02-09-2013 10:19 PM
سرايا - سرايا - يشهد الكونغرس الأميركي، انقساما كبيرا حول الأزمة السورية بعد أن طلب الرئيس أوباما تفويضا من ممثلي الشعب الأميركي قبل أي تدخل عسكري ضد النظام السوري ردا على استخدام أسلحة كيماوية في غوطة دمشق.
وفيما أعرب أعضاء بالكونغرس عن تحفظهم من رسالة أوباما للكونغرس معتبرين أنها تفتح الباب على مصراعيه لتدخل مفتوح في سوريا، أعلن أعضاء بالحزب الديمقراطي أن مسودة جديدة تتم صياغتها ستكون أكثر وضوحا في التأكيد على طبيعة التدخل وجدوله الزمني في خطوة تهدف لكسب تأييد أكبر داخل الكونغرس.
وكان عدد من المشرعين الديمقراطيين قد عبروا عن رفضهم للغة التي حملتها رسالة أوباما، سيما من جانب الأعضاء التوافقيين داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
مسؤولون في الإدارة الأميركية كانوا قد عقدوا جلسة إحاطة في مقر الكونغرس لعدد من المشرعين حيث قدمت الإدارة الأميركية وثائق سرية تشير إلى دلائل حول وقوف النظام السوري وراء الهجوم الكيماوي في غوطة دمشق في 21 من الشهر الماضي.
وفاجأت خطوة الإدارة الأميركية بطلب تفويض من الكونغرس الجميع ما أجل الضربة العسكرية على سوريا بعد أن كانت وشيكة بحسب كل المؤشرات.
وقال السيناتور كريس فان هولن وهو مفتش أممي سابق للأسلحة الكيماوية والبيولوجية العراقية إن المسودة الجديدة ستتضمن تعهدا بعدم إرسال قوات لسوريا وتحديد طبيعة التحرك العسكري ومدته.
ويلتقي الرئيس أوباما الأحد كلا من السيناتور جون ماكين وزميله في الحزب الجمهوري ليندسي غاراهام اللذان يطالبان بعملية عسكرية موسعة تغير موازين القوى لصالح المعارضة السورية.
ويميل جناح الليبراليين والمحافظين إلى رفض استخدام القوة العسكرية في سوريا.
وقد تساءل النائب الجمهوري عن ولاية فرجينيا سكوت ريجيل ما إذا كان استخدام القوة المسلحة ضد الأسد يمثل المقاربة الصحيحة في هذا الوقت!
في الأثناء، أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري سلسلة اتصالات مع ديبلوماسيين عرب في مقدمتهم وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لبحث تداعيات الأزمة السورية.
وتراهن الإدارة الأميركية على موقف عربي أكثر وضوحا في دعم الحملة العسكرية الأميركية المرتقبة تستغله إدارة أوباما في المناقشة الداخلية بين أعضاء مجلس النواب والشيوخ.
روسيا تحُث الكونغروس على رفض ضرب سوريا
يسعى أعضاء البرلمان الروسي لحث الكونغرس الأميركي على التصويت بالرفض لتوجيه ضربات عسكرية لسوريا وفقا لما قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي للرئيس فلاديمير بوتين الاثنين، وذلك بعد أن طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما موافقة الكونغرس لشن تلك الضربات.
وقالت فالنتينا ماتفيينكو "اعتقد أنه إذا تمكنا من إجراء حوار مع شركائنا في الكونغرس الأميركي، سنفهم على الأرجح بعضنا البعض أفضل، ونأمل أن يتخذ الكونغرس الأميركي في النهاية موقفا متوازنا وألا يؤيد اقتراح استخدام القوة في سوريا دون وجود حجة قوية."
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن، الاثنين، أن روسيا غير مقتنعة إطلاقا بالأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتأكيد استخدام دمشق أسلحة كيمياوية ودفعتها إلى اتخاذ قرار بتدخل عسكري.
وفي سياق متصل، قال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية أن على الجميع الانتظار حتى انتهاء فريق المفتشين الدوليين من تحقيقاتهم حول الهجوم الكيماوي، مطالبا إياهم بتحقيق "موضوعي ومحايد".
من جانبها، دعت دمشق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى"منع أي عدوان" على سوريا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري بعث برسالة إلى بان يدعوه فيها باسم الحكومة السورية "إلى الاضطلاع بمسؤولياته من أجل بذل مساعيه لمنع أي عدوان على سوريا، والدفع قدما باتجاه التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة في سوريا".
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"أندرس راسموسن، إن الحلف مستعد لمواجهة التحديات الأمنية في سوريا. لافتا إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار حتى الآن بشأن توجيه ضربة في سوريا.
وأفاد مصدر حكومي فرنسي لوكالة فرانس برس أن الحكومة الفرنسية ستضع في تصرف البرلمان، يوم الاثنين، وثائق توضح مسؤولية دمشق عن الهجوم الكيماوي، موضحا أن الوثائق تتضمن "أدلة من طبيعة مختلفة تسمح بالتعرف بشكل جيد إلى أن النظام هو المسؤول عن الهجوم الكيماوي في 21 أغسطس".
واستبعدت بريطانيا إجراء تصويت جديد في مجلس العموم على المشاركة بضربة عسكرية لسوريا بعد أن صوت المجلس في المرة الأولى بالرفض، في حين ربطت فرنسا موقفها من الضربة بالموقف الأميركي.
كما حمّل وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم في القاهرة، الأحد، الحكومة السورية المسؤولية الكاملة عن استخدام السلاح الكيماوي.(سكاي نيوز)