بقلم : نشــــأت الحجـــــاوي
ليس للموضوع مكاناً أن يُقـدّم ، فـ ربيعنا الذي لا يُزهِر ، أَنْسَانا أنفُسَنا وكل ما حولنا ، فقد تخلخلَ توازن النَسيج الاجتماعي ونحن نصرف أنظارنا عن هذا ، ولو طرقنا باب الله لوجدناهُ لا يُغيّر بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم ...
فـ ندّعي صلاح المجتمع ونحن من يفسده ، ونخشى من تفشّي الفاحشة ونحن من نرويها ، متى سيرتقي تفكيرنا ونُحَكِّم عقولنا ، ونستـنفذ أقل القليل من طاقاتـنا بأن نستجوب ضمائرنا ونسعى لفهم ما يُسقِمنا ...
أكتب وفي عيني دمعة وفي قلبي غصّة ، وضاقت بيَ الأرض بما رحبت ، وتربط لساني مقتاً على أعـيُن الشباب التي تنهش أعراضنا كـ نهش الذئاب لفريستها ، وكأنَّ هذه النظرات هي لأعينهم " كالأكسجين لـ رئاتهم" ، فلا تستقيم أعيُنهم ولا تهتدي !
وها قد سئمنا مّن قصص الفواحش والزنا ، التي بالعُهر قد عمّت ، وبالفسق قد طمّت ... وطُوِيَت سجلاتها لكثرتها.

فأما شبابنا ...
تارةً نستاء من أفعالهم ونُبغِظَهم ، وتارةً بتعقيدات الزواج نُردِعَهُم ...فـ بذلك إلى الرذائل نؤسِرَهم ، ومن ثُمّ نستاء منهم ونبغظهم!! ...أي استياءٍ هذا ونحن من نُجبِرَهم!!
من المُلام الآن يا سادة .. !!
سؤال لـِ آباءنا وأجدادنا ،،، أخبرونا يا كبارنا ، كيف تزوجتم؟ وكم كانت مهور زوجاتكم؟ وكم كانت أعماركم عندما تزوجتم؟
هل كانت تفوق ال 25 عاماً ! وهل اتفـقـتم على مهورهنّ وكأنهنّ "سلعة" ستشترونها! وما هي معايير قبول الزوج في أيامكم؟ وهل عندما وصلتم سِن الرشد والبلوغ كانت تتجه أنظاركم نحو دراستكم والوصول إلى "شهادة جامعية" أيّاً تكون ، ومن ثم إلى "وظيفة" مهما تكون ، كي تصلوا إلى المستوى المطلوب؟
هل كان مشروطاً أن يكون في حوزتكم بيت مملوك وسيارة ومستوى مرموق؟ وهل رُفِضتُم كثيراً عندما تقدمتم للزواج بسبب أنّ حالكم ميسور ، ولا تملكون إلّا خُلُقٍ ودين؟
وهل تقيدتم بالتقاليد والتبعية التي لاتُسمِن ولا تغني من جوع؟

أخبرونا يا كبارنا .. يا آباءنا وأجدادنا , هل ضيعكم من كان مسؤول عنكم مثل ما ضيّعتمونا أنتم الآن؟ وهل كانت الفواحش ترتكب بحق بنات وأبناء مجتمعاتكم مثل ما ترتكب في مرآة أعينكم الآن...؟
أجيبونا على هذه الأسئلة وأقنعونا ، ومن ثم سنصلح أنفسنا بأنفسنا ، وسنسامحكم على خذلانكم لرغباتنا ، وارتكابكم لِـ معاصينا ...

ولكن تبقى آخر رسالة لكم من قلوبنا ، نوّد قولها ولا تلوموننا ، أليس الرسول-صل الله عليه وسلم- قال وأوصى " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه ، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" ؟!

فليس الجاه بالمنصب ولا بالمال والـثـروة ، فاظفر بالذي يَنعَم بِنور القلب والتقوى

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا