18-09-2013 11:06 AM
بقلم : عبد اللطيف أبوضباع
هذا هو العنوان للمقال الذي كتبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مخاطبا الشعب الامريكي وللأسف لم يحظى باهتمام الانظمة و الشعوب العربية ، في حقيقة الأمر هذا المقال يحمل في طياته الرؤية الاستراتيجية الاقليمية للعالم الجديد وهنا لابد ان نفصل بين العالم القديم القائم على الظلم والاضهاد والقهر في ظل غياب العدالة الدولية والانسانية نظرا لاختلاف موازين القوى وحالة الاستثناء والهيمنة الاستعمارية باشكال مختلفة ومتنوعة، ومابين العالم الجديد الذي نتطلع اليه ونعلق امالنا عليه ونصرخ منذ عقود لتحقيق وتطبيق العدالة الدولية ، ندرك ان العدالة هي مسألة نسبية متفاوتة تخضع لمنطق القوة ولاتوجد عدالة مطلقة و لأننا نؤمن أن العدل والعدالة المطلقة هي لله عزوجل وهذا ايضا ما نص عليه القرأن الكريم كلام الله في أيات كثيرة تحثنا وتأمرنا بالعدل ، فالعدل نظام أساسي في العالم لتحقيق الأمن والاستقرار ، وقد بين لنا الله جل جلاله عاقبة الظلم كما قال في كتابه
" وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما اخرين " .
الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي مازال تحت الاحتلال واينما وجد الاحتلال وجد الظلم وأينما وجد الظلم فذاك وطني فلسطين( نعتذر لجيفارا) ، الشعب الفلسطيني يعاني من ظلم القريب والبعيد، من ظلم العدو والصديق من ظلم الجار والشقيق، من ظلم المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية ومن ظلم "القانون الدولي" الذي هو محور حديثنا .
تعرضنا للظلم من القانون الدولي والنظام العالمي الذي ساهم وشارك بانشاء " دولة اسرائيل " دولة الاجرام والارهاب والتمييز العنصري ولم يكن هذا القانون الدولي منصفـاً لحقوقنا التاريخية والانسانية بل كان شريكـاً بكل القرارات الظالمة ضد شعبنا وقضيتنا وهناك الكثير من النماذج التي يمكن ان نطرحها كتعبير عن التناقضات القائمة لتطبيق العدالة الدولية وانحياز القانون الدولي للجلاد وتجريم الضحية وعن كيفية التعاطي مع القرارات الدولية والية تطبيق هذه القرارات ، دولة الكيان الصهيوني ( اسرائيل ) ضربت بعرض الحائط جميع القرارات والمواثيق الدولية وانتهكت قواعد الشرعية الدولية بتشجيع من الولايات المتحدة الامريكية ومن دار في فلكها ،
واعتبرت نفسها أي ( اسرائيل ) حالة استثنائية ترفض الخضوع للقانون الدولي الذي ينظم استقرار وأمن هذا العالم ، مما أحدث فجوة كبيرة بين القوانين المنصوصة والممارسات على أرض ومخالفتها لميثاق الامم المتحدة وهذا ما يبطل عضويتها في هذه المنظمة .
وهنا نذكر بقرار الجدار العنصري الاسرائيلي " قرار لاهاي "
الفقرة ﺏ - ﻴﻠـﺯﻡ ﺍﻟـﺘﻘﺭﻴﺭ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﺒﺈﻨﻬﺎﺀ ﺨﺭﻭﻗﺎﺘﻬﺎ ﺨﺭﻭﻗﺎﺘﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻠﺯﻤﺔ ﺒﻭﻗﻑ ﺃﻋﻤﺎل ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠـﺩﺍﺭ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺘﻡ ﺒﻨﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻵﻥ ﻓﺼﺎﻋﺩﺍ، ﻓﺼﺎﻋﺩﺍ، ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﻭﻤﺎ ، ﺤﻭﻟﻬﺎ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﻠﺯﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻵﻥ ﻓﺼﺎﻋﺩﺍ ﺒﻬﺩﻡ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﺕ ﺇﻗﺎﻤﺘﻪ، ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﺭﺍﺠﻊ ﺃﻭ ﺘﺒﻁل ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻬﺎ. ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﺒﻨﺩ 151 ﻤﻥ ﻫﺫﺍ القرار
الفقرة ﻫــ - "ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﻤـﻡ ﺍﻟﻤـﺘﺤﺩﺓ ﺍﻟﻤـﺘﺤﺩﺓ ﻭ ﺨﺎﺼـﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻭﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﻅﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻹﻀﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻹﻨﻬﺎﺀ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﺩﺍﺭ ﻭﻤﺎ ﺴﺎﻨﺩﻩ ﻤﻥ ﻨﻅﺎﻡ، ﺁﺨﺫﺓ ﺒﺎﻟﺤﺴﺒﺎﻥ ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﺴﺘﺤﻘﺎﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻻﺴﺘﺸﺎﺭي .
وكالعادة لم يستطع النظام العالمي والقانون الدولي اخضاع ( اسرائيل ) لتنفيذ القرارات والقوانين الدولية ما ذكرناه هو جزء بسيط من الانتهاك الصارخ للشرعية الدولية ناهيك عن مئات القرارات التي مازالت حبيسة ادراج مكاتب مجلس الأمن وهيئة الامم المتحدة .
لذا نحن معنيين بوجود اليات وضوابط تحكم الصراعات الدولية بالعدل والانصاف وعدم التمييز، ومن هنا نؤكد على أهمية المقال الذي نشره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهو يعبر عن فكر و توجهات روسيا لاقامة نظام عالمي جديد قائم على العدالة والاحترام المتبادل، وهذا ايضا ماعبر عنه رئيس الوزراء مدفيدف في أكثر من لقاء، وهذا ما يجول في صدور الشعوب العربية التي تشعر بالظلم والاضهاد ، وهذا ماقاله الرئيس الراحل معمر القذافي في هيئة الامم المتحدة.
دعوة الرئيس بوتين لم تكن خطوة ارتجالية فقد سبقها خطوات فعلى سبيل المثال تأسيس "مجموعة بريكس " قوة اقليمية صاعدة عسكريا وسياسيا واقتصاديا وفي اعتقادي ان هذه الدعوة " الذكية " لم تكن موجهة للشعب الامريكي فقط بل لجميع الشعوب المظلومة والمكلومة، في مقال السيد بوتين وجه تحذير من انهيار الامم المتحدة كما انهارت عصبة الامم سابقا وتكلم بطريقة مبطنة عن العالم الجديد وأعلن بطريقة مبطنة ايضا عن انتهاء الهيمنة الامبريالية الاستعمارية وعن الملامح المستقبلية للنفوذ الاقليمي .
وقد ذكرت في مقال سابق عن دور العالم العربي في هذا الصراع الاقليمي وقلنا يجب اعادة النظر في بناء التحالفات الدولية والبحث عن موضع قدم في الخارطة الاقليمية وعن ضرورة وضع خطط استراتيجية لبناء اقتصاد عربي موحد يستطيع من خلاله بناء علاقات وتحالفات اقليمية قائمة على المصالح المشتركة اقتصاد عربي موحد يعني استقلالية القرار وعدم التبعية ، التحالفات تبنى على المصالح والأهداف المشتركة .
بالامس كان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في روسيا ماهي الرسائل التي حملها للجانب الروسي !!
ولكن الوزير لافروف لايريدنا ان نتكهن وقالها بصراحة لاتستطيع دولة واحدة حل جميع المشاكل العالقة ؟
السيد نبيل فهمي قال للروس نريد المشاركة أو ربما "مبادرة روسية " للقضية الفلسطينية ولكن الوزير لافروف اعاد القضية الى" الرباعية " وبالتأكيد دار النقاش عن الازمة السورية والنووي الايراني والسؤال هنا لماذا يلجأ وزير خارجية مصر أكبر دولة عربية الى روسيا لحل المشاكل العربية والاقليمية ؟؟ وبالتأكيد ليشتكى من الدور الذي تلعبه امريكا في مصر وعن المعونة العسكرية الامريكية ؟؟
ملاحظة لسلطة المفاوضات : مفاوضات التسعة أشهر لماذا لاتكون 3+1
امريكا ،فلسطين ، (اسرائيل )+ روسيا