07-09-2013 12:13 PM
بقلم : عدنان عايد عيسى مرجي
تعتبر المشاركة المجتمعية حقا إنسانياً أكدته الدساتير والمواثيق الدولية والقومية المرتبطة بحقوق الإنسان، التي تؤكد حقه في إبداء الرأي ، وتقديم المعرفة للآخرين ، والاشتراك في الشؤون العامة لمجتمعه بطريق مباشر وغير مباشر ، والمشاركة بحرية في الحركة التعاونية لمجتمعه، ويشير مصطلح المشاركة وفقا لمفهوم الأمم المتحدة ، وما يتبعها من منظمات إلى التعاون التلقائي بين الناس ، والتنافس فيما بينهم ، للعمل وللإسهام النشاطات في اختيار وتنفيذ المشروعات والبرامج التنموية ، التي تهدف إلى تحقيق أهداف المجتمع ".
وفي ضوء ذلك فإن فريق المشاركة المجتمعية في المدرسة يمكن تحديده بأنه ذلك الفريق الذي يتكون من مجموعة من الأفراد ، الذين يرغبون في تقديم أي دعم للمدرسة بالمال أو الخبرة أو الجهد ، أو الوقت ، او التجهيزات المادية والمكانية من داخل أو خارج المدرسة ، ويعمل كحلقة اتصال بين المدرسة الابتدائية والأسرة والمجتمع المحلي.
فالمشاركة المجتمعية بين المدرسة الابتدائية والأباء فهي تحمل الآباء ومؤسسات المجتمع المسؤولية ، لتسهيل مهمة المدرسة في تعليم وتنمية أبنائهم، والسعي نحو تنمية مجموعة من العلاقات الاجتماعية داخل المدرسة والمجتمع وبينها ، بهدف تحسين أداء المدرسة ، بما يحقق أهداف المجتمع .
فهي اتفاق ما بين المدرسة ومؤسسات المجتمع المحلي وأولياء الأمور على تقاسم المسؤولية بينهم في تحسين أدائها ، لتسهيل مهمتها في تعليم الطلبة ، في ضوء أهداف واحتياجات المجتمع ، سواء كان هذا إلزاما أو غير ذلك ، على أن يعمل الشركاء في مناخ يسوده الإحساس المشترك بوحدة الهدف والاحترام المتبادل.
وللتوصل إلى المشاركة المشاركة المجتمعية بين القطاع العام أو الحكومي ، والقطاع الخاص ، والمجتمع بأفراده ومؤسساته ومنظماته غير الحكومية ، لابد من التعاون التلقائي بين أفراد المتطوعين ، فالمدرسة والأسرة والمجتمع المحلي هم أهم أطراف المشاركة المجتمعية.
ومن الأهداف التي تسعى المشاركة المجتمعية إلى تحقيقها في المدرسة :
1. أهداف خاصة بإدارة المدرسة الابتدائية ومنها : التغلب على عقبات الوقت والموارد ، واختيار المساعدات الخارجية والعمل على تقليل الفجوة التمولية لضمان الجودة التعليمية ، والرقابة على الموارد الذاتية لها ، مع توفير الدعم المادي للمدرسة الابتدائية ، للقيام بمشروعات تربوية وانتاجية، تحفيز كل من المعلمين والطلبة لتحسين جودة التعليم في المدرسة الابتدائية ، ورفع الرضا الوظيفي للمعلم ، والتأكيد على تحقيق مبدأ الديمقراطية من خلال إشراك المواطن كعميل في تقويم نتائج المدرسة الابتداتئية .
2. أهداف خاصة بالمدرسة ومنها : توفير المعلومات والتدريب اللازم للآباء ، لمعاونة المدرسة الابتدائية في القيام بمهامها التربوية ، وتاوز الخلافات بين المدرسة والأسرة ، وتعزيز الاتصال والتواصل فيما بينهم، وتقديم المساعدات الفنية للمدرسة ، للتغلب على الصعوبات التي تعترض العملية التعليمية .
3. أهداف خاصة بالمجتمع المحلي المحيط بالمدرسة ،مثل إعادة هيكلة المدرسة ، لكي تساند مشاركة أعضاء المجتمع المحلي ، وتبادل الأفكار والخبرات والتجارب بين المدرسة والمجتمع المحلي ، وتشجيع الجهود الذاتية لأعضاء المجتمع المحلي، لتقديم المساعدات المالية للمدرسة الابتدائية في صور مختلفة ، وتحمل المجتمع لمسؤولياته تجاه قضايا المدرسة ، من خلال تفهم المجتمع للمعقوات التي تعاني منها المدرسة الابتدائية .
وبناءا على ذلك فالمشاركة المجتمعية لها أهمية كبيرة في التغلب على الفجوة ما بين الموارد وطموحات المدرسة مما قد يسهم في صياغة فكر الطلبة وثقافتهم ، وبهذا يتخطى مفهوم الشراكة المجتمعية ، المفهوم الضيق لها ، الذي يقتصر على مجرد جمع التبرعات لمساعدة المدرسة
فهل سيسعى المجتمع المحلي لدعم الشراكة المجتمعية ، والعمل على انجاح هذه الفكرة وبلورتها إلى حقيقية داعمة للمجتمع وللمدرسة والتي في مجملها تصب في مصلحة أبناءنا الطلبة ,