28-09-2013 10:32 AM
بقلم : المهندس علي شويطر
في هذة الأيام كل من يحتك بالمواطنين بطريقة مباشرة او غير مباشرة يشعر بإن الكثير لديهم حالات أكتئاب وقرف وملل نتيجة الضغط النفسي الذي يتعرض له الغالبية العظمى من المواطنين, وعندما تسأل عن السبب يقول لك وبطريقة فيها احباط وقلق لا أعرف بس والله قرفان وزهقان ... والسؤال المطروح ما هو سبب هذا الفيروس ؟ وهل هذا الفيروس قد اصاب الاردنيون نتيجة عدوى معينه أنتقل للغالبية العظمى من المواطنين العادين والتي ليس لديهم مناعة للنكد والقرف ؟
اعتقد أنه هناك اسباب كثيرة وعديدة أدت إلى هذا القرف والزهق والأحباط ومن اهمها التخبط في القرارات الحكومية مما تسبب في الترهل الاداري والذي انعكس سلبيا على الوضع الاقتصادي للوطن بشكل عام وعلى المواطن بشكل خاص حيث تسبب في ارتفاعأسعار معظم السلع المتداوله في الاسواق ، و كذلك الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة والتي ساهمت بتدهور الوضع الاقتصادي اكثر للأسرة نتيجة استقبال اعداد كبيرة من اللاجئين مما ساهم في الزيادة باارتفاع اسعار كل السلع ايضا ، وكذلك انعدام العدالة الاجتماعية بين المواطنين بالإضافة إلى بعض الامور الأخرى والتي أثرت كثيرا على نفسيات المواطنين حيث أدى كل هذا إلى التوتر والضغط النفسي الكبير على رب الأسرة بالدرجة الأولى والذي انتقل تلقائيا الى مختلف أعضاء الأسرة سواء الزوجة أو الأبناء ثم انتشر بسرعة حتى وصل إلى أبناء الحي ومن بعدها انتشر سريعا ليشمل المجتمع بالكامل فمثلا : الناس لم تعد تستطيع تأمين متطلبات الأسرة الأساسية فما بالك إذا أرادت أن تعيش حياة كريمة في منزل او شقة محترمة تأويه هو واسرته فكيف لموظف راتبه محدود ولديه أسرة قادر على شراء شقة عادية ومتواضعة سعرها بالحد الادنى 60 الف دينار . حتى لو تحقق هذا الحلم بشراء شقة وعند السكن بالشقة يصحى في اليوم التالي على اصوات الاليات والتي تحفر بجانب شقته ليتفاجئ : بأن أحد المقاولين قرر عمل خمس مشاريع أسكان كبيرة بحيث يحتوي كل مشروع على 80 شقة استوديوهات وهذا يعني 400 شقة استوديو أي بمعدل 1500 فرد دخلوا الحي فجأة وباشكال وجنسيات وأخلاقيات وعادات مختلفة وأصبحوا جيرانه . فكيف له ان ييعيش مستقرا وبنفسية مرتاحة ومطمئنةوكل يوم نشاهد جرائم مختلفة
فكيف يمكن لموظف أو مواطن عادي يستطيع أستأجار شقة بسعر 250 دينار وراتبه الشهري 350 دينار ؟ فكيف لأسرة مكونه من خمس أفراد تستطيع أن تشتري ملابس العيد للأطفال إذا كان سعر القطعة العادية 20 دينار ؟ كيف للمواطن ان يقتنع بان قرار الحكومة بالدوام الخريفي الساعة 8.30 ولغاية الساعة 3.30 لان هذا التوقيت لا هو صيفي ولا شتوي وكل المدارء في الدوائر الحكومية تعاني من ضبط الموظفين بعد الساعة الثالثة .. عيد الأضحى على الأبواب ونتيجة الضغط النفسي للمواطن العادي اصبح لا يعرف متى موعد العيد والناس لم تعرف بانه هناك عيد إلا من خلال أنتشار الخرفان على جوانب الطرق حتى الخرفان المستوردة زهقانه لأنه ما في حد قادر يقترب منها نتيجة الغلا أما الخرفان البلدية فهي تعيش بسعادة غامرة هذة الأيام لأنه نتيجة الغلاء والطفر للمواطنين سوف تسلم من الذبح وتعيش أشهر أضافية آخرى ولأول مرة سنجد في هذا العيد أغنية خاصة للخرفان البلدية تقول ( بكرة العيد بنعيد وبنذبح جاجات سعيد) لأنه ممكن الناس تضحي الدجاج والصيصان بدل من الخرفان لأن الدولة علمتنا على أن البقاء للغني والقوي أما الضعيف والفقير فهو عبارة عن مجرد عدد و هو عبد مأمور ينفذ ما يطلب منه بكل صدق وأمانة وأخلاص