01-09-2013 12:32 PM
سرايا - سرايا - تعد الاعتصامات التي واكبت "الربيع العربى " هي الأكثر تأثيرا من حيث النتائج قارياً وعالمياً .. لكن ماذا عن أطول اعتصام أستطاع الصمود لأطول فتره ممكنة ؟.. الإجابة جاءت بقصة طويله بدأت قبل 33 عاما.
"بوابه الأهرام " شدت الرحال لاستكشاف القصة من أمام البيت الابيض بالعاصمه الأمريكية واشنطن، وكما توضح الصوره فإن أطول وأقوى أعتصام ضرب فى الشوارع السياسيه، هو عباره عن خيمة واحدة لم تتزحح من مكانها منذ الأول من أغسطس 1981 .
وتستطيع أن ترى القصة بكل تفاصيلها، على وجه تلك السيده العجوز "كانى Connie " .. القاصى والدانى في واشنطن يعرفها جيدا ولها العديد من الأصدقاء والمجموعات التي تساعدها من حين لآخر للبقاء كل تلك الفتره.
وقفت تلك المرأة الحديدة في أقصي درجات الحرارة والصقيع وتعرضت للعديد المضايقات كالضرب من رجال الشرطة أو السرقة من المشردين الذين يملأون بقعه مهمة فى قلب العاصمة ، ومع مرور السنوات فإن مطالب تلك السيده تتركز في الأساس حول مناهضة سياسات شن الحروب وكذا رفضا للسياسات الأمريكية.
اصطففت كباقى العشرات – من السائحين - أمام الخيمة أنتظر فرصه من أجل بدء الحديث مع " كانى" ، وقفت لتحدثنى لقرابه نصف ساعة رغم أنها خرجت قبل اسبوعين من إحدى المستشفيات بعد تعرضها لحادث طريق ! وبعد الحديث عن حرارة الطقس في ذلك اليوم.
بادرتنى هي بسؤال : هل أنت من سكان العاصمة ام حضرت للسياحه ؟ فأجبتها أننى هنا من أجل أن اتحدث معك مع دخول إعتصامك عامه الثالث والثلاثين .. وعندما علمت أننى مصري وسأكتب عنها باللغة العربية، شعرت بالاهتمام والحماسة في وجهها وعلى لسانها لإبداء رأيها عن ما يحدث في الشرق الاوسط ومصر بصفه خاصه.
رغم انها تبلغ 76 عاما، إلا أنها على دارية جيدة لما يحدث في معظم دول العالم وتحديدا " الربيع العربى " .. حيث قالت : إن الإعتصامات والاعتراضات على السياسات، قد طالت عدة دول في جميع أنحاء الأرض في الوقت الذي يعد فيه صانعو السلاح و الكيان الصهيونى هم المستفيدون من كل هذة الأحداث.
وأضافت قائله : على العالم أن ينتبه إلى ما تحدثه السياسات الامريكية والكيان الصهيوني، من اجل مستقبل أبنائنا بغض النظر عن أى أعتبارات عرقيه .. حينها استغللت الموقف وسألتها عن رأيها فيما يحدث في مصر؟ بعد ثوان من التفكير ردت قائله : إن ما حدث مؤخرا في مصر هو إنقلاب عسكرى نظرا لما قامت به القوات المسلحة بغزل محمد مرسى وتعيين رئيس مؤقت للبلاد , كما أتمنى ان يتم تسويه كل المشكلات الموجوده عن طريق الحلول الساسيه وعدم اللجوء إلى إراقه المزيد من الدماء.
وأعتقد ان اسرائيل لها دور فيما يحدث في العديد من الدول – والكلام مازال على لسانها - انظر مثلا إلى سوريا والذى يتشابه مع ما حدث في العراق من قبل وكيف دفعت اسرائيل والولايات المتحده في إتجاه الحرب.
وحول سر صمودها كل تلك السنوات قالت : عانيت الكثير لكنى صممت على البقاء على الرغم من كل الصعاب، وقمت بالتضحية بالكثير من أجل رسالتى في مقاومة السياسات التي تدعو إلى التدخل العسكرى بالاضافه إلى المطالبة بإصدار أو تعديل القوانين للحد من صناعه الاسلحه .
أما أكبر التحديات التي مازالت تواجهها حتى الآن هي ضروره البقاء مستيقظه طوال الوقت الذي تتواجد فيه بجوار خيمتها ، والمحافظة على ارتفاعات واطوال معينه للافتات والمعلقات وهو ما ينص عليه قانون الاعتصام، لذلك تقوم بتسليم مقر أعتصامها لعده ساعات لاحد المتطوعين لانها ما عادت تستطيع أن تظل مستيقظه لحراسة خيمتها وبالتالى عدم خرق القانون.
وحول هذا الأمر قالت إن هذا المكان توافد اليه أعداد لا حصر لها وتفاوتت فترات بقائهم كحركه " احتلوا ول استريت" على سبيل المثال، كما ان هناك العشرات الذين يساعدوننى بصفه يوميه في ترتيب حاجياتى والجلوس مكانى لعده ساعات انام فيها فى مكان قريب لمعاودت الصمود والوقوف بجوار الخيمة وتوصيل الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من الناس .
الجدير بالذكر أن الإعلام الامريكي ما عاد يتابع أخبار تلك السيدة، ويرى بعض العاملين فيه أنها أفرطت وغاصت في فكره الإعتصام والحزن على أصدقائها الذين فقدتهم في الحروب أو أحداث عنف.