24-09-2013 10:59 AM
بقلم : نادية عبد القادر
لا زالت " حكومتنا الرشيدة " توهمنا أنها تعمل لمصلحتنا وأننا لا زلنا أطفالاً لا نقدر على تمييز مكامن الخطر في خُطانا ، وأنها " وليّ الأمر" الناصح الأمين ، وتصرّ في كل مناسبة أن تذكّرنا أنّ كل قرارات الرفع العتيدة التي اتخذتها منذ استلامها دار الرئاسة في الدوار الرابع لم تشمل – قطعاً وبتاتاً ونهائياً – الطبقة الفقيرة الكادحة ، وأنها لم تشمل إلا كبار المؤسسات والشركات والطبقة الغنية في المجتمع..
وبعد أن اقتنعت أنها أقنعتنا ..وأننا أدركنا مقدار خوفها على صالحنا بدأت بشكل متواتر برفع الأسعار.. بدءاً بالوقود والخلويات والملابس وحتى الكهرباء ، وكادت أو تكاد ترفع أسعار الخبز – السلعة الأهم والأساسية التي لا غنى عنها لأي مواطن – إضافة إلى بعض التغييرات الهامة والتي تُصرّ بواسطتها على التنغيص على المواطن بمناسبة أو دون مناسبة ، كتغيير موعد عطلة رسمية ونقلها إلى يوم آخر ، وإبقاء التوقيت الصيفي في فصل الشتاء دون رأفة أو شفقة على أطفالنا الخائفين من الخروج في عتمة الفجر ، والاستمرار في سياسة تعيين الأقارب والمحسوبيات دون اهتمام بأي انتقاد!
ويتساءلون بفرح عن سرّ الصمت الشعبي وغياب الحراكات الأسبوعية ، والإجابة ضائعة بين صفقات الحكومة ، واعتقال الشباب المعتصمين وعدم رغبة الشعب في جرّ العباد والبلاد إلى حرب أهلية أو فوضى عارمة تدمّر البقية الباقية من الوطن بعدما ترك منه الفاسدون قطعة صغيرة لم ينهشوها بعد ومطلوب منها أن تغطي على كمّ الفساد الهائل الذي افتعلوه..
إنها صدمة المواطن اليومية ، وهو يستيقظ كل يوم ويده على قلبه من قانون أو قرار جديد ينزع قرشاً آخر من جيبه الصغير ..ويكاد لا يتمكن بصرخته من الاعتراض أو مناقشته حتى يتلقى قراراً جديداً أدهى وأمرّ.. فيُنسيه وجع القرار الثاني ألم القرار الأول !!
لماذا تصرّ الحكومة أن تكون كالقطة التي " تأكل أبناءها " ؟؟ ألا توجد الحكومات لمصالح شعوبها ورفاهيتهم ؟ لماذا تحوّل كل اهتماماتها إلى مصالح أفراد شخصية وتنفيعات ومحسوبيات وكأنه على كل مسؤول – في تلك الفترات القصيرة من عمر الحكومات الأردنية – أن يغرف من خيرات البلد له ولأحبته ومحاسيبه ما استطاع ..ومن يأتِ بعده ليكن مثله ويفعل كما فعل .. وعندما " يقع الثور" ..تكثر سكاكينه !!
ألن تقتنع حكومتنا أن المواطن الأردني " الرضيع " قد كبر وحبا ومشى و " راهق" وشبّ وبلغ سنّ الرشد وعلم من أمره ما علم ، وأصبح على مسؤولي الدولة أن لا يخاطبوه كتلميذ في السابعة من عمره ، بل كراشد واعٍ يُدرك مصلحته واكتفى من ظلم الزمان وطغيان الفساد والفاسدين وضياع حقوق الوطن في جيوب الناهبين ؟
هذا الوطن .. الذي هو كأم رؤوم تحضن بنيها وتربّتُ عليهم وتسامح المخطئ فيهم والمسيء ، وتدفع من دمها ولحمها ثمن أخطائهم وجهلهم ، وبعد كل هذا نجد من يهون عليه غرس خنجره الغادر في جنبه ويتلذذ بتعذيبه وافتراسه ..
تصبّر يا وطني تصبّر .. وتصبر أيها المواطن تصبر .. إن الله مع الصابرين !!
nasamat_n@yahoo.com
للتعليق على هذا المقال :
وكالة أنباء سرايا الإخبارية - مقالات