15-01-2008 04:00 PM
يعد الكذب إحدى الآفات الاجتماعية التي تفتك بالمجتمع فهو مرض قاتل لأنه يعمل على تزييف الحقائق ويبطل الحق ويحق الباطل وهو معروف منذ غابر الأزمنة يمارسه الأفراد لهوى في نفوسهم وتمارسه الجماعات لخدمة مصالحها لكن اخطر أنواع الكذب وأشدها فتكا بالحقيقة هو ذلك النوع الذي يكذب فيه على الوطن وهذه تحتاج الى شرح مطول . حين يزعم مسؤول انه استلم المسؤولية بينما كانت المؤسسة قبله خرابا ويعيث فيها فسادا أصحاب الفساد وانه استطاع إنقاذها من الضياع بهمته القوية وعزمه الذي لا يلين وحرصه على العمل بهمة ونشاط فهو يمارس هذا النوع من الكذب إذ انه لحظتها يكون قد بدأ الكذب على الوطن وهو أسوا أنواع الكذب كما أسلفنا . وحين يزعم المسؤول انه يعمل للمصلحة العامة ويحرص على أن يقود مؤسسته وفق منطق العدل والعدالة الاجتماعية ومفهوم الانتماء ثم انه إذا جاءه قريب ما أو صديق أغلق أبواب مكتبه عليه ودله الى عطاء قريب سيتم طرحة لبناء مشروع ما في أحدى المناطق وينصح صديقه بشراء ارض في تلك المنطقة تمهيدا لارتفاع أسعارها وبيعها لاحقا على الخزينة فانه آنذاك يكون قد مارس الكذب على الوطن . وحين يقوم المسؤول باستخدام سيارة العمل الخاصة به في نقل أولاده والزوجة المصون في رحلة سياحية الى العقبة مثلا " وقد رصد الكاتب في عيد الفطر السعيد الماضي أكثر من 150 سيارة حكومية كانت تقل مسؤولين وعائلاتهم للاصطياف في العقبة " فانه يكون ممارسا للكذب على الوطن . وحين يستخدم المسؤول الهاتف المصروف له لتلبية متطلبات العمل في قضاء حوائجه الشخصية وفي إجراء اتصالات منه لغير صالح العمل أما لدعوة عشاء أو لقضاء سهرة ممتعة أو لطلب مشتريات من السوق يأتي بها لاحقا سائق سيارة الحكومة " المغبر " والذي يتحسر على الأصناف التي ينقلها ولم يحلم يوما ما بان ينقلها لأبنائه ... حين يمارس المسؤول كل ذلك فانه يعد من الكاذبين الكبار على الوطن . كنت شخصيا قد استمعت الى احد هولاء الكاذبين على الوطن في محاضرة له في كلية دراسية واستطاع أن يخطف الأضواء ورضا الطلبة المستمعين حين قال انه يعامل المال العام وكأنه ملكه الشخصي فهو حريص على أن يطفئ أنوار مكتبه في النهار محافظة على المال العام وهو حريص على المحافظة على قرطاسيه دائرته ومنع استعمالها لغير ما خصصت له وهو وهو وهو .... تطلع إلي احد الدارسين الزملاء وقال ما رأيك سكت على مضض وقلت : حسبي الله ونعم الوكيل فقد كنت اعرف أن ذلك الشخص تطلبه الخزينة العامة في تلك اللحظة بمبلغ 35 الف دينار كان قد تقاضاها لقاء إيفاده في بعثة دراسية خارج الوطن ولم يكمل تلك البعثة وعاد وما زال يماطل في دفعها وعلى الأغلب لن يدفعها فقد أصبح مسؤولا كبيرا أخيرا أقول للقارئ العزيز كم تعرف شخصا الآن يمارس الكذب على الوطن
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-01-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |