حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,20 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24932

الاخوان المسلمون بين ماضي ايماني ومستقبل غامض

الاخوان المسلمون بين ماضي ايماني ومستقبل غامض

الاخوان المسلمون بين ماضي ايماني ومستقبل غامض

07-09-2013 11:58 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد محمود سعيد
الإخوان المسلمون هي جماعة إسلامية، تصف نفسها بأنها "إصلاحية شاملة. تعتبر أكبر حركة معارضة سياسية في كثير من الدول العربية، أسسها حسن البنا في مصر في مارس عام 1928م كحركة إسلامية وسرعان ما انتشر فكر هذه الجماعة، فنشأت جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان في العديد من الدول، ووصلت الآن إلى الكثير من الدول تضم كل الدول العربية ودولاً إسلامية وغير إسلامية في جميع القارات وانا لا ادّعي انني متعمِّق في موضوع الجماعة إلاّ ان الظرف الحالي يجعلنا ان نحاول ان نبين بعض الظروف التي واكبت صعود الجماعة للقمّة ببطأ ونزولهم عنها بسرعة الريح .
طبقاً لمواثيق الجماعة فإن "الاخوان المسلمين" يهدفون إلى إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي من منظور إسلامي شامل في مصر وكذلك في الدول العربية التي يتواجد فيها الاخوان المسلمون مثل الأردن والكويت وفلسطين وغيرها كما أن الجماعة لها دور في دعم عدد من الحركات الجهادية التي تعتبرها حركات مقاومة في الوطن العربي والعالم الإسلامي ضد كافة أنواع الاستعمار أو التدّخل الأجنبي، وتسعى الجماعة في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقاً للأسس الحضارية للإسلام عن طريق منظورهم. وشعار الجماعة "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا". ويعتبر تنظيم الاخوان من ارتب التنظيمات إداريا ومن اهم مسؤوليه المرشد العام ويتألف مكتب الإرشاد العالمي من 13 عضوا عدا (المرشد العام)، ويتم اختيارهم وفق الأسس التالية : ثمانية أعضاء ينتخبهم مجلس الشورى من بين أعضائه، من الإقليم الذي يقيم فيه المرشد العام. خمسة أعضاء ينتخبهم مجلس الشورى من بين أعضائه، ويراعى في اختيارهم التمثيل الإقليمي. يختار المرشد من بين أعضاء مكتب الإرشاد أمينا للسر وأمينا للمالية. وإذا صادف فكان أحد المنتخبين لمكتب الإرشاد مراقبا عاما في قطره، فعلى القطر أن يختار مراقبا بدلا منه وعندما انتشرت افكار الجماعة وتنظيمها في الشرق العربي في اربعينات وخمسينات القرن الماضي اتّخذها عامّة الناس على انّها تُعيد القيم والاخلاق الإسلامية العربية الى مسارها الصحيح بعد انتشار السلوكيّات البعيدة عن اخلاق الاسلام وشجّع على ذلك الافلام الفاضحة وبيوت الدعارة والمشروب والسهر والغناء بشكل لافت للنظر حيث وجدت الجماعة سوقا رائجا لأفكارها وطريقا سهلا للنفوذ لعقول وقلوب الكثير من الشباب والذي ساعدهم على ترتيب تنظيمهم في المجتمعات ذات الثقافة البسيطة في التنمية السياسيّة والحياة الحزبيّة وقد ادّى ذلك لتشجيع الاحزاب الاخرى لزيادة اعداد كوادرها وخاصّة الاحزاب الاشتراكيّة والشيوعيّة والبعثيّة وغيرها وكانت هناك مشاحنات بين الجماعة والاحزاب الاخرى وقد كنت طفلا عندما هاجم الشيوعيون والاشتراكيّون مدرسة البر بابناء الشهداء مقر الجماعة في مخيم عقبة جبر قرب مدينة اريحا بالضفة الغربيّة للاردن حيث تم استخدام الرصاص في صد المهاجمين وردّهم على اعقابهم . وعندما تطورت الحياة الاجتماعية ودخلت المصالح الماديّة والتجاريّة في جميع نواحي الحياة ومنها النفس البشريّة عندما يدخل ايمانها بعض الطمع وتصبح المصلحة الفرديّة هي الاساس في تقييم الحلال والحرام في المعاملات الانسانيّة . وهكذا كان عند إنشاء مستشفيات اسلاميّة او تأسيس جمعيّات ومراكز خيريّة بهدف مساعدة المواطنين وتقديم العون لهم وفي غياب التدقيق الفعّال وغياب الضمير الرادع اصبح بعض القادة في الجماعة كغيرهم من الفاسدين الذين يعيثون فسادا في المجتمعات المختلفة والتي لا تأخذهم في الله لومة لائم . وقد ارتكز تنظيم الاخوان في الاردن على رضاء الحكومة بتقربّه من الديوان الملكي وعدم اتِّخاذه قرارت حدّية ضدّ السياسة الاردنيّة بالرغم من اتخاذ نوّاب الجماعة في مجلس النوّاب الاردني ومنهم يوسف العظم موقف المعارض باستمرار الى ان شاركت الجماعة بعدّة وزراء في حكومة السيد مضر بدران في نهاية الثمانينات من القرن الماضي كما دخلت الجماعة بقوّة في النفابات والاتحادات كما فعلت ذلك في مختلف اماكن تواجدهم حيث اثبتوا قوّة ترشيحاتهم وتحالفاتهم . وقد حظيت الجماعة بدعم شعبي في مصر للنزعة الايمانيّة لدى الشعب المصري خاصّة في الارياف و للتعداد السكاني الكبير في مصر وقد واجهت الجماعة تحديات مع السلطة السياسية الحاكمة ايام الحكم الملكي حيث أغتيل مؤسسها ومرشدها العام حسن البنا عام 1949 بعد اغتيال محمد النقراشي رئيس الوزراء المصري وفي عام 1965إبّان حكم عبد الناصر اعدم مفكّرها سيِّد قطب وكذلك في مراحل ومناسبات اخرى واجهت الجماعة الكثير من التحديات وسجن العديد من اعضائها . وجائت مناسبة إنطلاق الربيع العربي بدءا من النار البوعزيزيّة في تونس والتي توزّعت شراراتها في الدول العربية الاخرى وقد اصابت تلك الشرارات بعض الحكّام والانظمة كما خفتت في دول اخرى وقد تكون اسرائيل والامريكان استغلوا ذلك الربيع في انطلاقه او في تداعياته حيث سخّروه لتحقيق مآربهم وقد يكون احداها التخلّص من المد الاسلامي في بعض الدول العربية وكانت مصر هي مركز تلك الجماعة وبدأ تخطيط الجماعة منذ انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 حيث لعبت الجماعة على نتائج تلك الثورة واهمُّها التخلص من مبارك الذي حكم لمدّة تزيد عن ثلاثون عاما نهب خيرات مصر فيها وكاد ان يورّث ابنه جمال الحكم بمساعدة العديد من الفاسدين المصريّين الذين نهبوا البلد واصبحوا من كبار اغنياؤها وقد اندمجوا في العمل السياسي بشكل او آخر من خلال تشريعات وقرارات وتشكيل مجالس تشريعيّة حسب قوانين تأتي برجالات الدولة غالبا . اما مرحلة ما بعد مبارك كانت حاسمة بالنسبة للجماعة حيث تم اختيار رئيس يتميّز بالعلم والاخلاق الطيبة والنيّة الصادقة لخدمة الدولة المصرية ولكنّه كان يخلوا من الحنكة الادارية والتلاعب بالكلمات ولم يوفّق بإقناع عامّة الشعب المصري بقدراته وخاصّة بوجود تيّار قوي ضدّه يقودها من الداخل رؤساء احزاب وتجمعات ظهرت بعد ثورة يناير ودول خارجيّة استطاعت الوصول للرجل العسكري الذي عينه مرسي وزيرا للدفاع وقائدا للجيش اضافة لتهليل احمد شفيق من غربته وهو المنافس لمرسي في انتخابات الرئاسة وهكذا استطاع العسكر إزاحة الرئيس المنتخب بحجّة طلب جماهير الثلاثين من يونيو بعد سنة من حكم مرسي المعتقل حاليا والمتهم بجرائم جنائيّة هو وقادة الجماعة الذين لفّق العسكر بحقّهم الكثير من التهم الجنائيّة والجماعة دفعت الثمن غاليا من خلال الاف الشهداء اللذين قضوا بسلاح الجيش وما زال حاضر الجماعة وانصارهم ملتهبا وقد يتعرّضون للحل لكي يعودوا كبداياتهم للعمل السرِّي . امّا مستقبل الجماعة في مصر كما في غيرها من الدول العربيّة فما زال غامضا ففي تونس وضع الحكومة غير مستقر حيث لم تستطع حزب النهضة ذو الاغلبيّة عقد اتفاق مع الاحزاب الاخرى حتّى الآن وفي العراق تُحارب الجماعة من حكومة المالكي واعوانها وفي سوريّا وضعها كوضع سوريا الغامض بعد مقتل مائة وخمسون الفا من السوريين واخيرا استخدام السلاح الكيماوي وانتظار الضربة الامريكيّة لسوريا العربيّة التي تختلف الدول العربية ومعظم الدول الاخرى بشأنها وكذلك وضع الجماعة في الاردن في تراجع حيث قاطعت الجماعة الانتخابات النيابيّة والبلديّة كما ان تصريحات رهبان الكنائس بشكل علني بوجود تمييز في التعامل مع المسيحيّين بشكل مختلف عن المسلمين مع التأكيد انه لا يوجد إضطهاد للمسيحيّين في الاردن وكذلك في المغرب سيطر الاسلاميون ولكن الى متى وكذلك تراجع تمثيلهم في المجلس التشريعي في الكويت وكذلك في البحرين وفي الصومال واليمن وغيرها من الدول العربيّة .
قد يكون إضعاف المنظمات والجماعات الإسلامية المتطرّفة منها والمعتدلة هو احد الاهداف التي تجتمع عليه اسرائيل والدول الغربية وامريكا خاصّة بعد قتل أسامة بن لادن على ايدي الامريكان في باكستان إبّان حكم اوباما للفترة الاولى ويُعتقد ان كثيرا من الحكومات والحكام العرب يميلون لإضعاف شوكة الاسلاميّين .
ومن الاخطاء القاتلة لجماعة الاخوان هو تسرّعها في استلام الحكم في مصر في بدايات الفترة الانتقالية للتغيير حيث هو تغيير في طريقة الحكم وتغيير في تقبّل الناس لهذا التغيير وهي مرحلة بلورة للكثير من المفاهيم والوقائع التي كان يؤمن بها المواطنون تحت ثقل ارهاب الحاكم لهم كما كان على الجماعة ان تمد الجسور بين عناصرها ومختلف شرائح المجتمع خاصّة الشباب منهم والمساهمة بشكل كبير وفعّال في النشاطات الاجتماعية التي تساعد الناس على معيشتهم في الوقت الذي يزداد شعورهم بالحريّة والمساهمة في صنع القرار حتى تكون للجماعة قاعدة شعبيّة مختلفة التفكير والاتجاهات وتكون للجماعة قاعدة عريضة في حال وصولهم للحكم ولكن التسرّع كان سلوكهم والتخوّف من عدم تكرار الفرصة كان هاجسهم حتّى تحوّل العام الاول في الحكم ضدهم وليس لصالحهم وخسروا الكثير نتيجة تلك الاخطاء الاساسيّة وبالرغم من قوّة الجماعة تنطيما وثقافة وطاعة والتزاما إلاّ انهم اخفقوا في اللحظة الحاسمة باتخاذ الصبر سبيلا والحنكة اسلوبا وكان على الجماعة ان تتفاعل بحنكة اكبر مع القضايا القوميّة كقضية الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وبيت المقدس والمستوطنات والانقسام الفلسطيني وقضايا المجتمعات المحليّة في العراق وليبيا وعيرها من الدول العربية التي تعاني الفقر للمال والحريّة لتكون قريبة من نبض المواطنين.
حمى الله العرب وكل احزابهم وجماعاتهم من كل مكروه وسدد على درب الهدى اعمالهم وافكارهم وجعل الوحدة العربيّة نبراسهم ومتّعهم باخلاق الاسلام وصدقه وجعلهم مسلمين ومسيحيّين إخوانا من اجل نصرة اوطانهم .
وقد قال الامام محمد عبده رحمه الله (ذهبت للغرب ، فوجدت إسلاما ، و لم أجد مسلمين ، و لما عدت للشرق ، وجدت مسلمين ، و لكن لم أجد إسلاما ")
(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) صدق الله العظيم








طباعة
  • المشاهدات: 24932
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم