04-09-2013 10:04 PM
بقلم : ديما الرجبي
ما سبب تأخير الضربة العسكرية لسوريا ؟ علماً بأن الرئيس الأمريكي اوباما صرح وبقوة أنه ليس بحاجة الى الضوء الأخضر من أحد كي يقوم بالتنفيذ ؟!
المنطق يقول , إما انها فترة تجهيزات عسكرية حدودية دولية شاملة , أو انها إتصالات وإتفاقيات جديدة تُطرح على مائدة المخططات القادمة .
من المٌنصف ان نقول أن هناك تضارب مصالح في تلك الخطوات , فهناك من يؤيد الضربة العسكرية للإطاحة بالنظام الديكتاتوري الأسدي , وهناك من يقول بأن المتضرر دائماً وابداً هو الشعب السوري .
وهذان الأمران قابلان للتفهم والنقاش , لأنه إذا ما كانت الضربة ستوجه لغير البنية التحتية ( المطارات , والقواعد العسكرية , والقصور ) و إستهدفت على حين عشوائية غير محسوبة !! "الشعب السوري " , فهذا يعني إبادة لهم على ايدي نظامهم اولاً ثم القوى الخارجية . ولا نستطيع غض البصر عن إحتمالية كبرى بإصابة حدودنا بإحتقان يلي الحرب المزعومة على النظام الأسدي , وإن كانت حدودنا على أتم الإستعداد بأن تصد أي ردة فعل مقابلة , وإن كانت تنفي أن نكون بخطر , هذا لا يمنع بأننا ايضاً معرضون لتلك الإحتمالات ,
والنقطة الثانية ان النظام الأسدي لابد أن يسقط ويحاسب بتلك الجرائم التاريخية التي ارتكبها بحق شعبه .
تحت قبة الجامعة العربية تحدث المناكفات السياسية والإنقسام الواضح وتعدد الآراء , وما زالت الكلمة الأولى والأخيرة للقوى الخارجية ؟!
تم إعتماد " حكمة " القوى الخارجية " امريكا " في معالجة اي فساد نظامي قد يقع في الشرق الأوسط , ورأينا سابقاً مدى حكمة القوى الخارجية بالتعامل مع دول الربيع العربي ؟!! . ومنهم " العراق , مصر " !!
ففي مصر، فعلت الإدارة الأمريكية ما إعتقدته الصواب , على نحو يعزز المصلحة القومية الأمريكية من خلال محاولة التجاهل , والحفاظ على الروابط مع الجيش المصري عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وكانت النتائج مجازر السيسي المُنتخب من الإدارة الأمريكية .
امريكا اليوم تقف على خط الهجوم , ومن حراس المرمى " إيران " التي قد تُضعف موقف امريكا امام جمهورها الذي يؤمم من وراءها , والجميع يهدد والجميع يتحدى والكل يسعى لحماية نفسه .
هل يستهان بالكيماوي الذي استخدمه الأسد ضد شعبه ؟ اليس من استهان بشعبه سيستخدم الكيماوي ضد اي عدوان خارجي ؟
التخوف من الآتي واضح , والقوة التي يتمتع بها النظام الأسدي لا تخفيها شمس , وايران مستعدة وجاهزة للمساعدة والتصدي لصالح النظام , ونحن كمثلث عربي سننال نصيبنا من تلك المناورات .
وسوريا تعاني من أزمات لجوء وتشرد مخيفة والحدود ضاقت وإكتظت ولم تعد آمنة .
ولن يتم فهم أو تقرير مصير الشرق الأوسط الا بعد أول ضربة من امريكا على سوريا .
والله المستعان
ديما الرجبي
dema_84@live.com
للتعليق على هذا المقال اضغط هنا : وكالة أنباء سرايا الإخبارية - مقالات