07-09-2013 10:07 AM
بقلم : د.سالم بني عطا
عاش بلدنا العزيز يوم الثلاثاء الموافق 27/8/2013 استحقاقا وطنيا, وعرسا شعبيا وديموقراطيا رائعا بكل ما للكلمة من معنى ,وتنافس فيه المئات من المرشحين سواء على مقاعد الرئاسة او العضوية, وشأنه شأن أي انتخابات فقد ربح فيه من ربح, وخسر فيه من خسر من المرشحين لتلك الجولة من الانتخابات, ولكنني اجزم بالقول انه مهما تباينت النتائج فقد ربح الوطن وفاز بالرغم من كثرة المعطلين ,والمشككين, والمقاطعين, والمثيرين للشائعات ومروجيها حول نزاهة العملية الانتخابية بجميع مراحلها .
وفي هذا السياق ,وللأمانة التي سنسأل عنها عند بارئنا عن هذه الانتخابات ,وكوني تشرفت بالعمل رئيسا لإحدى لجان الاقتراع والفرز في هذه الانتخابات فإنني استطيع الجزم كما هو حال غيري ممن شارك بصفة رسمية, او بصفة مراقب او بصفة صحفية بنزاهة هذه الانتخابات وشفافيتها بنسبة تكاد تصل الى 100% بالرغم مما شاب بعض المناطق من احوال شغب, واختلاف واعتراض وتشكيك بالنتائج, وهذا امر طبيعي لمن يخسر أية جولة انتخابية .
وعليه وجب علينا ان نبارك لمن حالفه الحظ وفاز في هذه الجولة ,وأن نقول لمن فشل ولم يحالفه الحظ "هارد لك" ,وخيرها في غيرها في جولات قادمة من الانتخابات البلدية .
اما وقد اعلنت النتائج القطعية وأصبحت نهائية, وباشر رؤساء البلديات الفائزين وكذلك الاعضاء اعمالهم في البلديات التي نجحوا فيها فانه اصبح لزاما عليهم ادراك العديد من الحقائق والوقائع المتعلقة بأعمالهم وواجباتهم الوظيفية,ومن هذه الحقائق الواقع الاقتصادي والخدمي لتلك البلديات التي يئن اغلبها من وطأة الفقر والإفلاس, وسوء الادارة والترهل والفساد والعشوائية في اتخاذ القرارات جراء العديد من التراكمات المختلفة عبر السنوات التي خلت لعديد من القيادات المتعاقبة على ادارة تلك البلديات .
انه لأمر واقع اصبح يفرض نفسه على هولاء النخبة من الرجال الذين رضينا بهم ممثلين لنا ,وشاركنا بأصواتنا لإيصالهم الى هذه المواقع.وما دام الامر كذلك ,فعلينا ان نضع ثقتنا بهم ,ونقف الى جانبهم, ونشد من أزرهم لممارسة اعمالهم على اكمل وجه للوصول بالبلديات الى بر الامان بعدما ساءت احوالها بل تدهورت وال اغلبها الى لحظات النزع الاخير.
وما دمنا قد وثقنا بهولاء النخبة من ابنائنا وبناتنا ,وقبلوا هم حمل الامانة لخدمتنا والنهوض بالوطن, فقد بات من الواجب علينا ان نطرح عليهم العديد من التساؤلات والاستفسارات العديدة لرؤساء البلديات علنا نجد عندهم البلسم الشافي لما نعانيه كل في منطقته وحيه وحارته وقريته من مشكلات ومعيقات, ونقص رهيب في الخدمات, وانعدام لمستوى النظافة, وتلكؤ للموظفين عن القيام بواجباتهم كل حسب وظيفته التي عين على اساسها موظفا في تلك البلدية .
ومن هذه التساؤلات الملحة : ما هي الاجراءات التي ستسلكونها لتأمين الاموال اللازمة لموازنات بلدياتكم التي باتت حساباتها صفرا في البنوك ؟ وكيف ستتعاملون مع هذه الجيوش الجرارة من الموظفين الذين تضيق بهم ردهات البلديات ومكاتبها ؟وهل سيبقى الوضع كما هو عليه بالنسبة لهولاء الفئة من المترهلين منهم ام سيوضع لهم حد يعيدهم الى فئات منتجة ومشاركة في خدمة مناطقهم والإسهام بنهضة الاردن ورفعته؟
ختاما ,اسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد لهولاء النخبة التي يعلق عليها جميع المواطنين امالهم وحل مشاكلهم, وتقديم الخدمات اللازمة لهم .كذلك فأنني اناشدهم ان يتقوا الله في اعمالهم وقراراتهم ,ويرأفوا بالمواطن الاردني الذي اضحى حزينا مقهورا حائرا مترددا في كثير من الحالات, ومقاطعا او محجما احيانا عن المساهمة في العملية الانتخابية لفقدانه الثقة في كل شيء .
ايها السادة رؤساء البلديات وأعضائها ,الامال كثيرة ,والآلام اكثر ,والطموحات لا تنتهي .انه لواجب شعبي ووطني مقدس ينتظركم,والأعين ترقبكم شاخصة ,والأيدي على القلوب متوجسة من تقاعسكم, وانقلابكم على الأعقاب وانضمامكم الى قوافل اسلافكم ,فلا تخيبوا الامال ,ولا تزيدوا هم الاردنيين هموما اضافية ,ولا تحمّلوا الاردنيين ما لم يعودوا يطيقون فتكونوا بأفعالكم تلك الشعرة التي قصمت ظهر البعير.
docsalem2009@yahoo.com