حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,10 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 24451

شاهد على الفقر .. الصراف الالي

شاهد على الفقر .. الصراف الالي

شاهد على الفقر  .. الصراف الالي

25-09-2013 09:57 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
طوابير تبتديء من نهاية الثلث الثاني لكل شهر ،ينتظر فيها المواطن الاردني بركات الصرافات الاليه للبنوك ،جلهم يصل لمرحله الاستفسار عن الرصيد الذي لا يصمد لساعات داخل البنك ،الاجابه لليوم الاول والثاني وحتى السابع الرصيد صفر ،يحزن المواطن الحالم بان تمتليء جيوبه بالدنانير ،لكنه يمني نفسه ويصبرها ان غدا هو يوم تنزيل الرواتب ،يعود مرارا وتكرارا ،في النهايه تتنزل الرحمات ويصبح الرصيد ممتليء ،يحزن المواطن رغم تدفق الدنانير من فتحة الصراف ،لانه يعرف انه مؤتمن على هذا المبلغ فاصحابه الحقيقيون ينتظرونه بفارغ الصبر ،يتلون وجه ذلك المواطن من الاحمر الى الازرق مرورا بالاصفر وحتى البرتقالي ،يعض على شفتيه ناظرا خلفه خائفا من لص يتربص به ،يطمئن للحظه وفورا يدس النقود في جيب بنطاله ويبقي يده لتحرس المبلغ وينطلق ناسيا بطاقة الصراف ،يناديه الاخرون فيرجع لها ممتعظا فلن يستخدمها قبل ثلاثون يوما .


انجاز عظيم فالنقود في جيبه والعقل يبرمج بموازنة الشهر التي اتفق عليها مع ام العيال ،فرضت عليهم الموازنه من قوى الشد العكسي التي يتراسها ابو علي صاحب البقال واشترك بصياغتها الخضرجي واللحام (المجمد طبعا )وسائق الباص وحتى المخبز الذي اصبح يتجهز للعمل بالبطاقه الذكيه ،مواطننا مغلوب على امره فهو مجرد ناقل للنقود لا يملك من امرها شيء كون بند الدخل اقل بكثير من بند المصروفات ،وغالبا ما يضطر الى ملحق للموازنه يسبب له الاحراج مع صندوق النقد في حارتهم المتواضعه .


مواطننا حزين كئيب فقير ،لا احد يعترف بفقره وعوزه الا شخص واحد وهو الصراف الالي ،لذلك تجده يقيم علاقه حميمه مع هذا الصراف ينفذ كل الاوامر التي يلقيها عليه الا امر واحد لا يستطيع مواطننا ان ينفذه ،ذلك الامر المكتوب على بعض مداخل الصرافات (ابتسم للكاميرا ). مواطننا في شهر ايلول وبعد ان تسلم الراتب ،اصابه الاكتئاب فالعيد قادم وصدقوني انه يكره العيد لدرجة الحقد ،والشتاء يهز بجناحيه لكي يفسد على مواطننا ملابس عيد الفطر الصيفيه ،ومواطننا ما زال يأن صارخا من مصاريف رمضان والعيد والمدارس .


اعتقد ان حكومتنا بحاجه الى مستشار اجتماعي لدولة الرئيس لنقل نبض الشارع والواقع الحقيقي لاولئك الرابضين تحت المكيفات وعلى الارائك الوثيره ويتخذون القرارات مع المقبلات ووجبات الكافيار








طباعة
  • المشاهدات: 24451
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم