بقلم : هاشم الخالدي

يبدو واضحاً ان حكومة الدكتور عبد الله النسور تحتاج في هذا الأوان لشرب حليب السباع أو حليب النوق "على الاقل" لحسم منصب أمين عمان المقبل، حيث وصلت درجة ارتجاف الحكومة لتأجيل بحث هذا الموضوع لثلاث جلسات متلاحقة وسط تخبط واضح وترقب في أمانة عمان التي تصارع الفوضى لعدم وجود ربان لسفينتها .

هذه المرة دخلت معظم القوى في الأردن على خط التدخل في تعيين أمين جديد للعاصمة يخلف رئيس اللجنة المؤقتة عبد الحليم الكيلاني الذي فشلت إدارته للأمانة، ووضعت عليه ألف علامة استفهام في طريقة التعيين والتعامل .

المعلومات التي وصلت لي من مصادر رفيعة المستوى أكدت ان إسم الوزير السابق عقل بلتاجي كان الأقرب لهذا المنصب، غير أن تدخلات الديوان و دوائر الأمن و تردد الرئيس أرجأ هذا التعيين ودخل الوزير الأسبق شحادة أبو هديب على خط المنافسة إذ كان من المفترض أن يصدر مجلس الوزراء قراراً بتعيينه غير أن قوى سياسية عديدة جمدت القرار و دخل آخرون على خط المنافسة، ومنهم المهندس نضال الحديد، و الوزيرين السابقين سمير الحباشنة و توفيق كريشان.

و يبدو واضحاً أن قضية تعيين أمين عمان هذه الأيام قد تجاوزت المسمى والمنصب لتنقلب الى صراع قوى بين الصالونات السياسية، فيما دخل على الخط مجموعة كبيرة من النواب والأعيان الذين يدعم كل منهم نسيبه أو صديقيه، فيما يستميت نواب عمان لدعم مرشحهم من أجل ضمان تأمين الخدمات لأبناء دوائرهم الانتخابية في العاصمة.

كان يمكن لهذا التعيين ان يمر مرور الكرام وأن يتخذ المجلس قراراً بتعيين شخصية معروفة لهذا المنصب لكن تردد الرئيس وانصياعه لضغوطات القوى السياسية حول القضية إلى " حرب داحس والغبراء".

مجرد نصيحة سأقدمها لمجلس الوزراء ولرئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور للخروج من هذه الأزمة : 

أولاً : عليكم التوضأ جميعاً قبل جلسة مجلس الوزراء بليلة واحدة وأداء صلاة الاستخارة وتلاوة دعاء الإستخارة " اللهم إنا نستخيرك بعلمك.. ونستقدرك بقدرتك، ونسألك من فضلك العظيم فأنك تقدر ولا نقدر وتعلم ولا نعلم.. اللهم إن كان في تعيين شحادة أبو هديب أو عقل بلتاجي خير لنا في ديننا ومعاشنا وعاقبة أمرنا فاقدره لنا ويسره لنا، وإن كان في تعيين أحدهما شر لنا في ديننا ومعاشنا وعاقبة أمرنا فأصرفه عنا وأصرفنا عنه، وقدر لنا الخير حيث كان ".

وممكن بعدها في اليوم التالي أن يجتمع مجلس الوزارء ويبدأ الرئيس بالاستماع لتفاصيل رؤيا وزراءه بعد "الاستخارة المبيتة"، وهكذا يستطيع الشيخ عبدالله النسور أن يختار أميناً لعمان .. وكفى الله المؤمنين شر القتال.

اللهم اني بلغت اللهم فأشهد 

الكاتب مؤسس موقع سرايا

hashem7002@yahoo.com