23-09-2013 09:25 PM
بقلم : اللواء الركن المتقاعد وليد النسور
لعلها الصدفة أو القدر الذي جعلني أعيش مع زملاء لي في القوات المسلحة الاردنية /الخدمات الطبية الملكية فترة من الزمن , قاربت السنتين , اعتبرها من أجمل سنوات الخدمة التي أمضيتها في القوات المسلحة , مدرسة العز والفخار , وذلك لما عرفت من المزيد عن هذه المؤسسة العملاقه الشامخه الكبيره بأفعالها ,التي لا تهتز الا لمحبة الأردن ومليكه المفدى .
الخدمات الطبية الملكية رسالة حق وانصاف لمصنع الرجال , مؤسسة العلم والعلماء , صاحبة التميز والريادة والسيادة العلمية على مستوى الأردن والوطن العربي, لما قدمته وتقدمه من انجازات عظيمة ومساهمات كبيره لحفظ الأمن الصحي للمواطنين من أبناء هذا البلد ومن كافة بلدان العالم , خاصة اذا عرفنا أن قرابة 2 مليون انسان يستفيدون من خدمات هذة المؤسسة العريقة من داخل الأردن وخارجه , التي بناها جلالة الملك الحسين رحمه الله بخطى ثابتة وأفق ورؤية واضحه , وأنار دربها ورعاها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم أطال الله في عمره.
هم أشبه بخلية من النحل في دقة العمل والتنظيم , ذكورا واناثا , عسكريين ومدنيين , أطباء وممرضين , فنيين واداريين ومهنيين من كافة الصنوف, يعملون على مدار الساعه بدون كد أو تعب أو كلل أو ملل , لا يرهقهم سهر الليــالي ولا برد الشتاء ولا حر الصيف .
لن تجدوا مؤسسة على مستوى الأردن, تديم عملها على مدار العام بكفاءة وفاعلية, ورفعة وتميز, يشهد له القاصي والداني , الا هذه المؤسسة النبيلة , فالأعداد الضخمة من المراجعين لها والزوار يوميا في مدينة الحسين الطبية وكافة مستشفياتها ومراكزها الطبية المنتشره في كافة مناطق المملكة , وأعداد المرضى المتواجدين على أسرة الشفاء , كل ذلك يعطي انطباعا واضحا أن هنالك فن في حسن ادارة القوى البشريه, وكافة المرافق الأخرى المتمثله في مهام الادارة الذاتيه و الاطعام والايواء للمرضى والمرافقين والعاملين وبتوقيتات محدده , كما يعطي انطباع ومؤشر واضح على المستوى الطبي الرائع الذي تتمتع به هذه المؤسسة .
ان الأردن يعتبر أنموذجا في التقدم الطبي على مستوى الوطن العربي والأقليم , وما كان هذا ليتحقق لولا النخبة من العباقرة الأفذاذ , الأطباء أصحاب الأيادي البيضاء على رأس عملهم والمتقاعدين منهم الذين صنعوا المجد والتألق والثقة من المواطنين بهذه المؤسسة , فالعمليات الجراحية النوعية الدقيقة المتخصصة التي تجرى في كافة مستشفيات الخدمات الطبية الملكية , جعلت هؤلاء الأطباء في الطليعة بدون منازع .
فارس جديد اعتلى ظهر الحصان , ليقود الركب , وكما عرفت هذا الرجل عن قرب فهو محب للغير ويغيث الملهوف , متميز في عمله , غيور على مصلحة الخدمات الطبيه الملكية , انه اللواء الطبيــب الجراح خلف باشا الجادر السرحان الذي أثرى هذه المؤسسة بعلمه وخلقه وحسن ادارته وفن قيادته للاخرين , وقدرته وجرأته على التغيير والتطوير بحكمة وعقلانية لا يعرفها الا من عرف هذا الرجل .
تحية اكبــار واجــلال لكافة البناة الأوائل , من المدراء السابقين والكوادر الطبية والاداريه والتمريضية , الذين قدموا وأعطوا لهذا الصرح الطبي العظيم وساهموا في رفع راية تميزه , وأخص بالذكر الفريق المتقاعد الطبيب الجراح البارع عبد العزيز الزيادات صاحب الخلق والعلم واليد البيضاء الذي ترك بصمة واضحه في مسيرة هذه المؤسسة ,لتبقى الخدمات الطبية الملكية - وبتوجيهات من عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركه الفريق أول الركن مشعل الزبن الذي يعطي هذه المؤسسة من وقته واهتمامه الكثير الكثير -كما أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم , مثالا يحتذى به ونبعا للفكر والعلم والعمل والعطاء .
أدام الله هذا البلد عزيزا قويا متينا في ظل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين , باني نهضتنا وحامي عزتنا وكرامتنا .
- بإمكانكم متابعين "سرايا" التعليق على المقال عبر صفحتنا على الفيس بوك : وكالة أنباء سرايا الإخبارية - مقالات