14-09-2013 10:16 AM
سرايا - سرايا - سلطت شبكة (إيه بي سي نيوز) الإخبارية الأمريكية الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه ماهر الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس السوري بشار الأسد، في الحيلولة دون سقوط النظام السوري، لافتة إلى أنه يحظى بتلك الأهمية على الرغم من عدم ظهوره إعلاميا والسرية التي يفرضها على نفسه، حيث يصفه أصدقاؤه بأنه "رجل عسكري صارم حتى النخاع".
وأشارت الشبكة، في تقريرها الذي بثته الليلة على موقعها الإلكتروني إلى الدور الفعال والمهم الذي يلعبه ماهر الأسد في حماية العاصمة دمشق من السيطرة الكاملة لمقاتلي المعارضة عليها، حيث يعتبر هو العقل المدبر للحملات الأمنية الشرسة، التي تقوم بها القوات النظامية منذ اليوم الأول للثورة السورية وحتى الآن، لافتة إلى أنه اكتسب شهرته بين "النشطاء المعارضين" لشراسته وعنفه.
وتابعت الشبكة تقول: إن "الفرقة الرابعة مدرعات" التي يقودها ماهر "والمكونة من 15 ألف جندي" أغلبهم من الطائفة العلوية، تعتبر من أفضل الفرق عددا وعتادا وتجهيزا بين وحدات الجيش السوري مجتمعة، حيث شنت تلك القوات هجمات متكررة على معاقل المعارضة على مشارف دمشق العام الماضي قصفت خلالها وأغارت على العديد من الضواحي التي كانوا يسيطرون عليها".
ويعتقد أن ماهر أيضا قد قاد حملة قمعية شرسة منذ بداية الاحتجاجات في مارس 2011 لتأديب المعارضين، حيث أفاد مركز توثيق انتهاكات حقوق الإنسان السوري بأن سجونا سرية خاصة بقواعد "الفرقة الرابعة" التي يشرف عليها، كانت مقرات لتعذيب المعتقلين المعارضين، مشيرة إلى أن ثقة بشار في ماهر جعلته يتصرف بلا حدود وبلا قيود منذ بداية حركة الاحتجاجات الشعبية وصولا إلى مرحلة القتال المسلح الدائر حاليا والذي دخل عامه الثالث.
واستشهدت الشبكة في تقريرها عن "ماهر" بما قاله مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لندن فواز جرجس: "إن بقاء نظام الأسد يعتمد بشكل كبير على قدرة ماهر في الحيلولة دون وصول مقاتلي المعارضة المسلحة إلى دمشق واسقاط الحكومة، فإذا سقطت دمشق، سقط النظام بأكمله".. فالفضل يرجع إليه في إعادة تشكيل الجيش السوري منذ بداية حدوث الانشقاقات داخله واستيلاء المعارضة على بعض المدن والمناطق، فقد نجح الجيش السوري خلال العام الجاري في أن يستعيد السيطرة الميدانية في العديد من المناطق والمدن التي كانت تسيطر عليها المعارضة.
وفيما يتعلق بالهجوم بالأسلحة الكيميائية على ضواحي دمشق أواخر أغسطس الماضي، اتهم المعارضون ماهر بالقيام بذلك الهجوم، حيث إن اللواء 155 التابع للفرقة الرابعة مدرعات (التي يقودها ماهر) هو من أطلق الصواريخ الحاملة للمواد الكيميائية، في الوقت الذي اتهمت فيه واشنطن الجيش السوري بالوقوف وراء الحادث دون أن تحدد أية وحدات تحديدا داخل دمشق قامت بذلك، على الرغم من أن وحدات "ماهر" العسكرية تنشط داخل العاصمة.
ولفتت الشبكة إلى أنه قاد حملة قمعية شرسة في عام 2008 إثر أعمال شغب قام بها سجناء إسلاميون في سجن صيدنايا القريب من العاصمة دمشق، حيث قتل 17 سجينا على الأقل وفقا لإحصاءات منظمة العفو الدولية، بعد قيام الشرطة العسكرية بإطلاق الرصاص الحي على نزلاء السجن تحت إشرافه.
واختتمت الشبكة تقريرها بالقول إن ماهر يحظى بين رجاله باحترام وخوف لصرامته الشديدة، فضلا عن ما يتميز به من خبرة عسكرية كبيرة وقبضة أمنية قوية جعلته مسيطرا على جميع موارد الدولة، وجعلت استمرار أخيه "بشار" في سدة الحكم مرهونا بسقوط "ماهر" العسكري، على الرغم من أنه لم يظهر أي تعطش من جانبه للسلطة أو أن يكون رئيسا وهو الأمر الذي لم يخلق أي خلافات بينه وبين أخيه "بشار".