حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,10 مارس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 29060

الديمقراطية على الطريقة الاردنية

الديمقراطية على الطريقة الاردنية

الديمقراطية على الطريقة الاردنية

11-09-2013 10:15 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : تمارا الدراوشه

تابعنا مجلس نوابنا (الموقر) السابع عشر منذ بدء جلساته , وكنا نعتقد أننا سنرى هموم الوطن والمواطن, هي التي ستكون النقاط التي يختلف عليها النواب والحكومة , أو حتى النواب فيما بينهم.
لقد بدأ المجلس حواراته (هوشاته) فيما بينهم لخلافات شخصية , فأستئنا عندما بدأ التراشق بالكلام الجاف , وتبعه التراشق بكاسات المياه , التي أحمد الله أنها كانت من البلاستيك , ولم تكن من الزجاج , حتى وصل الأمر في بعض النواب إلى إدخال الأسلحة النارية (المسدسات) داخل القبة , وإشهارها تحت القبة من قبل بعض النواب فيما بينهم , وفقط لخلافات شخصية , وكالعادة تم لملمة الأمر واحتواءه بالطريقة المعتادة , وذلك بسكب الرماد على الجمر اعتقاداً بأنه تم إخماده , وقد قلنا وقتها وتمنينا أن تكون تلك المسدسات (مسدسات صوت) حتى إذا خرج النائب عن طوره تكون النتيجة مأمونة , لكن لم يحدث ذلك .
إن من تابع تلك الأحداث يتوقع حتماً أن يحصل ما حصل مؤخراً في مجلس التشريع الذي نباهي الدنيا بإنجازاته , لقد خيب أمالنا وجعلنا نقف حائرين لا ندري ما الذي يحصل , ويا ليته حصل من أجل الوطن أو المواطن , أو من أجل الدفاع عن حقوق المواطن سواء السياسية أو الاقتصادية أو حتى الاجتماعية , لكن ما حصل لم يكن إلا سعياً لتصفية حسابات شخصية .
وأقول هنا ماذا لو لم تخطئ تلك الرصاصة من ذلك الرشاش طريقها (لا سمح الله) وفقدنا مواطناً قبل أن يكون نائباً , ماذا كنا سنقول وقتها للعالم عن ديمقراطيتنا التي نفاخر بها , لكني أستدرك هنا وأقول أي ديمقراطية هذه التي نتحدث عنها , أم أنها ديمقراطية على الطريقة الأردنية حصرياً , .إننا نحتاج إلى دروس في الديمقراطية قبل أن ندعيها , ونسيء استخدامها , فنسئ بذلك لوطن يحسدنا عليه القاصي والداني في هذا العالم .
أنا لا أنكر كما الكثيرين من أبناء الوطن , أن هناك أشخاص وطنيين في مجلس نوابنا , ونحن نحترم كل ما يطرحوه , ونؤمن بأنهم يسعوا جاهدين إلى القيام بواجبهم , اتجاه وطنهم ومواطنيهم , لكن كل ذلك لا يشفع لمجلسنا ما حدث به , وما سيحدث به إن بقي الحال على ما هو عليه .
أعتقد انه آن الأوان لوضع حد لجميع الممارسات التي نسمع عنها , أو نشاهدها , وحتى لا يستمر هذا المسلسل ونرى نائباتنا الفاضلات قد وصلت إليهن العدوى , ويحدث (لا سمح الله) عراك بين النائبات وتحت قبة البرلمان أيضا , لكني اجزم أن ذلك لن يحصل .
وأقول هنا إن حبة التفاح الفاسدة إن وضعت وسط كوم من التفاح الطازج , فإنها مسألة وقت وسترى أن الكوم الطازج بدأ يتعفن بسبب تلك التفاحة , التي أسيء اختيار مكانها .
أخيرا إن كان لا بد لمجلس نوابنا أن يستمر , وأنا لا أتمنى ذلك , حرصاً على حياة أعضاءه , فإني اقترح أن يتم تأمين أسلحة صوتية غير مؤذية , كالتي تستخدم في الأفلام , ليتم تأمينها لكل من لا يستطيع أن يسير إلا بحمله للسلاح , وذلك إشباعا لرغبته العدوانية ,إضافة إلى انه يجب إعادة النظر بكل ممتلكات مجلس النواب , بحيث تكون من مواد غير مؤذية في حال استخدامها , ككاسات المياه مثلاً وغيرها , وذلك حتى لا يتأذى نواب الشعب عند استخدامها , تعبيراً عن موقفهم أو تصفية لحساباتهم .
أما ما يخص الأحذية (أجلكم الله) فلا اعتقد انه يمكن أن نطلب منهم أن يدخلوا قبة البرلمان (على السجاد ) بدون أحذية , ولكني اعتقد أن الأحذية لا تحتوي على مواد صلبة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة , بل إصابات وكدمات خفيفة , وهذه مسموح بها كحد أقصى .
ونهاية حديثي , أرى أن مجلس نوابنا كفى ووفى , وآن له أن يترجل , ويرحل حتى لا نفقد نواباً عزيزين على الوطن , يستحقوا كل احترام وتقدير , وذلك لأنه كما قيل (درء المفاسد أولى من جلب المنافع) فالحكومة قراراتها على المواطن سارية ومطبقة , سواء بوجود المجلس أو عدمه , لذلك أقول شكراً لمجلس نوابنا الذي عكس صورة الديمقراطية الحصرية على الطريقة الأردنية .

حمى الله الوطن قيادةً وشعباً وتراباً ..........








طباعة
  • المشاهدات: 29060
برأيك.. هل تتجه المواجهات بين قوات الأمن السورية و"فلول النظام السابق" في منطقة الساحل نحو تصعيد يمتد إلى مناطق أخرى؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم