حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27987

جَشَعْ المالكين .. ألاّ يحتاجُ إلى كَبْحِ جِماحْ .. ؟؟

جَشَعْ المالكين .. ألاّ يحتاجُ إلى كَبْحِ جِماحْ .. ؟؟

جَشَعْ المالكين  ..  ألاّ يحتاجُ إلى كَبْحِ جِماحْ  .. ؟؟

21-09-2013 09:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م . سالم عكور
يبقى التساؤل يدغدغ فكرنا يومياً ، فهل الشعب الأردني فُرِضَ عليه التأقلم مع كل المتغيرات المحيطة به ، ومُحتمٌ عليه مجاراة ضروف القادمين اليه وتحمل نتائج استضافته لهم ، أم أن العكس هو الصحيح وهو الذي يُحتم على الضيف التأقلم ومجاراة المضيف واحترام عاداته وتقاليده التي هيّ جزء رئيس من مُكوّنات مجتمعه ..؟؟ وكما قالوا الأجداد في الأمثال " الضيف أسير المعزب " ، ولا يعني هذا القول أسر حرية الضيف بقدر ما هيّ تكريم وتوجيب لهذا الضيف ما دام يعيش في نطاق العُرف والعادة المتعارف عليها في هذا المجتمع ..!!
ولكنها أطباعنا التي توارثناها ، فدائماً نؤثر الآخر على أنفسنا ، ولكن هذا الإيثار بات يقلقنا كثيراً في خضم عادات وتقاليد باتت دخيلة على مجتمعنا ، هجرت موطنها الأصلي لتغزونا بصورة قصرية ليس لنا بها سوى احتضانها والتآلف معها دون منطق أو تفكير بالعواقب التي قد تجلبها على حياتنا ومجتمعنا ..!!
فهل الشعب الأردني مرغم على تحملّ الصدمات ..؟؟ فقالوا قديماً " ضربتين على الرأس بتوجع " .. فلمّ يفق الشعب الأردني بعد من الضربة الأولى في الحرب على العراق وما تلاها من إرتفاع لأسعار العقارات وتضاعفها وحَرَمَت الكثير من أبناء هذا الوطن شراء أو امتلاك مساكن تقيهم شرور القادم من الأيام مما اضطرهم إلى أن يكونوا في خانة " المستأجرين لا المالكين " حتى تأتي الضربة الثانية ليذوقوا عذاباتها إثر الأحداث الدائرة في الشقيقة سوريا وما نتج عنها من هجرة ونزوح لأخواننا السوريين إلى الأردن والتي تضاعفت إثرها أجور السكن في الأردن وتجاوزت حدود المقبول وبما لا يتلائم ودخل المواطن الأردني بكل فئاته ومستوياته وتحديداً الطبقات غير المالكة لما يأويها لأجل السكن واستقرار الحال وهداة البال ..!!
نعم .. الأردنيون كرماء طيبون وكاضميين للغيض ، ولكن عندما يصل الأمر إلى امتهان كرامتهم والمتاجرة في مصيرهم ومصير ابنائهم .. إن استمر هذا الجشع في التصاعد ، فهل الكرم والطيب ينفعنا ..؟؟ وهل كضمّ الغيض سيظل عنواننا ..؟؟ أعتقد كلا ..!!
بدى المواطن الأردني " المستأجر " مؤخرا كمن وقع بين " فكيّ كماشة " ، الدخل الذي لمّ يعد يفي للمتطلبات الرئيسية من حياته ومعيشته اليومية ، وبين " عدم رحمة " المالك الذي لم يعد يعنيه أيضاً معنى الجوار والحال المؤلم لأبنائنا بقدر ما يعنيه إخلاء المأجور و رفع أجرة العقار الذي يملكه دون تمييز ما بين الغث والسمين إلاّ بمقدار من يدفع أكثر ..!!
هذا الوضع بات يؤرق الكثير من أبناء هذا الشعب وتحديداً الشباب المقبلين على الزواج ويتطلب ظرفهم تأمين " بيت الزوجية " ، ليتفاجئوا وكونهم في طوّر تأسيس حياتهم أن نيران أجور السكن المتصاعدة ستلتهم معظم دخلهم الذي لن يتبقى منه ما قد يفي باحتياجاتهم المعيشية الأخرى ، مما يضطرهم إلى مزيداً من البحث ومزيداً من التردد في استكمال فرحتهم في الحياة الزوجية والتأجيل مرة تلو أخرى والذي قد يصل فيه الأمر إلى التراجع كلياً عن الاستمرار في " مشروع الزواج " ثمَّ الإنفصال ..!!
وإذا ما بقي الحال على ما هو عليه الآن ، وإذا ما استمرت الساحة السورية بذات الغليان ، واستمر النزوح إلى الأردن بهذه الأعداد التي تفوق قدرات الأردن على تحملها ، وإذا ما استمر جشع " المالكين " في تصاعد مستمر لأجور المساكن ، هذا يعني أنه سيكون هناك إنقلاباً للموازين الحياتية للأردنيين ، فالنازحون سيحتلون مساكننا وسيعيشون في رغد العيش ، أما الأردنيون سيلهثون عن مساكن تأويهم في وسط مخيم " الزعتري " أو وسط صحراء لم يتندر لها بعد الطامعين والجشعين ممن لم يتقوا الله بأبناء هذا الوطن ..!!
الأمر يحتاج إلى تدخل حكومي سريع قبل أن يخرج عن السيطرة ثم نصبح على ما تغاضينا وأهملنا نادمين ..!!
آليات وإجراءات عديدة يمكن للحكومة اتخاذها لوقف هذا الجشع والقضاء عليه حتى تبقى الألفة والمحبة في مجتمعنا قائمة كما عهدناها على الدوام ..!!
akoursalm@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 27987
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم