضطرب إلا شهورا من سنة عجفاء، حيث أفِلت بشارة ثورة الربيع، عندما ظلت دار لقمان على حالها كما كانت في الدكتاتورية دون تغيير، سنابل يابسة من دهر وسنين عجاف. وبقيت البقرات السبع يحلبهن فلول مصاصي الدماء، ودار لقمان على حالها.
لم نر أي ثورية راديكالية جذرية تقتلع الفيروزات من ثنايا الجذوع، من القضاء والشرطة، من الجمارك والإدارات الحيوية لتسيير البلاد.. فبقيت راكنة في كل زاوية من الليل و النهار.

لم تكن بقرات مصرالسبع بحاجة إلى أي إيديولوجية بقدر ما كانت بحاجة الى أنبوب أكسجين ليعينها على التقاط أنفاسها من الموت السريري، الذي ألم بها من مخلفات عشرات السنين من الدولة العميقة، وتسكع فيروزات التسلط والفساد في كل الشرايين.

ومع احترامي وتقديري للمؤهلات العملية والتاريخ النظيف للدكتور مرسي، الخالي من كل شبهة أو فساد أو عمل إجرامي سابق..
إلا أنه وبإختصار موجز نحو الصميم: الدكتور مرسي لم يكن ذلك الرجل المناسب للظرفية الإنتقالية التي تتطلب رجلا محنكا في السياسة، قد خبر كل التجارب والظروف الصعبة، من محاربة الديكتاتورية وإعتقالات ومفاوضات وتسيير وتنظيم وكل ميكانزمات الرجل السياسي المحنك التي تخول له تجاربه العميقة والصعبة أن يقود المرحلة الراهنة للبلاد.
ولهذا فلم يستطع الرجل تمثيل كل مكونات الشعب والذهاب بالثورة الى تحيقيق تغيير حقيقي في دواليب الدولة ومحاكمات الفلول، وإعتقال رموز وتوابع النظام السابق، وإنعاش دواليب الدولة وتنظيفها من الفساد والإفساد..
كل ما شاهدناه من تحركات وخطابات لا تصلح إلا أن تكون في فضائيات الحب والود والكلام المأثور.. بينما الشعب أعطى الغالي والنفيس وضحى بالأرواح والأكباد، ليشهد تغييرا حقيقيا وقطعا مع فلول الفساد والتخريب ويلمس التغيير في حياته اليومية.

فقل هاأنا بها أو اتركها، أو قل هي ليست بوسعي وما الأمر بيدي إنهم بها يستولون ويستكبرون، وتبرأ من دمتها، وبذلك ستكون لأمانة الوطن والشعب محسن وأمين.

الرجل كان من الأولى في هذه المرحلة الراهنة، أن يكون على رأس مشروع نهضوي علمي، على وزارة التعليم أو وزارة التكنولوجيا والعلوم مثلا، أوربما قد يكون رئيسا ناجحا عندما تعرف مصر مستقرها في المرسى الديموقراطي للشعوب، عندما يتم ترسيخ مبادئ الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وتصل الى درجة إحدى الدول الغربية ديموقراطيا وحقوقيا، وتقديرا للمواطن وللإنسان.
بطريقة اخرى أخطأ أولائك الذين رشحوا الدكتور في الهندسة، المتفوق بدبلومات وشواهد عليا من دولة أجنبية عظمى، ولكن دون خبرة في خفايا وكواليس الأمور، ورصيد سياسي تراكمي يسمح له أن يكون الرجل المناسب والناجح للمرحلة.
فمصر تحتاج لرجل مُصرّ، خبر الأسود والأبيض، النار والهشيم.. فالفضيلة وحدها لا تكفي لبناء الوطن.. الشعب بحاجة أمس لتغيير وقلع جذور الفساد والقطيعة معه، لسيرورة الإنعاش ثم الإصلاح وإنعتاق جذور الوطن، وكبح مصاصي الدماء من النظر الى مصر بقرة حلوب، فهي باتت فعلا عجفاء ومريضة بمرض مزمن إسمه "داء الفرعونية".


بعيدا عن اللعبة السيساسية أنصحكم جميعا أن تتعلموا من كرة القدم إحترام قوانين اللعبة، كما يحترم المتفوقون فيها الحائزون على كؤوس العالم، قوانين الشطرج على طاولتهم السياسية في اللعبة الديموقراطية.
اللعبة الجماعية كيف تسير متناسقة عندما نحترم جميعا قوانينها بين الأخذ والرد في تنافس دقيق..
والخارج عن قوانين الجماعة داخل الشرط شيطان أخبل..
انتم الخاسرون دوما في كؤوس العالم. فلا تجيدون شيئا غير القمع والكذب والغطرسة والزهو عندما يصفق لكم الأوغاد فتزيدون في غيكم نشوة وإصرارا.
السلام عليكم



simo.boualam@gmail.com








طباعة
  • المشاهدات: 19740
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم