11-09-2013 10:15 AM
بقلم : تمارا الدراوشه
تابعنا مجلس نوابنا (الموقر) السابع عشر منذ بدء جلساته , وكنا نعتقد أننا سنرى هموم الوطن والمواطن, هي التي ستكون النقاط التي يختلف عليها النواب والحكومة , أو حتى النواب فيما بينهم.
لقد بدأ المجلس حواراته (هوشاته) فيما بينهم لخلافات شخصية , فأستئنا عندما بدأ التراشق بالكلام الجاف , وتبعه التراشق بكاسات المياه , التي أحمد الله أنها كانت من البلاستيك , ولم تكن من الزجاج , حتى وصل الأمر في بعض النواب إلى إدخال الأسلحة النارية (المسدسات) داخل القبة , وإشهارها تحت القبة من قبل بعض النواب فيما بينهم , وفقط لخلافات شخصية , وكالعادة تم لملمة الأمر واحتواءه بالطريقة المعتادة , وذلك بسكب الرماد على الجمر اعتقاداً بأنه تم إخماده , وقد قلنا وقتها وتمنينا أن تكون تلك المسدسات (مسدسات صوت) حتى إذا خرج النائب عن طوره تكون النتيجة مأمونة , لكن لم يحدث ذلك .
إن من تابع تلك الأحداث يتوقع حتماً أن يحصل ما حصل مؤخراً في مجلس التشريع الذي نباهي الدنيا بإنجازاته , لقد خيب أمالنا وجعلنا نقف حائرين لا ندري ما الذي يحصل , ويا ليته حصل من أجل الوطن أو المواطن , أو من أجل الدفاع عن حقوق المواطن سواء السياسية أو الاقتصادية أو حتى الاجتماعية , لكن ما حصل لم يكن إلا سعياً لتصفية حسابات شخصية .
وأقول هنا ماذا لو لم تخطئ تلك الرصاصة من ذلك الرشاش طريقها (لا سمح الله) وفقدنا مواطناً قبل أن يكون نائباً , ماذا كنا سنقول وقتها للعالم عن ديمقراطيتنا التي نفاخر بها , لكني أستدرك هنا وأقول أي ديمقراطية هذه التي نتحدث عنها , أم أنها ديمقراطية على الطريقة الأردنية حصرياً , .إننا نحتاج إلى دروس في الديمقراطية قبل أن ندعيها , ونسيء استخدامها , فنسئ بذلك لوطن يحسدنا عليه القاصي والداني في هذا العالم .
أنا لا أنكر كما الكثيرين من أبناء الوطن , أن هناك أشخاص وطنيين في مجلس نوابنا , ونحن نحترم كل ما يطرحوه , ونؤمن بأنهم يسعوا جاهدين إلى القيام بواجبهم , اتجاه وطنهم ومواطنيهم , لكن كل ذلك لا يشفع لمجلسنا ما حدث به , وما سيحدث به إن بقي الحال على ما هو عليه .
أعتقد انه آن الأوان لوضع حد لجميع الممارسات التي نسمع عنها , أو نشاهدها , وحتى لا يستمر هذا المسلسل ونرى نائباتنا الفاضلات قد وصلت إليهن العدوى , ويحدث (لا سمح الله) عراك بين النائبات وتحت قبة البرلمان أيضا , لكني اجزم أن ذلك لن يحصل .
وأقول هنا إن حبة التفاح الفاسدة إن وضعت وسط كوم من التفاح الطازج , فإنها مسألة وقت وسترى أن الكوم الطازج بدأ يتعفن بسبب تلك التفاحة , التي أسيء اختيار مكانها .
أخيرا إن كان لا بد لمجلس نوابنا أن يستمر , وأنا لا أتمنى ذلك , حرصاً على حياة أعضاءه , فإني اقترح أن يتم تأمين أسلحة صوتية غير مؤذية , كالتي تستخدم في الأفلام , ليتم تأمينها لكل من لا يستطيع أن يسير إلا بحمله للسلاح , وذلك إشباعا لرغبته العدوانية ,إضافة إلى انه يجب إعادة النظر بكل ممتلكات مجلس النواب , بحيث تكون من مواد غير مؤذية في حال استخدامها , ككاسات المياه مثلاً وغيرها , وذلك حتى لا يتأذى نواب الشعب عند استخدامها , تعبيراً عن موقفهم أو تصفية لحساباتهم .
أما ما يخص الأحذية (أجلكم الله) فلا اعتقد انه يمكن أن نطلب منهم أن يدخلوا قبة البرلمان (على السجاد ) بدون أحذية , ولكني اعتقد أن الأحذية لا تحتوي على مواد صلبة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة , بل إصابات وكدمات خفيفة , وهذه مسموح بها كحد أقصى .
ونهاية حديثي , أرى أن مجلس نوابنا كفى ووفى , وآن له أن يترجل , ويرحل حتى لا نفقد نواباً عزيزين على الوطن , يستحقوا كل احترام وتقدير , وذلك لأنه كما قيل (درء المفاسد أولى من جلب المنافع) فالحكومة قراراتها على المواطن سارية ومطبقة , سواء بوجود المجلس أو عدمه , لذلك أقول شكراً لمجلس نوابنا الذي عكس صورة الديمقراطية الحصرية على الطريقة الأردنية .
حمى الله الوطن قيادةً وشعباً وتراباً ..........