12-09-2013 10:07 AM
بقلم :
كثيرة هي الاناشيد الثورية العربية والقصائد والكلمات الوحدوية والتي كان لها الصدى المؤثر في النفس العربية حين ذكرتهم بالتاريخ الواحد وبالمصير المشترك وبالعادات الاصيلة والعريقة ... ولكن هذا الأمل بتحقيق الوحدة الحقيقية للكيانات العربية الهزيلة والمبعثرة ظل يتضاءل مع مرور الزمن ولا سيما مع تنامي النزعات الانفصالية لبعض هذه الكيانات العربية والتي استفردت بكثير من ثروات ومقدرات هذه الأمة بالاضافة لعدم جدية كثير من القادة العرب لتحقيق هدف قد يسحب الكرسي العاجي الذي عشقوه واستماتوا لأجله من بين أيديهم ... لذا فقد أصبح مشروع الوحدة العربية بعيد المنال بل أن البعض قد عده ضربا” من الخيال في ظل هذا الواقع العربي المفكك والمتردي ...
ولكن شاعرنا المصري سيد شوقي حاول في مطلع هذا القرن تذكير العرب بحلمهم الوحدوي وبدمهم العربي وكما حاول في قصيدته ( الحلم العربي ) اعادة بث الروح في الحلم العربي الدائم في الوحدة ولملمة أمة أعياها التشرذم والفرقة بعد أن كانت عبر التاريخ القديم واحدة وموحدة ...
ولكن هذا الحلم العربي بالوحدة سرعان ما تبدد بعد عدة سنوات وتحديدا” في عام ٢٠٠٣ م عندما استيقظ أحرار هذه الأمة من أحلامهم الوحدوية على وقع السقوط المخزي الموجع والمفجع لبغداد العروبة وعاصمة الرشيد وموطن الكرامة والعزة والنخوة والذي جرى بأسلحة„ غربية„ وبمؤامرة„صهيونية„ وبتواطؤ عربي كبير ...
وبعد انطلاقة شرارة الربيع العربي في تونس استبشر الجميع بهذا الربيع القادم الخير آملين من هذا الربيع انتشالهم من ضياعهم واخراجهم من ضعفهم وهوانهم وعسى بأن يتحقق لهم الحلم الأزلي في الوحدة وقد زاد هذا الاحساس الوحدوي بشكل كبير بعد النجاحات السريعة والمدوية لربيع العرب في تونس وفي مصر وفي بعض الدول العربية ... وما زاد من الفرح العربي بهذا الربيع القادم هو قدرته هذا الربيع علي طي صفحات سوداء وقاتمة من تاريخ دول الربيع وشعوبها وقدرته على الاطاحة بأصنام وتمائيل وأدوات الاستعمار ... وأنا كمواطن اردني وعربي عاش جزء” من آلآم العرب وشاهد ضياعهم وهزائمهم ورأى انكفاءهم وتخلفهم وكنت قد شعرت بسعادة كبيرة وبفرح عظيم ثم طرت من سروري لقدوم ربيع„ طال انتظاره ... وكم سررت وأنا أرى هذا الربيع وهو يحطم كل شيء شيده الأعداء وكل تمثال„ نصبه الاستعمار ليبقى سهما” مغروسا” ومسموما” في صدور أمتنا لسنوات„ وعقود„ طويلة وهي التي سوقت الخضوع والركوع وساقت الأمة الى الدرك الأسفل ولتستقر في نهاية الأمر أسفل سافلين بعد أن ظلت في مقدمة الركب لآلآف السنين وبعد أن كانت خير امة اخرجت للناس ...
ولشدة فرحي بهذا الربيع القادم شعرت وكأنني أطير ليس على بساط الريح ولكن على بساط الحرية والكرامة والعزة العربية وحلقت في بساط الحرية والكرامة متجولا” في كل أجواء دول الربيع العربي وفرحا” بالانجازات الثورية ومستبشرا” بالانتصارات على الظلم ومرددا” كل أناشيد الثورات العربية وكلمات الأحلام الوردية والأماني الوحدوية ...
ولكنهم المرتدون ـ لعنهم الله ـ يأبون دوما” كل آت اليهم وجديد ولو كان ذاك الجديد ذكر للخالق ونبذ للأوثان وعبادة وتسبيح وتوحيد ـ بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون َ... انهم المرتدون الذين تحجرت عقولهم وتعفنت نفوسهم وصدءت قلوبهم وتوقف زمنهم عند دوام فسادهم واستمرار افسادهم ... فان أوصلهم الربيع أو الصيف أو الخريف أو الشتاء العربي لمقصدهم وهدفهم قبلوا به حكما والا سارعوا الى الارتداد السريع وشن الحملات المعاكسة وقاموا بهجوم مضاد لتشويهه الجديد والانقضاض عليه ... صحيح بأن المرتدين قد فاجئوا الخلفاء الراشدين وفاجئوا المسلمين عند ردتهم الأولى في أول عهود الاسلام ولكن بعزيمة المؤمنين المجاهدين وبحكمة الخلفاء الراشدين تم دحر درتهم ثم خابوا بعد ذلك وفشلوا واليوم هم يعاودون الكرة ويقودون ردتهم الثانية عن ربيع العرب خشية من مساواة ستبين حقيقتهم وستعريهم أمام الناس وقد تقذف بأكثرهم في غياهب السجون وليس من السهل بأن يستسلم المرتدون والفاسدون أمام ربيع سيقتص منهم خير قصاص بارجاع كل ما سلبوه واصلاح كل ما أفسدوه ...
ولكن بإذن الله فلن يطول أمر ردتهم وبعزيمة المجاهدين وبارادة المؤمنين سيتم وأد فتنتهم ودفن ردتهم في مهدها وسيحلق كل أحرار الأمة فوق بساط الحرية في سماء وطننا العربي الكبير محتفلين بتحرير بيت المقدس من اليهود بعد أن دنسوه واستباحوه وبإذن الله ستعود لهذه الأمة كرامتها المفقودة ومجدها الخالد وشرفها المهدور وسيتم تحرير كل أراضي الأمة التي سلبها الاستعمار وفرط فيها اتباعه واعوانه في لحظة من لحظات الوهن والشرود والغفلة لهذه الامة ... وبعد التحرير سينشد أحرار العرب من على بساط الحرية كل أناشيد الحرية والكرامة العربية : لا شرقية ولا غربية ولا رجعية ولا صهيونية ولا عنصرية واستعباد ولا ديكتاتورية ولكن ـ عربية عربية عربية وحرية حرية حرية ...