09-09-2013 10:06 AM
بقلم : منصور سامي الريحاني
ربما أن المشهد قد تحول على الأرض السورية من مشهدٍ سياسي اقتتالي بين نظامٍ حاكم ومعارضين إلى مشهدٍ طائفي، الأمر الذي تفقد المعارضة فيه إدعاءاتها بضرورة رحيل النظام السوري، ومحاولة رفع الظلم عن السوريين في حين ترتفع وتيرة إدعاءات النظام السوري بضرورة حماية المدنيين أيضاً
لا أعلم إن كان حرق الكنائس وتدمير الأيقونات فيها وممتلكاتها سيحمل النظام السوري على الرحيل الفوري، فمنذ أن ضربت بلدة معلولا الأثرية وكنائسها وأنا أحاول أن أجد علاقة تبرر ما قامت به كتائب المعارضة السورية من أفعال تتنافى والأخلاق الإسلامية السمحة التي تدعو الى التسامح والمحبة بين أبناء الأرض على اختلاف لونهم أو عرقهم أو دينهم
لماذا لا زال المتقاتلون أينما كانوا يربطون المشهد السياسي بنظيره الطائفي على الرغم أن جميع من في الأرض في سوريا الحبيبة يواجههم ذات المصير ويعيشون في ظل الأجواء السوداوية، فظروف الحرب والقتال تحتاج بالأحرى الى توحيد الصفوف لا تفريقها بغض النظر من هو الظالم أم من هو المظلوم، فالجميع في وطن واحد ومصيرهم مشترك بلا شك
إن كانت الحرب ذات أهدافٍ سياسية بحته فاتركوا الكنائس وشأنها فلها أبنائها يذكرون اسم الله فيها، فلنحترم الإسلام قولاً وفعلاً فيما نفعل، لنبتعد عن كل ما من شأنه أن ينقض العهدة العمرية التي منح بها خليفة المسلمين عمر بن الخطاب المسيحيين الأمان على كنائسهم وأموالهم وأبنائهم.
لا يظن أحدكم أن الاعتداء على المسيحيين وكنائسهم وأمانهم سيحقق ما تصبو اليه الشعوب من ربيعٍ عربي أسموه لأنفسهم يطلبون فيه الحرية والديمقراطية واحترام الآخر، لعل من أهم أساسيات الربيع العربي أن نفرق ما بين الهوية السياسية والهوية الدينية خوفاً من التدخلات الخارجية التي تسعى لتقسيم البلاد لدويلات لإضعافها أمام المجتمع الدولي اقتصاديا وعسكرياً وإدارياً الأمر الذي قد يقود أن نفقد بلادنا وتاريخنا وطمس هويتنا العربية الأصيلة
rihani79@yahoo.com