بقلم : زياد دلكي
زمان كانت اغنية تبث من اثير الإذاعة الاردنية جميلة كلماتها رقراقة ايقاعها سلس ناعم فحوها ومعناها جميل ، وهي تصدح بصوت صاحبها ( انت تبني وانا ببني تنعمرلك شي لبنه ، الوطن بده سواعد بده رجال الي تبني ) .
فعلا يا دولة ابو زهير وطننا هذا الذي روي بدماء اباءنا واجدادنا حلي باحفادهم الذين يزينون ثراه الآن ان يعيشوا مكرمين معززين بوطنهم ، لا ان يعيشوا عيشة البؤس والذل الذي ينزل بهم من كل جانب ، فرواتبنا يا دولة الرئيس واقفه امام صخرة عملاقة حطها السيل من علي على صدورنا الضعيفة ، ولم يعد شي نلوذ اليه في قوتنا ولباسنا الا وامركم فاعل في رفع اسعاره فمن اين لنا ان نلبس ابناءنا في عيد الاضحى القادم ، "ولا الي ما معهوش ما يلزموش " فعلا لا يلزمنا لاننا لا نسنطيع وانا في مقدمة ركب الطفرانين ان اُكسي ابنائي ولو قميص من البالة .

فهل يعقل ان تعيش نسبة تتجاوز ال 80 % تحت خط الفقر وقد بتنا نرى الكثير ولدي صور ماثلة هنا في الاغوار المنطقة الاكثر نسيانا وفقرا وهم يبحثون ليلا على قوت ابنائهم في الحاويات ، والطبقة الارستقراطية التي تعيش بين ظهرانينا لا عندها ولا عند بالها .
نحن الفقراء بصراحة نحقد عليكم وثقوا تماما ان الله لن يرضى ان يبيت احدكم وهو شبعان مترع باللحم والفستق الحلبي وجار له يحلم بزر بندوره .

هذه هي الحقيقة وعودوا الى رشدكم ، ويا جلالة الملك اننا ذبحنا من الوريد الى الوريد وها انا اضحي بنفسي وبعملي لانهم قد يهددونني او ينحون الى ابعد من ذلك لانني اعلي صوتي وانا اقرا وجوه اهل ممن يسكنون في الاغوار من شماله الى جنوبه وهم ممسوحون لا يمكن لنا ان نواكب سلم الغلاء الذي اعتاد عليه دولة عبدالله نسور وكاننا اعداء له .

كان حلي بدولته ان يخفف من مصاريف السيارات والحوافز ورواتب النواب وتقاعدهم والوزراء وما يقدم هنا وهناك للسفارات فلم يعد امر خلف الستاراو تحت العباءة فكله واضح جلي .