حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21276

أئمة المساجد في غيابت الجبّ

أئمة المساجد في غيابت الجبّ

أئمة المساجد في غيابت الجبّ

18-09-2013 11:13 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حذيفه احمد السالم
ما يعرف في العالم أن رجال الدين لهم درجات عليا في التقدير والإحترام لما يقدموا وينقلوا من رسائل دينية سمحة ولما يتركوا من أثرٍ ووقعٍ في النفوس , فالإمام في المسجد والأبُّ في الكنيسة فهم قادة وسادة , ومرجعية دينية لها شأن عظيم , فالإسلام قدّر هذا وأمرنا بإحترامهم وتقديرهم وإعلاء شأنهم ,كما أنه حذّر من الإعتداء عليهم في الحروب والغزوات , ومدلول ذلك ما أوصى به رسولنا الحبيب لصحابته من الإعتداء على الرهبان في صوامعهم أو هدمها .
فالإمام بين يديه الملوك والإمراء والوزراء وعامة الناس يسمعون كلامه ويقتدون به في عباداتهم فهذا دلالة على مكانته المرموقة , ففي دول الخليج مثلا يفرّغ الإمام لخدمة المساجد وإمامة الناس وتعليمهم شؤون دينهم ولا يشغله عن ذلك شاغل , إضافة لتعليم الإمام والإرتقاء به لأعلى درجات العلم والمعرفة دون مقابل وتأمين المسكن الملائم لحياة كريمة له , بالإضافة إلى الدخل الشهري الذي يُعينه على نوائب الحياة الصعبة , بينما الإمام في الأردن للأسف الشديد لا يجد أدنى مقومات الحياة من تعليم وسكن ودخل شهري مناسب لمكانته . فمسكنه في الطبقات السفلية العالية الرطوبة والمجاورة للمرافق الصحية مزامنةً مع دخل شهري متدني لا يمكنه من إكمال تعليمه أو تعليم أبناءه في المستقبل البعيد أو توفير حياة كريمة له .
والذي يضحكنا ويبكينا في الوقت نفسه أن أقران الائمة من القضاة الشرعيين والذين يحملون نفس الدرجات العلمية راوتبهم أضعاف مضاعفة للائمة بالإضافة للإمتيازات الأخرى كالإسكان ومكافئات نهاية الخدمة وتقاعد عالي وغيره الكثير , ولم يصل الأمر إلى هذا الحد بل وتجاوزه إلى أن المراسلين في بعض الوزارات والمؤسسات الأخرى ممن لا يحملون حتى الثانوية العامة رواتبهم تضاعف رواتب الأئمة , وما يُقدّم لهم من امتيازات إضافية , فكانت هذه الدوافع الرئيسية لعزوف كثير من الشباب عن وظيفة إمام , وإن كانوا أئمة فتجدهم يبحثوا جاهدين بكل الوسائل والطرق للخلاص من وظيفتهم والبحث عن وظيفة أخرى , أو يبحثون عن مصادر رزق أخرى , فتجده واقع تحت سوط العقوبات إذا تغيب عن وظيفته , وتحت سوط الفقر والضروف المعيشية المهلكه أوالعمل الغير لائق بمكانته كرجل دين , مثل تحميل البضائع أوالبيع في المحال التجارية وإن كان العمل ليس بالعيب , هذا ولا ننسى الحرب الضروس التي يشنها عليه المصلين ممن لا يعجبهم العجب .
فكثيراً ما أوصى سيد البلاد بالإهتمام بهذه الثلة المحترمة ودعا إلى تحسين أوظاعهم لأعلى المستويات ,من تعليم وتحسين مستواه المعيشي والتعليمي وغيره , ولكن سرعان ما تُنسى هذه التوصيات وتطوى الملفات الخاصة بالأئمة وخدم المساجد والمؤذنيين . فسمعنا عن ملف إسكان للائمة في احدى مناطق العاصمة منذ سنوات ولكن أصبح في عالم النسيان , وحقهم المشروع في العلاوة 100% لموظفي الاوقاف فلم تؤخذ بعين الأعتباركذلك , فهل يصبح الإمام يوماً ما في عالم النسيان ؟.








طباعة
  • المشاهدات: 21276
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم