31-08-2013 11:48 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
خير ما جاء به المرسلين هو قول لا اله إلا الله كلمة حق تجعل الإنسان يعيش في ظل معناها العظيم في هذا الكون حرا عزيزا وذلك عندما ينفي الإلوهية عن غير الله تعالى فيتحرر بدايتا من نفسه وهواها وجموحها ويتحرر من عبودية الآخرين والحياة المادية الفانية ,ويتحرر من الجهل وسفاهة النفس وبالتالي يعيش في هذه الحياة عزيزا قوي غني كريم رحيم محب وحكيم القلب
,معتصما بحبل الله تعالى. من خلال كتابه وسنة حبيبه حتى يلاقيه ...
لا اله إلا الله مفتاح الهداية للقلوب السليمة في التوحيد والاعتقاد وهي التي ينظر إليها الله تعالى لتنعم بنظر الله تعالى لتذوق حلاوة الإيمان ومن علاماته الخوف من الوقوع في الكفر لشدة محبة الإيمان , يتحقق ذلك من شدة محاسبة النفس وهو الجهاد الأكبر والمستمر عند المؤمن , واستمرار اتصالها مع الله من خلال الذكر والشكر والإخلاص والدعاء فهذه القلوب لا تنام وان نامت الأجساد ...
لا اله إلا الله مكانها القلوب الحية التي اتصفت بالقوة والمحبة والرحمة ينتج عنها القيم والأخلاق التي تتجسد في الإنسان وتصبح ظاهرة المعالم من خلال العمل الصالح الذي يصلح الحياة التي يمكن استمرار الحياة,لهذا فان العمل الصالح هو برهان الإيمان عندما يكون لوجه الله تعالى خالي من الرياء والسمعة (هوى النفس) وتميزت الأمة بخير الأمم عندما أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر, والمنكر هو السبب في نهاية الأمم وان بدت أمم متطورة ماديا وهذا ما نشاهده في أيامنا هذه من قتل وجرائم كانت مجتمعاتنا تخلوا منها إلى أن غزتها الحضارة المادية الإلحادية,فخسرت الرهان الذي يمكن أن تراهن عليه في بفائها وانتصارها على كل المعتقدات المادية الباطلة التي تدمر القيم والأخلاق العناصر الأساسية في ترابط المجتمع والأسرة.فالقيم والأخلاق النابعة من التوحيد والإخلاص لله ومحاسبة النفس هي من أعظم الأسلحة التي يمكن أن يحصن المجتمع نفسه بالأمن والأمان والتكافل الاجتماعي ..
.لا اله إلا الله حقيقة هذا الكون فهو من صنع الله تعالى وكل حركة فيه هي من إرادة الله تعالى,كون منظم دقيق له ميزان دقيق في التوازن البيئي, من خلال خلق عديد يقوم بهذه المهمة (والسماء رفعها ووضع الميزان).فأي تعدي على هذا الميزان له مردودة العكسي على الإنسان فعندما يظهر الفساد يختل توازن الحياة (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ).وهذا هو قصاص الله تعالى لمن يتعدى على نظام وميزان الله لهذا الكون .
لا اله إلا الله هي راية الله تحملها القلوب المؤمنة وتدافع عنها وتجاهد من اجلها وتدعوا إليها حبا للبشرية وحب الخير لها , فأول الجهاد هو جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر ومن ثم الجهاد الأصغر,كون النصر من عند الله , وما يحصل في العالم من عذاب الآن من ظلم وفقر وجهل وفتن وتفكك الأسرة والمجتمع وفقد الأمان واستبداد ما هو إلا نتيجة الكفر بالتوحيد وكفر بالدين أي تشريع الله.لعل الناس تعود لله تعالى . والله سبحانه متمم نوره ولو كره الكافرون وما على المؤمنين إلا السير في ركب الله تعالى ..
لا اله إلا الله علم ومعرفة لحقيقة الباطل التي لا تنطلي إلا على من سفه نفسه فالحرية التي يدعيها العالم المتقدم الملحد ما هي إلا عبودية للمادة,(العقيدة الرأسمالية )لان الدساتير فيها تخدم النظام ألربوي ومن يمتلكونه , وعبودية للفرد كما في العالم الثالث لان الحرية تكون على شكل منحة وهبة وهذه بحد ذاتها تعتبر إقرار العبودية للحاكم الذي يستثني نفسه من القوانين والمسائلة .
لهذا كانت العداوة لكلمة التوحيد , دفع العديد من الأنبياء والمرسلين حياتهم ثمنا لها وهذه العداوة كانت بداية من النفس البشرية للفرد الواحد كونها تهذب جموحها وهواها , ومن الفئة المسيطرة,التي تتخذ نفسها أربابا على المستضعفين .
لا إله إلا الله تزن السماوات والأراضين فترجح فيهن و كما أنها ترجح ميزان الحسنات يوم الحساب , لا اله إلا الله طريق للجنة من قالها إيمانا واحتسابا كون من امن بحقيقتها وذاق لذة حلاوتها لا يمكن أن يتنازل عنها مقابل أعراض الدنيا ..