حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 71626

العنصرية في الاردن سيادة بلا قانون

العنصرية في الاردن سيادة بلا قانون

العنصرية في الاردن سيادة بلا قانون

09-09-2013 10:29 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور عواد النواصرة
بعد أن كتبت في الأسبوع الماضي مقالة تحت عنوان(لدي حلم) استلهمت مفرداتها من المناضل الكبير مارتن لوثر كنج وهو يحارب العنصرية ضد السود في أميركيا وقد دفع حياته ثمنا لما قدم.
نعود هنا لواقع المجتمع الأردني وما فيه من عنصرية متفشية بين السواد الأعظم من سكانه والتي تقوم على التفريق بين الناس على أساس اللون. فالكثير من الأردنيين دونا عن بقية الشعوب ينظرون للإنسان الملون نظره سوء وتوجس بل قد لا أبالغ حينما أقول أنها نظره فوقيه يخالطها الكثير من الاحتقار، أليست هذه النظرة تعبر عن مدى الانحطاط في التفكير والازدواجية والفوقية حينما ينظر الأردني نظرة سوء وتوجس لأردني آخر لا لجرم , ولكن لان بشرته لونها اسود. أنها مأساة عظيمة جدا لم تولها الدولة في مناهجها ولا علماء الشريعة الغرقى في الجزئيات الاهتمام المطلوب.الم ينص الدستور الأردني على أن الأردنيون سواء وان اختلفوا في المنابت والأصول، هل هذه حقيقة أم أنها مادة مستهلكة حشو لا أكثر ولا اقل؟
أريد هنا التوجه إلى خطاب طبقات المجتمع الأردني الثلاث: طبقة العامة، والطبقة الوسطى(ما تبقى منها) والطبقة البرجوازية.
اعتقد أن نظرتهم للسود في الأردن لا تختلف كثيرا عن بعضهم بعض. رغم أن السود في الأردن مدرجون ضمنيا في الطبقة العامة إلا أن بقية الطبقة العامة تنظر إلى السود في الأردن نظرة دونية واقل مما يجب فما بك بنظرة الطبقة الوسطي والتي تنظر إلى السود في الأردن بربع عين. أما الطبقة البرجوازية فلا تنظر إطلاقا إلى السود وتعتبرهم نكرات وغير موجودين أصلا. اعتقد بان الكثير يتفق معي بشان هذا التحليل؟ فإلى متى نبقى في الأردن هكذا؟
إنه لأمر جدا خطير وله تبعات كثيرة خصوصا وان الحكومات الأردنية المتعاقبة قد ضربت عرض الحائط بنصوص مؤتمر حقوق الإنسان الذي عقد في فينا عام 1993م والذي نص على القضاء على كافة أشكال العنصرية واعتبرها هدف أساسي من أهداف المجتمع الدولي، ونص أيضا على حث جميع الحكومات على اتخاذ التدابير الفورية ووضع سياسات قوية من أجل منع ومكافحة جميع أشكال ومظاهر العنصرية.
إن التمييز بين البشر على أساس اللون إهانة للكرامة الإنسانية إنكاراً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وانتهاكا واضحا لحقوق الإنسان وحريته. إضافة إلى كونه نوعا من أنواع الكفر بالله تعالى تمارسه الحكومة الأردنية والتي تعتبر الدين الإسلامي دينا رسميا للدولة. الم يقرأ رئيس الوزراء قوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. صدق الله العظيم. حيث نراه يوزع المناصب في الأردن حسب لون البشرة ضاربا بحقوق السود في الأردن عرض الحائط وكأنهم حملة أرقام وطنية فائضون عن الحاجة ؟ إذا كان التميز العنصري على أساس اللون الأردن. قد وصل إلى هذا اللحد فلماذا نطلق على أنفسنا دولة الحريات والعدالة، أين هي العدالة؟ هل من المعقول أن تهمش شريحة من حملة الأرقام الوطنية الأردنية والتي يزيد عددها عن 700 ألف شخص موزعين على كافة المحافظات الأردنية ولا زالوا يعاملون كعبيد في زمن يتغنى فيه الدستور الأردني بالعدل والمساواة، ليس لهم بواكي وليس لهم نصير في هذا الوطن. في المقابل عائلات أردنية عددها لا يتجاوز المئات توارثوا عدد غير محدود في المناصب الأردنية وكان الأردن لهم وحدهم.
هل العنصرية في الأردن للون الأسود سيادة بلا قانون مكتوب أم أن لها منهاج خفي ؟ ما هو الحل في نظركم علما بان السود في الأردن يحمل بعضهم أعلى المؤهلات العلمية ويمتلكون خبرات واسعة، ولكنهم مهمشون عن قصد من قبل فئة من المجتمع الأردني وخصوصا من امتلك ولاية الأمر من رؤساء حكومات وغيرهم، وعبر تاريخ الدولة الأردنية. انه ظلم وظلمات وتهميش ليس له مبرر ، وسيادة بلا قانون مكتوب.

awad_naws@yahoo.com











طباعة
  • المشاهدات: 71626
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم