21-09-2013 09:11 PM
بقلم : صدام راتب المجالي
اليوم فقط ..أصبح عمري ثلاثين عاما، واليوم فقط أدركت أنني كبرت وتعبت وما عادت أفكاري نفس الأفكار .. اليوم فقط أدركت أنني قضيت ثلاثين عاما تائهاً ولست آبه لكل دقيقة ذهبت دون انجاز ،أو حتى اي عمل بهدف الانجاز، واليوم فقط كبر والداي إذ أن ابنهم الاصغر(اخر العنقود) المدلل بلغ عامه الثلاثين..
اليوم فقط ..رأيت الشيب برأسي على الاطراف وطربت لغناء ناظم الغزالي في موال (عيرتني بالشيب)... تزاحمت الافكار والواقع المر أنني أصبحت رجلا ثلاثينييا ،ممنوع ان يسمع (عمرو دياب) او على اقل تقدير (فارس كرم) بأغنية (عم بطّلع بالنسوان) لانني بهذا العمر وبكل إختصار بتُّ متأخرا عن الزواج..
اليوم فقط -ولأنني رجل ثلاثيني- أصبح من الممكن الترشح للمجلس البلدي كعضو أو كرئيس..أو حتى الترشح لمجلس النواب ..ومن الممكن في أحد الايام أن أكون وزيرا بأي حكومة قادمه- وعلى سبيل الطرافه -من اليوم وصاعدّ اصبح من الممكن أن أكون منافسا لدولة (د.عبدالله نسور) ويتم تكليفي برئاسة الوزراء.
بعد اليوم ما عاد من الممكن أن أُسرح شعري كيف ما شئت ،فمن غير المعقول لرجل ثلاثيني أن يذهب الى الحلاق ويطلب مثلا(سبايكي)فقد أصبح الخيار وحيد لا بديل عنه وهو(حلاقة موظفين)..حتى الملابس بعد اليوم يجب ان تحمل الالوان التاليه فقط (أسود-أبيض-أزرق غامق-أخضر جيشي أو (كاكي)-بني-بيج في الرحلات) ولا بد من التقيد بموديلات الكلاسك دون (شحطه او مزعه بالبنطال) ومن المفروض التعوّد على موديل لباس جديد يناسب هذا العمر مثل(بدلة السفاري) أو ارتداء الشماغ بالمناسبات.
اليوم فقط ..لا بد من متابعة الاخبار وتحديدا(اخبار الثامنه) و(أسماء الوفيات صباحا عند العاشرة) كما يجب النوم قبل منتصف الليل ،اليوم فقط تبدد حلم ركوب السياره (bmw) واستبداله بحلم ركوب المرسيدس(البطه)موديل 95.
اليوم فقط..أصبح من الصعب التلفظ بالعمر بكل سهوله أو الاحتفال به مع العلم بأنني اقتنعت ايضا بأنني قد هاجرت زمنا مهما من عمر الشباب وأفتقدت بعض المصطلحات التي كنت أُنادى بها على سبيل المدح والدلال او النصح من الاهل ك(ذيب عيال)(مصروع) (ما بقعد مثل القرد) (يا ولد اقعد)
..بعد اليوم لا بد من الحذر عند صعود السلالم ومراقبة الخزان في حال ملئه بالماء،او في حال مساعدة امي في تركيب البرادي بعد غسلها،وفي حمل جراكن الكاز..بل انه اصبح من المؤكد لباس (فانيلا +فانيلا نص كوم) تحت لباس الشتاء وذلك استنادا لحديث أقراني من الكبار(البرد سبب كل عله)،اليوم وكرجل بالثلاثين اصبح ليس بمنأى عن أمراض هذا العصر والجيل ك(الجلطات أو الضغط والسكري) او حتى الاصعب من ذلك.
اليوم فقط....اكتب ما عجز عن كتابته من سبقوني هذا العمرومن سيبلغوه بعدي.
اليوم فقط.. في تاريخ 22-9 قبل ثلاثين عاما ولدت في جنوب الاردن في (معان) ،وها أنا اليوم أكتب وأنا بالعاصمة (عمان) وغدا.. لا اعرف أين سأكون؟!..
(اللهم بارك لي في عمري..اللهم أرحمني وارزقني حسن الختام.)
الثلاثينيّ:صدام راتب المجالي
Saddam rateb al majali
وبإمكانكم التعليق على المقال عبر صفحتنا على الفيس بوك : وكالة أنباء سرايا الإخبارية - مقالات