حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24283

جمال عبد الناصر .. الحاضر الغائب

جمال عبد الناصر .. الحاضر الغائب

جمال عبد الناصر  ..  الحاضر الغائب

28-09-2013 12:58 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حاتم الشولي

 43 عام تمر على رحيل رجل من اعز الرجال، ومن اغلى الرجال، جمال عبد الناصر الذي ملك ثورة ولم يملك يوما ثروة، الهرم الذي اطل بشمسه على سماء الحرية ورسم الكرامة على جبين كل فلاح ومزارع وعامل، ليبني دولة من عرق الكادحين ويطهر ماء النيل الذي عاث به الاستعمار.

لم أعش زمن عبد الناصر، ولكني ذقته عبر الصفحات وانتشوت فرحا عبر الافلام الوثائقية التي أرّخت حياته وعبر الصوتيات التي اسمع بها صوته وكأنه ينادي باسمنا جميعا ويتكلم لغتنا البسيطة التي نتداولها على ارصفة الطرقات وعلى كراسي المقاهي المتعبة بالخيبة.

من الصعب جدا ان تغدو من مجرد جندي الى زعيم وطني، ولكنه كان خيارا سهلا عند عبد الناصر .. لانه لم يكن يحلم يوما ان ينام فوق اريكة من ذهب، بل كان حلمه ان ينام شعبه الكادح العامل على اريكة من الكرامة والعز وان يتغطى بغطاء العروبة والوطنية التي لا تتجه نحو مدينة او فكر، الا فكر الاتحاد والوحدة والقوة العربية الموحدة.

منذ غدوت شابا وانا اصبحت ارى هذا الرجل مثل قديسٍ يخرج البشرية من تحت قصف الظلم والقهر والعدوان الى سماء مليئة بالعز والحرية والافتخار بالعروبة .. قبل ان اتعرف على شخصية ناصر، كنت اصدق كل ما يكتب محمود درويش من اشعار الا قصيدة سجل انا عربي، كنت اتساءل في هذا الزمن الذي اعيش فيه كيف يمكنني ان أقول : أنا عربي !! على خيبتنا ام هزائمنا ام على ضمير لم يعد يعرف معنى الكرامة! ام على زعماء لا يتقنون حتى لغة شعبهم! حتى التقيت بأول صورة لعبد الناصر وانا اقلب مواقع الانترنت لابحث عن فيديو لمادة كنت اعدها للمدرسة، كنت حينها لا اتعدى 17 عام، ذهلت بهذا الرجل الذي يقف شامخا وهو يخطب بالناس واذا بصوت رصاص يتجه نحوه الا ان الرصاص كان صوته ضئيلا وخافت؛ حين ظهر صوته عبر المكبرات وهو يهتف في الناس "ايها الرجال فليبقى كلٌ في مكانه .. روحي فداء لمصر" !! لم اسمع يوما من الايام زعيما عربيا يقلها بهذا الصدق وهذه القوة ولو على وسائل الاعلام متشدقا او كاذبا، من يومها وانا اعيش بصفحات هذا الرجل انتشي فرحا عندما ارى صورته مبتسما يطل عبر جهاز الحاسوب وكأنه يقول لا تنسوا العروبة، والمثل يقول "اسأل مجرب ولا تسأل حكيم" الا ان ناصر كان المجرب والحكيم معا، هو من اعطى الفرصة للشعوب العربية ان تعرف قيمتها وانها تستطيع تحقيق المستحيل قبل الممكن، وكان الحكيم عندما عرف كيف يدواي جراح هذه الامة لتصبح من امة متفرقة الى امة موحدة؛ لتسمع صوت العروبة في القاهرة فيرد عليك الصدى من دمشق : سجل انا عربي.








طباعة
  • المشاهدات: 24283
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-09-2013 12:58 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم