19-09-2013 02:28 PM
بقلم : محمد سليمان الخوالدة
في الآونة الأخيرة ظهرت أسماء كثيرة تعرّف عن نفسها بالدكتور فلان أو الدكتوره الفلانيه وتطرز كتاباتها وكروتها الشخصيّة بحرف يسبق اسمها المجرد بحرف الدال المضخم !، كل ذلك يحدث في دوله بات حلم الكثيرين من الطامحين لمناصب في الدولة الأردنية أو مقاعد في مجلس النواب الأردني أو رئاسة مؤسسة استغلال حكوميه أو حتى رئاسة مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني ، وأصبح الشغل الشاغل لهم الحصول على لقب دكتور وحتى لو كان من جامعه وهميه أو مؤسسه مجتمعيه كمؤسسة المبادرة العالمية للقيادات الإنسانية التي تقوم بمنح شهادات دكتوراه فخرية مقابل (1000) دولار أمريكي وتحت مبرر القيام بنشاط اجتماعي خيري إنساني، كزيارة مؤسسة أيتام وتوزيع طرود الخير أو عمل يوم طبي مجاني أو زيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين وتوزيع حقائب مدرسيه ومسح على رؤساء الأطفال المحرومين ، مع توزيع ابتسامات تفوح منها رائحة النفاق وبالطبع يرافقه الكثير من الضجيج الإعلامي والتصوير الفوتوغرافي وقليل من العمل الجاد المؤثر !،بعدها يتم منح صاحب الأعمال الانسانية الخيرية شهادة الدكتوراه الفخريه ، والغريب أن البعض منهم لايحمل حتى شهادة الثانوية العامة وبعضهم لايحمل الا ّ درجة البكالوريس الجامعيه ...
قفزة فريده وبحركه بهلونيه يقفز على اللوائح والقوانين المرعية في الحصول على شهادة الدكتوراه عابراً بذلك شهادة البكالوريوس والماجستير التي يجب ان تمنح قبل الدكتوراه !، ليعلن للملأ انه قد حصل على شهادة دكتوراه، ومن مَن؟ من جامعة غير معترف بها أو من مؤسسه خيريه لاتحمل صفة أكاديميه .
أكذوبة الدكتوراه الوهميه التي طفت على السطح مؤخرا ومن قبل جامعات تجارية وهميه ومؤسسات إنسانية عالميه تتبنى مفاهيم ومباديء ساميه في ظاهرها ولكنها في باطن الحقيقة تبث سموم التخلف وتعظّم قيمة الجهل من خلال تزييف الحقيقة وخداع عقول البسطاء من الناس بمنح شخصيات صفات ثقافية تمهيدا لنزولها للساحة السياسية ، ان مثل هذه الالقاب الوهميه يؤثر على مستقبل الوطن الثقافي والسياسي والأكاديمي .
حقيقة منح مثل هذه الشهادات الوهميه ان استمر اطلاقها فانها بالتأكيد ستضعنا على رف من رفوف متحف الآثار الأردني، ويشار الى خريجي جامعاتنا الرسميه بكثير من الريبة والشك والنظر الى تعليمنا العالي بنظرة دونيه ، فمن المعلوم أن مثل هذه الشهادات تم استحداثها في العالم المتحضر المتطور وكان الهدف منها تكريم صاحب الانجاز الانساني الملموس وعادة ما يكون ذو تعليمي عالي وفكر متنور قدّم الكثير للانسانية فاعماله تشهد وكتبه توزع وتتصدر قائمة الاكثر قراءة ، ولكن في دول العالم الثالث أصبح عنوانها " فرصه للباحثين عن الشهرة .. بقفزة واحدة من محو الأمية إلى الدكتوراه التقديريه !!!
مثل هذه الظاهره السلبيه يجب التصدي لها بحزم وبتشريع قانوني يحاسب كل من يطلق على نفسه لقب دكتور بشهادة دكتوراه فخريه ولايكفي أن يقتصر التشريع المعمول به حاليا على عدم الاعتراف بمثل هذه الشهادات الوهميه بل يجب محاسبته قانونيا وتقديمه للقضاء حتى نحافظ على هيبة وقيمة شهادة الدكتوراه الاكاديميه وسمعة جامعاتنا الرسميه.
msoklah@yahoo.com