03-10-2013 11:49 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
لقد اورد العلماء والفقهاء الكثير من المعاني والمقاصد في قوله تعالى {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ} صدق الله العظيم وانا لست بعالم او فقيه لأدلي بدلوي في معنى ارذل العمر ولكنني استغل إحتفال الامم المتحدة باليوم العالمي لكبار السن الذي يصادف في اليوم الاول من شهرتشرين اول اكتوبر من كل عام هذا الشهر الذي يعدُّ بداية فصل الخريف من كل عام حيث تسقط اوراق الاشجار وتتجدد الحياة فيها بعد ان تغسل امطار السماء في فصل الشتاء القادم كوكبنا حسب موقع كل منطقة في الكون .
وقد اخترت هذا الموضوع لعلاقته المباشرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعيّة وحماية البيئة او ما يُقال له التنمية المستدامة في كل بلد تلك التنمية الهامّة جدا للمواطنين في جميع البلدان النامية لانها مرتبطة بالديموقراطية والحرية والرفاه للمواطن بينما في بلادنا ربطوها فقط بالإستثمار لأن ريعها في الغالب يعود لجيوب الأغنياء والفاسدين واصحاب النفوذ .
ومن اجل ترسيخ ثقافة احترام ورعاية المسنين في المجتمع والمحافظة علي حقوقهم بالعيش في كرامة والاعتماد علي انفسهم كشريحة منتجة وقادرة علي العمل والابداع حيث ان الحاصلين على جوائز نوبل معظمهم تجاوزوا الستين.
ونجد في مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بكبار السن انه يجب أن تتاح لكبار السن الحصول على ما يكفي من الغذاء والماء والمأوى والملبس والرعاية الصحية، وأن يوفر لهم مصدر للدخل ودعم أسري ومجتمعي ووسائل للعون الذاتي؛
ينبغي أن تتاح لكبار السن فرصة العمل أو فرص أخرى مدرة للدخل؛ و
وأن تتاح لهم إمكانية الاستفادة من برامج التعليم والتدريب الملائمة؛
وتمكينهم من العيش في بيئات آمنة وتمكينهم من مواصلة الإقامة في منازلهم ليظلوا مندمجين في المجتمع، وأن يشاركوا في صياغة وتنفيذ السياسات التي تؤثر مباشرة في رفاهيتهم، وأن يقدموا للأجيال الشابة معرفتهم وخبرتهم وحكمتهم ومهاراتهم , كما يجب تمكين كبار السن من التماس وتهيئة الفرص لخدمة المجتمع المحلي، ومن العمل كمتطوعين في أعمال تناسب اهتماماتهم وقدراتهم .
لقد طرأ تغير جذرى على التركيبة العمريّة للسكان فى العالم فى العقود الأخيرة، ففى الفترة ما بين عام 1950 وعام 2010 ارتفع العمر المتوقع فى جميع أنحاء العالم من 46 عاما إلى 68 عاما، ويتوقع أن يزيد ليبلغ 81 عاما بحلول نهاية هذا القرن. وتشير الإحصائيات السكانية إلى أن القرن العشرين شهد زيادة كبيرة فى أعداد المسنين فى معظم دول العالم، فقد وصلت اعداد المسنين فى عام 1980 إلى 376 مليون نسمة فى العالم، وقفز العدد إلى 427 مليون نسمة فى عام 1990 وبنسبة 8,80% من سكان العالم، وكذلك ارتفع فى عام 2000 ليصل إلى 590 مليون نسمة، ويجدر بالملاحظة أن عدد النساء يفوق عدد الرجال فى الوقت الحالى بما يقدر بنحو 66 مليون نسمة فيما بين السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة أو أكثر. ومن مجموع من بلغوا 80 سنة أو أكثر يصل عدد النساء إلى ضعف عدد الرجال تقريبا ومن بين المعمرين الذين بلغوا من العمر100 سنة يصل عدد النساء إلى ما بين أربعة أو خمسة أضعاف عدد الرجال.
وقد كشف تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان عام 2012، أن عدد كبار السن فى العالم يتزايد بمعدل أسرع من أية فئة عمرية أخرى، مسجلا أنه بحلول عام 2050 سيكون جيل كبار السن أكثر عددا من سكان العالم دون سن 15 لأول مرة بتاريخ البشرية. وجاء فى التقرير الذى صدر تحت عنوان "الشيخوخة فى القرن الحادى والعشرين. . فرصة للاحتفال ومواجهة التحدى"، أنه يوجد حاليا أكثر من 700 مليون شخص عبر العالم تبلغ أعمارهم أكثر من 60 سنة ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بحلول سنة 2050 ليصل إلى مليارى شخص أو ما يعادل 20% من سكان العالم وهو ما سيتجاوز بكثير عدد الأطفال فى العالم فى هذا التاريخ.
ويتبين من تقرير الامم المتّحدة والاحصائيات التي تضمنها اهميّة هذه الفئة من المجتمعات واعتباره من القوة العاملة والمشاركة في تنمية المجتمعات وعدم التوقّف عند سن الستّين للفرد لاعتبارات التقاعد او حسابات الضمان الاجتماعي والرفاه للمواطنين والمستفيدين من تلك التعليمات والانظمة خاصّة تلك الدول التي تعتمد على القوى العاملة ويجب على الدول ان تعدّل انظمتها بحيث تتوافق مع مصلحة مواطنيها ومصلحة العامل الوافد وانظمة دول اؤلئك العمال الوافدين وبما يتناسب مع مصلحة اصحاب العمل والمردود العائد عليهم كمستثمرين في القطاع الخاص .
وإذا اخذنا الفوائد التي تعود على التنمية المستدامة للدول في حال رفع سن التقاعد خاصّة في مجال الادارة والتعليم نجد ان المسن بين الستّين والسبعين من العمر يتميّز بمزيد من المعرفة والخبرة كما انه ذو قدرة على التحمل النفسي والصبر وذو حكمة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وهو ذو بديهة اسرع وقدرة اعلى على التفاوض واختيار الانسب لقدرته على الاستماع للمقابل وايصال فكرته بشكل اوضح .
بينما بعض المآخذ التي قد تؤخذ على كبار السن هي قد تكون انشغالهم ببعض النواحي الصحيّة ولكن التقدّم المتنامي في دقّة التشخيص وعلم الصيدلة والعلاج بشكل مضطرد تغطّي تلك الناحية كما ان التطوّر في علوم الكمبيوتر والانترنت والتكنولوجيا قد تكون من الصعب على بعض كبار السن مواكبة ما يُستجد على هذه العلوم بالسرعة اللازمة ويمكن في حال الضرورة الاستعانة بالجيل الجديد في تلك العلوم .
ان حكومات بلادنا بحاجة لإعطاء موضوع التركيبة العمرية للسكان ورفع كفائة الاستفادة من كل الاعمار مع اعطاء كل فئة عمريّة خقّها بالحياة الكريمة وان تكون التنمية المستدامة هي الهدف الاسمى للإستفادة من كل فئة عمريّة ذكورا وأناثا لننهض باوطاننا كما يجب وبحيث نعمل على تفعيل هذه الفئة واستنهاض هممها على الدوام بدلا من تهميشها .
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة وكل عام وكبارنا سنّا بالف خير .