حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25003

الهروب الى الداخل

الهروب الى الداخل

الهروب الى الداخل

25-09-2013 10:22 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور عواد النواصرة
عندما نهرب إلى الداخل، فلا مجال لغير الحقيقة، ولا صوت يعلو كصوت الحق، فيكون الخطاب من الضمير إلى الضمير، فتوجه الإرادة نحو الفعل، وتكون النية لإحقاق الحق، وتوزيع الأدوار. وإعادة البسمة لمن فقدها أزمنة عديدة بالمنطق والحجة والبرهان. ولكننا نهرب إلى الخارج حيث إرث الجاهلية الأولى قابع في أذهانهم، لا مكانة إلا لصاحب السلطة، ولا بريق إلا للمعان أنوفهم، فهم من ملك الكلام الأول ليأذنوا لبلال بالآذان ويحرموه من السلطة، من يا ترى أوقد الشمعة الأولى لميلاد العنصرية، وكم تساوي كرامة الإنسان؟ لماذا يبكي هذا الطفل الأسمر ويعاني عزلة في وطنه؟ لا تزوجوهم، لا تدخلوهم، لا تطعموهم، اقعدوا لهم كل مرصد، إنهم سود كضباب المدخن، إنهم لعنة القدر، إنهم لا يستحقون حتى الحياة، أو ابسط مقوماتها. فبات الجميع يعرف صوت الطبلة ويرقص على إيقاعها، دون أن يحركوا ساكنا في هذا الوطن، ويحلم أهل الأعراف بدولة مؤسسات ودولة قانون ودولة عصرية مدنية، ولكن هيهات المنال، لقد تجذرت العنصرية في أذهان السادة حتى ابتلعت تفكيرهم وأعمت عيونهم عن الحقيقة، فلا معتر يدرك ولا مبطئ يفهم الحقيقة، فلا مكان في الدرجة الأولى ولا حتى الثانية.
هل ما زالت عشتار تعبد في وطني وما زال تموز يرعى الغنم؟ أية مدنية هذه ! وفي أي العصور نعيش. أما آن للأسمر أن يرتاح في هذا الوطن، وان يشم الزهر كغيره، وان يحلم كغيره وان، وان. حكاية تطول ولا اعرف لها نهاية. فالطفل في المدرسة كالطفل في المغارة ولكن أمه ليست مريم. لان إيقاع الطبلة لا ينسجم وكونه من هناك، من أين؟ لا ندري. وهم من أين؟ أيضا لا ندري. فالكل جاء إلى هنا، ومشوا في ركب الطريق وبقى الأسمر يحبوا في ظل مجتمع يستمد جذوره من أعماق الجاهلية الأولى. وطن يسحق كر امة المواطن وكبرياءه بدون ذنب يقترف، وطن يحرم على أبناءه وظائف القيادة والريادة دون ذنب يقترف. والذنب الوحيد انه ليس للإنسان ما سعى.
يقولون لي كف عن هذا فنحن دولة قانون ولسنا دولة تميز عنصري، فأقول لهم أعطوني الدليل، برهنوا على صدق كلامكم، وسأكف عن الكتابة، ولن اطرح قضية التمييز العنصري في الأردن ضد السود مرة أخرى. ولكن بعد أن تقدموا الدليل. وتجبروا عشتار ألا تمنح النبوءات للبشر بعد هذا التاريخ، وألا يسلب الأسمر تراتيل الناي، فطالما سامرته مرات ومرات. أما آن للحلم أن يتشعب، أما آن لليل أن ينجلي، وللعقول أن تتحضر،ولصكوك الغفران أن توزع بالعدل، أما آن الأوان أن نصل إلى نهاية المشهد دون عبث بالحقيقة السرمدية في زمان تأخر حادي العيس عن الركب، اهربوا إلى داخلكم وابحثوا عن الحقيقة فهي موجودة بالداخل فقط.

awad_naws@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 25003
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم