بقلم : محمد العودات

اولاد عمي متخصصون في تربية الابقار ولديهم خبرة كبيرة في معالجة ابقارهم وعجولهم من افات العصر ، واكثر ما يثر " الدهشة " هو طريقة معالجة العجل عندما ينتفخ " كرشه " ويمتلئ بالهواء من جراء التهامه كمية زائدة من الاعلاف لدرجة انه لا يقوى على الحركة طريحا لا يحرك ساكنا .

طريقة المعالجة تبدأ بحضور ثلاثة من " الرعاة " لتثبيت العجل حتى لا يتحرك اثناء سير العملية وتفشل عملية العلاج ، وحتى لا يتفاقم الامر ويخسرون العجل ، ثم يقوم احدهم وهو صاحب الخبرة والدراية بالاقتراب من كرش العجل وادخال جزء من ابرة كبيرة " مسلة " في بطنه تمهيدا لاستخراج الهواء الذي حبس انفاس هذا العجل المسكين .

الغريب في الامر انه العجل لا يتوجع وعملية التجمهر عليه هي من باب الاحتياط وحتى لا يخاف او " يجفل " ، ومجرد ان يضع خبير البقر الابرة في كرشه يبدأ الهواء بالخروج من بطن العجل ونسمع صوت تنفيس الهواء " تسسسسسسسسس " ، والاغرب من ذلك ان العجل يقف فورا بعد نجاح عملية " التنفيس " ويتحرك بحرية بعد ان كان هامدا طريحا في الارض .

ما يحضرني هنا وجعلني اسرد هذه الحكاية ان ثمة اشخاص " كروشها " مليئه بالهواء وبحاجة الى عملية " تنفيس " بيد انه يا ترى اذا ما اردنا ان نطبق علاج رعاة البقر عليهم هل سيخرج من كروشهم هواءا ؟!!.. ام شيئا آخر ؟!!