بقلم : هاشم الخالدي

يفترض على رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور أن يبادر لشراء 150 كمامة غاز مضادة للاسلحة الكيماوية وتوزيعها على النواب، اذ لم يعد مسغرباً بعد استخدام أحد النواب الكلاشنكوف الخاص به وإطلاق النار منه باتجاه زميله أن يعمد نائب آخر خلال الأيام المقبلة إذا ما حدثت مشاجرة بينه وبين زميله ان يستخدم غاز الخردل تحت قبة البرلمان.

بالمناسبة غاز الخردل وهو من الغازات الكيماوية يتسبب كما يقال بحروق وتقرحات الجلد كما يؤذي الجهاز التنفسي عند تنشقه ويسبب التقيؤ عند ابتلاعه، ويلحق اضراراً بالأعين والأغشية المخاطية، لذلك لاضرر اأن يطلب السرور من وزير الصحة الدكتور علي حياصات بتجهيز مستشفى خاص بجوار قبة البرلمان لعلاج النواب الذين يصابون بالتقيؤ.

بالمناسبة، أنا اجزم أن غالبية الشعب الأردني شعر بالتقيؤ وهو يقرأ عن حادثة إطلاق النار في مجلس النواب، وأجزم أن معظم الشعب الأردني الآن وصل حد "القرف" مما يجري من مشاجرات تحت قبة البرلمان بما تضمنها من خلع أحذية وتراشق بكاسات الماء، وسحب المسدسات والشتائم القذرة من ( الزنار وتحت ).

اذا لم يتخذ رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور موقفاً حازماً في هذه القضية ، فاعتقد أنه بذلك سيقضي على مستقبله السياسي وحلمه بتشكيل الحكومة المقبلة، لأن الحزم في مثل هذه المواقف هو واجب وطني وإلا كنا أمام ضعف يوجب المحاسبة.

هنالك مفارقة سياسية مضحكة، ففي لبنان يتشكل مجلس النواب من فرقاء سياسيين يتبع كل واحد منهم فصيل سياسي مسلح، فمنهم من ينتمي لحزب الله ومنهم من ينتمي لتيار 14 اذار ومنهم من ينتمي لتيارات اخرى جميعها تيارات مسلحة، رغم ذلك لم يشهد المجلس عندهم تبادل إطلاق نار لا من مسدس ولا من كلاشنكوف، فكيف يحدث أن يتم استخدام صليات الكلاشنكوف داخل مجلس النواب الأردني في بلد عرف بالأمن والأمان.

اعتقد أننا وصلنا الآن كشعب أردني إلى الدرجة التي نناشد معها جلالة الملك بحل المجلس، فلم نعد قادرون على تحمل هكذا تصرفات من مجلس أثبت خلال الفترة القليلة من عمره أنه مجلس مصالح أغلق فمه وعقله وضميره على كل القرارات الحكومية "النسورية"  برفع الاسعار واستنزاف جيب المواطن الاردني المقهور. 

مهزلة ما بعدها مهزلة ، فالايام القادمة لا تبشر بالخير، وأخشى أن يقوم نائب متهور قريباً بنصب دبابة مريكية من نوع "ابرامز" قبالة المجلس، فيبدأ بقصف القبة في محاولة لإصابة زميل له من نوائب الامة.