31-08-2013 02:19 PM
سرايا - سرايا - واشنطن - نقلت مراسلة وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية في عمان، ديل غافلاك، عن العديد من سكان وأطباء المنطقة المستهدفة بالسلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية بدمشق، وكذلك عن مسلحين في المنطقة، قولهم إن السلاح الكيميائي الذي استخدم في منطقتهم في 21 من الشهر الجاري أرسلته السعودية إلى الممتمردين، لكنهم فشلوا في استخدامه، ما أدى إلى وقوع مجزرة في صفوف المدنيين والمسلحين على السواء.
وقالت المراسلة ، التي تعمل أيضا مع “بي بي سي” و “وكالة أنباء مينت نيوز” في تقرير حصري بهذه الأخيرة، إنها استمعت لشهادات العديد من من أعضاء منظمة “أطباء بلا حدود” الذين يساهمون في تقديم الخدمات الطبية للأهالي في “الغوطة الشرقية”، وكذلك إلى الأهالي والعديد من المقاتلين وعائلاتهم، بمن في ذلك والد أحد المسلحين الذين استخدموا هذه الأسلحة وقتل بها لاحقا. وقد أكد هؤلاء أن بعض المتمردين حصلوا على السلاح الكيميائي ، وهو غاز الأعصاب، من رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان.
ونقلت المراسلة عن والد أحد المقاتلين قوله إن ابنه”عبد المنعم” ، الذي قتل مع 12 آخرين على رأسهم السعودي “أبو عائشة” الذي كان يقود كتيبة في المنطقة، جاء يسأله قبل نحو أسبوعين عن رأيه بالأسلحة التي طلب منه أن ينقلها. ووصف تلك الأسلحة بأن بعضها كان على هيئة أنابيب بينما كان بعضها الآخر يشبه اسطوانات غاز ضخمة/ مشيرا إلى أن المتمردين كانوا يستخدمون المساجد والبيوت الخاصة للنوم، بينما كانوا يخزنون السلاح في الأنفاق. وأشار “أبو عبد المنعم” إلى أن ابنه عبد المنعم وآخرين كانوا من بين القتلى الذي سقطوا ذلك اليوم بالسلاح الكيميائي. وقد أعلنت “جبهة النصرة” ( بلسلن زعيمها “أبو محمد الجولاني”) أنها ستلجأ إلى الأمر نفسه مع “القرى العلوية” في الساحل السوري ردا على ما حصل في الغوطة.
وأضاف “أبو عبد المنعم” القول لمراسلة الوكالة: “لم يخبرونا ما هي الأسلحة أو كيفية استخدامها”. وهنا علقت امرأة تعمل مع المسلحين ( تدعى ” ك”) بالقول” لم نكن نعرف أنها أسلحة كيميائية ، ولم نكن نتخيل أنها أسلحة كيميائية”. وواصل “أبو عبد المنعم” القول”عندما يعطي الأمير السعودي بندر بن سلطان تلك الأسلحة إلى الناس ، عليه أن يعطيها لأولئك الذين يعرفون كيفية استخدامها والتعامل معها”، قبل أن يوصي بعدم الإشارة إلى اسمه كاملا. فهو يخاف مثل بقية السوريين من الانتقام.
وقال زعيم معروف للتمردين في الغوطة يدعى “ج” تعقيبا على حديث “أبو عبد المنعم”، قبل أن يشير إلى أن “جبهة النصرة” لا تتعاون مع متمردين آخرين، ولا تتقاسم المعلومات السرية مع أحد ، إنهم ( مسلحي”النصرة) استخدموا بعض المتمردين العاديين لتشغيل هذه الأسلحة. وأضاف”كنا فضوليين جدا إزاء هذه الأسلحة (…) وللأسف ، تعامل بعض المسلحين مع تلك الأسلحة بشكل غير صحيح وفجروا المتفجرات”.
أما الأطباء الذين عالجوا الضحايا الذين تسببت تلك الأسلحة بموتهم، والذين يغملون مع منظمة “أطباء بلا حدود”، فقد طلبوا توخي الحذر من طرح الأسئلة عمن كان مسؤولا بالضبط عن ذلك الهجوم القاتل. وقال هؤلاء الأطباء إن المسعفين تعاملوا مع 3600 حالة مشابهة ، إلا أنهم لم يتمكنوا من التحقق من هذه المعلومات المتعلقة بعدد الإصابات.
وقالت مراسلة الوكالة إنها قابلت أكثر من عشرة مسلحين اعترفوا لها بأنهم يتلقوا رواتبهم من السعودية.
وأعاد تقرير الوكالة إلى الأذهان تقرير صحيفة “الإندبندنت” البريطانية التي أشارت في إلى أن بندر بن سلطان ، وبعد تعيينه رئيسا لجهاز الاستخبارات السعودي العام الماضي بهدف قيادة وإدارة التمرد في سوريا، كان أول من اهتم بأمر “غاز الأعصاب” في سوريا. وكانت الصحيفة البريطانية نشرت في 26 من الشهر الجاري تقريرا لمراسلها الشهير “ديفيد أوسبرن” أشار فيه إلى أن بندر بن سلطان كان نبه حلفاءه الغربيين في شباط /فبراير الماضي إلى موضوع الاستخدام المزعوم لـ”غاز السارين” من قبل النظام السوري. وبعد أقل من شهر على ذلك، وتحديدا في 19 آذار / مارس الماضي، نفذت مجزرة غاز العسل التي راح ضحيتها عشرات العسكريين السوريين بقذيفة مشحونة بغاز الكلور على أيدي “جبهة النصرة” و”الجيش الحر” الذي اعترف بأن غرفة عملياته كانت هناك! وقد عارضت الولايات المتحدة بقوة القيام بتحقيق دولي مستقل في الجريمة. وبعد شهرين أكدت “كارلا ديل بونتي”، عضو لجنة التحقيق الدولية في سوريا، أن المسلحين هم من نفذوها، وأن اللجنة حصلت على الأدلة الدامغة على ذلك.