18-09-2013 03:50 PM
بقلم : براهيم حجات
خرج الناس في 25 يناير 1-2011م مطالبين وبشكل عفوي بشعار الماسونية الشهير (عيش، حرية، عدالة اجتماعية)، فكان لهم أن أسقطوا النظام من خلال تواجد عشرات الآلوف في أحيان وملايين في أحيان أخرى، فنقاد الناس لمطالبهم بشكل فطري، فتجمعوا وخرجوا لمجرد الخروج على ما ألفوه من ضغط وقمع وفقر وشعور بامتهان إنسانيتهم في دوائر الشرطة وأمن الدولة، فخرجوا ملبين دعوات من هنا وهناك، دعوات لها في نفوسهم الشوق والحنين، فكان لسان حالهم ومقالهم يقول ( إرفع راسك فوق أنت مصري حر ) فشعر جميع العرب والمسلمين بعزة إخوانهم في مصر.
ولكن، جاء السياسيون البارعون في جميع أصناف الدجل والسحر والنفاق ليقودوا العملية السياسية في مصر لكي يقطفوا ثمار الثورة، ويحصلوا على المكاسب السياسية لأشخاصهم ولأحزابهم، ولقيادة المرحلة القادمة من حياة هذا الشعب والسيطرة على مقدراته، فكانت حالة الإستقطاب الفكري والسياسي والمشاعري في حالة هياج حقيقي، فكان النجوم في ركوب أمواج هذا الهياج هم ممثلوا حركات الإسلام المعتدل، الذين أثبتوا أنهم أكثر اللاعبين مناورة وقدرة على التنازل عن الأفكار والمبادأ، وكانوا أكثرهم استجابة للغرب ومطالبه وشروطه، وكانوا أكثرهم بعدا عن الفكر السياسي المعالج لمشاكل الناس، وكانوا أضعفهم في إدارة البلاد والعباد.
وخرج الناس في 1 يوليو 6-2013م لإسقاط حكم حزب الحرية والعدالة وعلى رأسه محمد مرسي مطالبين بنفس الشعار السابق، (عيش، حرية، عدالة اجتماعية)، ولكن هذه المرة لم يكن خروجهم استجابة لما في نفوسهم من شوق للكرامة والحرية والعزة، بقدر ما كان خروجهم لمعاقبة الحكام الجدد على إخفاقهم في الحكم، و استجابة للعمانيين و اللبراليين الذين قبلوا بالعودة بمصر إلى عهد حكم العسكر كما في ستينيات القرن المنصرم.
فكانت النتيجة التي وقع بها الناس أنهم لم يحصلوا على العيش لأنه لم ولن يتم معالجة الفقر والبطالة، ولا على الحرية في ظل قانون الطورئ الذي صفق وطبل ورقص له الديموقراطيون والعلمانيون واللبراليون، ولم يحصلوا العدالة الإجتماعية لأن اللصوص أصحاب الياقات البيضاء قد عادوا إلى الحكم.
وخلاصة حال أهل مصر كحال جميع الشعوب في العالم العربي ولإسلامي، سياسيون وقطط سمان يلعبون ويتصارعون علينا، ففي تونس ها هو القائد السبسي يقف على منصات الثوار ليقود ثورة مضاضة لإرجاع تونس إلى المربع الأول، وكذلك حصل في ليبيا واليمن والأردن بعد أن تم تفريغ حراكاته في مطالبات أقل من جزئية ومناطقية.
ولكن، السؤال الكبير هو: هل سيخرج الناس في مرة أخرى في مصر وجميع دول العالم العربي والإسلامي مطالبين بالرأي الثالث المتمثل بأن يكون لهم كيان سياسي خارج دائرة العمالة والتبعية السياسية لفئة انسلخت عن الأمة؟.
هل سيخرج الناس مرة أخرى مطالبين برفع الظلم عنهم ومطالبين بإعادة سلطانهم إليهم، لكي يختاروا حاكمهم بأنفسهم بعيدا عن المال السياسي القذر، أو القمع والإجبار أو التزوير لكي يفوز أحدهم؟.
هل سيخرج الناس مرة أخرى وقد حددوا خيارهم بعد أن اكتووا بنار الديموقراطية والرأسمالية وغيرها من أسماء جرت عليهم الويلات على مدى الزمان والمكان؟.
هل سيخرج الناس بعد أن تلمسوا طريقهم نحو غاية ترضى عنهم ذرياتهم من بعدهم، وترضي عنهم ربهم؟.
نعم هناك رأي ثالث ليس بعميل ولا منافق، بل مؤمن صادق، يحمل الإسلام كحل حقيقي من خلال نظام سياسي اسمه الخلافة الإسلامية.