بقلم :

اثناء قيادتي السيارة استمعت صباح اليوم لتقرير إذاعي حول قرار حكومة الدكتور عبدالله النسور رفع ضريبة الملابس الى 20% بدلاً من 5%.

المذيع وهو الصديق هاني البدري استضاف ضابط في الجمارك وأمين عام وزارة الصناعة والتجارة مها العلي للحديث عن هذا الموضوع.

العلي حاولت من خلال حديثها تبرير القرار الحكومي فوقعت في مطبات لا يمكن تجاوزها وأقل ما يقال عنها بأنها تبريرات مضحكة.

تخيلوا بأن الأخت الفاضلة قالت ما حرفه " ان هذا القرار جاء لمصلحة المواطن ؟! بالله شو ؟!

خلال لحظات كدت أن أشد شعري بعد سماع هذه التصريحات لولا أنني لا أمتلك الكثير من الشعر لأغامر به، ففكرت في أن" أدشر"في الشوارع لمحاربة "استهضام"، "مأخوذة من الهضم".. ما تقوله "العلي" لإقناعنا بأن الحكومة الرشيدة الرشيقة " أم السيارات الفارهه " تقوم برفع أسعار الملابس المستوردة لصالحنا !.

أولاً ومن حيث المبدأ يجب أن تدرك عطوفة الأمين العام للصناعة والتجارة مها العلي بأن غالبية الشعب الأردني يعتمد في ملابسه على الصيني المستورد بحكم أنه الأرخص سعراً، وعلى "البالة"،
واتمنى أن تستوعب برجوازية عطوفتها معنى "بالة".

والبالة، هي الملابس القديمة المستعملة التي يتم استجلابها من الخارج، وتحديداً من أمريكا والمانيا، وتباع للمواطن بأسعار زهيدة تناسب دخله المنهوب، وجيبه المثقوب، وراتبه المسلوب.

الآن يفترض بالأخوة "الصواينة" أن يتركوا مؤازرة سوريا في مجلس الأمن ويعمدوا إلى إنقاذ رسوم بضائعهم في الأردن التي يبدو أن من يملكها أو سيرتتديها سيصنف بأنه " ابن فرير".

في ذات المقابلة المضحكة، أكدت "العلي" خلال تبريرها لرفع الضريبة على الملابس أن القرار جاء من أجل تشجيع السياحة.. تشجيع السياحة؟! هكذا قالت والمقابلة مسجلة.

فكرت ملياً فيما تقصد، وكدت أن اصطدم مع ثلاث سيارات في شارع المدينة المنورة لأني شردت بالتفكير في محاولة مني لفهم ما تقول؟

هل كانت تقصد مثلاً أن الحكومة ستفرض على السائح الأجنيي أن يأتي "مشلح" وأن يعرض عليه ارتداء الملابس الأردنية من عقال وشماغ وعباية ؟!.

هل كانت تقصد مثلاً أن "يتشلح" المواطن الأردني غير القادر على دفع أثمان الملابس الغالية فيصبح الأردن وجهة للسائحين للاطلاع على الشعب " المشلح"... يعني صرنا "فرجة" الله وكيلكم.

هل كانت تقصد مثلاً أن تختفي بسطات البالة من وسط البلد من أجل أن يستمتع السائح بمشاهدة المدرج الروماني بعيداً عن زحمة البسطات، وتجمع الفقراء الذين يبحثون عما يقيهم من هذه الملابس الرخيصة ؟!.

هل كانت تقصد مثلاً أن الحكومة ستطلق مسابقة وتمنح جوائز للسائح الذي يستطيع أن يفرق بين الملابس المستوردة والوطنية ؟!.

مشكلة حكومة النسور أنها استغلت نوم الربيع العربي، وسبات الحراكات الشعبية، وصفقات الإسلاميين معها، وخنوع النواب، لتمارس بيعنا في سوق النخاسة كعبيد، وتفرض علينا كل أنواع الرسوم والضرائب دون أن ينبس أحدنا ببنت شفة !

انتبهوا ... فحكومة النسور تنوي رفع أسعار ملابسنا الداخلية؟!!

سأنهي مقالتي بشعر لأحمد مطر ربما يصلح إسقاطاً على ما يجري من أبلسة الحكومة في رفع الأسعار.

يقول أحمد مطر في قصيدته بعنوان ورشة ابليس:

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة

طلاؤها حصانة

وقعرها رعونة 

صفق ابليس لها مندهشاً وباعكم فنونه.

وقال أني راحل

ما عاد لي دور هنا

دوري أنا 

أنتم ستلعبونه

الكاتب مؤسس موقع سرايا

hashem7002@yahoo.com