26-09-2013 01:00 PM
بقلم : المهندس وصفي عبيدات
هل تراجع قوة الخطاب السياسي الامريكي ، وحالة عدم الاتزان الذي ظهرت عليها في ادق المراحل التي يمر به الإقليم المتوسط مؤشر على قرب العملاق الامريكي من الاحتضار الذي يسبق الموت؟ وهل ظهور روسيا على الساحة السياسية الشرق أوسطية سيعيد توازن القوى التي كانت ما قبل البيريسترويكا السوفييتية ،( الهدية ألاغلى التي قدمها غورباتشوف للرأسمالية الامريكية ) للتفرد بسيادة العالم بارخص الأثمان ؟ وهل سيشهد العالم حرباً باردة جديدة بين قطبيها السابقين ؟ أما أن المعادلة تسير بالاتجاه العكسي ، بحيث يهوي قطب ويصعد الآخر ؟.
ان المراقب للأحداث الاخيرة يلحظ علامات الشيخوخة التي بدأت تظهر على وجه شرطي العالم المتفرد بسيادته والمدبر لشؤونه ، ولا يجد صعوبة في ملاحظة حالة الوهن والضعف التي تمر فيها الولايات المتحدة الامريكية التي قد تكون الحروب الخارجية الأخيرة التي خاضتها على أراضي اعداءٍ صنعتهم لنفسها بحجة محاربة الإرهاب المزعوم بعد هجوم الحادي عشر من سبتمبر والذي اعتقد جازماً انه كان هجوماً مصطنعاً ، صنعه اللوبي الصهيوني في الإدارة الأمريكية لمهاجمة البلاد التي قد تشكل خطراً على إسرائيل يوما ما ، قد حطت من عزيمتها وانهكتها ؟ ، في حين ظهرت روسيا ، العدو التقليدي اللدود لأمريكا إبان الحرب الباردة التي شغلت العالم في أواسط وأواخر القرن المنصرم ، وقد تعافت من آلامها واشتد عودها واستوعبت البركان المزلزل الذي دمّر كيانها قبل اكثر من عشرين عاما عندما أنسلخت عنها باقي الجمهوريات السوفياتيه ، لتقف امام التغطرس الامريكي في منطقتنا والعالم بكل حزم وقوة.
وهل تدخل أمريكا في شؤون العراق وأفغانستان والصومال غير المبرر والحروب التي افتعلتها في هذه الدول وفشلها الذريع في ادارة أزماتها والخسائر الكبيرة التي لحقت بجنودها والنعوش التي شاهدها الأمريكيون وهى تتهاوى من على سلالم الطائرات كانت اول المسمامير التي بدأت تدق في نعش أمريكا لتبدأ بالتنازل التدريجي عن عرينها للدب الروسي ؟
لو صحت الفرضيات أعلاه ، فما هو مصير اسرائيل الفتى المدلل لأمريكا ؟ وما هو مصير الجيش المصري الذي تحتضنه أمريكا ؟ ماذا سيكون مصير القوى الإمبريالية في المنطقة ؟ وهل ستعود قوى الاشتراكية الى سابق عهدها ؟
ان التغيير في المنطقة قادم ، قد لا يكون اليوم او غدا او بعد شهر او سنه فقد يكون بعد عقد او عقدين ، اقل او اكثر المهم ان تطور الأمور وتنافس القوى في المنطقة يشير الى نهاية تفرد القوة العظمى ( أمريكا ) وان هناك قوى ستحيا من جديد وستنقلب كل الموازين .
راجيا ان لا نكون نحن الخاسرين مع هذا وذاك .