23-09-2013 10:38 AM
بقلم : د. عبدالرحمن القواسمي
ها هو عيد الاضحى على الأبواب. وها هو النسور يوضح ويبين ويؤكد للشعب الأردني ان العيد ليس لمن لبس الجديد. إن عيد الطبقة الكادحة هو البالة من جديد.
إني والله استغرب هذا التوقيت في رفع اسعار الجمارك على الملابس ونحن على أبواب العيد. وأستغرب ان يتم الإعلان وبكل جرأة ان ملابس البالة لن تطالها التعرفة الجمركية الجديدة. شكرا يا سيادة الرئيس على هذا العطف والحنان.
فالشعب الأردني تعود من حكومته الشفافية المطلقة في رفع الأسعار وبيان أهمية رفعها على رخاء وسعادة الشعب الأردني.
فكرت كثيرا أن اربط العلاقة المنطقية بين رفع الأسعار ورخاء المواطن الأردني وراحته وسعادته. ربما سعادة الشغب الأردني تكمن في أن يرى غيره سعيدا! فعندما تذهب الفئة المثقلة جيوبها بالمال لشراء الملابس من انجلترا وفرنسا فهي لا تأبه بسعر القميص الصيني أة الماليزي أو السوري المعروض في واجهات محلات وسط البلد. فهذه الفئة اصلا لا تعرف الطريق الى وسط البلد فناهيك عن ان تشتري من هناك.
وإني ايضا لأعجب ان تقوم الحكومة بالتركيو في رفع اسعارها على الأمور الاساسية التي تخص المواطن دون الوسط وتترك أسعار المواد التي لا تهم 90% من الشعب الأردني دون تغيير.
ببساطة "عيني غينك" بها تفلس الشعب من جميع النواحي وكأنها تحاربه في قوت يومه.
لله درك يا مواطن. ارم الخليوي فهو ليس لك ولا تتستخدم اي مصدر للتدفئة او التبريد فيكفيك حرام شتوي وجلسة على الارض البراح مع هبة نسيم عليل ترطب القلب.
لست بحاجة للملابس الكثيرة فيكثر الغسيل واستهلاك المساحيق والأهم ان ستحتار ماذا ستلبس فيؤثر على تركيزك .
ان المواطن اصبح فريسة بي الاسعار من جهة وضيق العيش من جهة اخرى. يتنفس الغض اليومي وينفثه في وجه احبائه واصدقائه لينفس عن نفسه. اصبح المواطن يرزح تحت ضغط البطالة وقلة الدحل وكبر المسؤولية .
اقترب العيد فجهز نفسك للبالة فلا تحلم بان تلبس الجديد لان العيد ليس لمن لبس الجديد فالعيد ان ترى ابنائك بعيون ترجو بنطال او ترقب قميصا. العيد فرحة الطفولة التي تزال بتوقيع قلم من مسؤول يعلم ان ابنائه سيشترون ملابس العيد الجديدة من بلاد الغرب السعيدة.
دفء الوطن يلفني ويدفيني والأمل بمستقبل مشرق يعزيني وبكلمات صابرة ادنو من طفلي في مهده واهمس باذنه " انت من سيرسم الحلم ويخط الطريق ويحقق الأمل"