حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29860

العصف الذهني

العصف الذهني

 العصف الذهني

03-10-2013 11:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د.م عبدالحفيظ الهروط
لنقوم نحن معشر الأردنيون بالدور المحوري والتكاملي المشترك في النهوض بمدرة الذهب الأسود والأصفر والأخضر والأبيض والأزرق (السياحة) ونساهم معاً في تحقيق الأهداف المرجوة في هذا القطاع الحيوي لنكون الجند الأوفياء والأمناء في تحقيق الرفاه والتنمية المحلية المستدامة لبلدنا الحبيب يداُ بيد مصداقاً لقوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان". صدق الله العظيم. وقال الرسول صلَى الله عليه وسلم: (( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه )) وبناءً عليه، فقد أقام وزير العمل ووزير السياحة والآثار الأستاذ الدكتور نضال مرضي القطامين ندوة العصف الذهني لأول مرة في القطاع العام مساء يوم السبت الموافق 28/9/2013م التي كانت مناظرة علمية عملية شفافة بامتياز: والذين اجادوا فيها الحضور من الوزارتين وبعض الجمعيات الخيرية ذات الأحتصاص والإعلامين وبعض الممثلين عن مكاتب السياحة في المواضيع الساخنة التي طرحوها ، حيث بدأ واضحاً النظرة التشائمية لهولاء الحضور في تزواج النهوض بقطاعي العمل والسياحة لقلة الإمكانيات المادية والقوانين والأنظمة والتشريعات الكابحة للاستثمار وغلاء أسعار المنتوجات السياحية الإردنية مقارنة مع دول الجوار، مما يؤدي عدم وجود ميزة تنافسية في المنتج الأردني وبالتالي يقودنا إلى نقصان عدد السواح القادمين للأردن، وإضمحلال ليالي المبيت لهم إلى الحد الأدنى، وضياع بوصلة تحقيق أهداف ومنافع الذهب الأردني بشتى أنواعه، وتضل كبوة جموح حصاننا السياحي متخلفة عن ركب السباق الأقليمي والعالمي بخسارة فادحة. علماً بأن الأردن يحتوي على كافة المزايا والصفات السياحة على مختلف أنواع السياحة في العالم وقلما تجد مثيلاتها في أي دولة.
لذا فقد أثارت أمسية العصف الذهني على عاتقها السعي الى تحقيق أولوية أهداف ضمن رؤيتها المدرجة في اولوية أعمال وخطة الوزير حسبما أفاد في النداء الأخير من الأمسية بالتركيز على الآتي:
أ- إستهداف 7.5 مليون سائح على مدار فترة الاستراتيجية الوطنية منهم 2 مليون من ذوي الاعاقة والمتقاعدين وكبار السن من خلال تفعيل وتسويق وترويج مختلف أنواع السياحة كون الاردن يحتوي على كافة انواع السياحة في العالم، وتم إعطاء الاولوية للمواضيع الساخنة في الاستثمار والجذب السياحي: كسياحة الاشخاص المعوقين الذين يشكلون 10% من سكان المعمورة، والسياحة الفضية للمتقاعدين وكبار السن بنسبة 15%، والمجتمعات المحلية والسياحة الدينية بانواعها التي تمثل 25 %: مثل سياحة السلام وحوار الحضارات والاديان والاسلام الوسطي وسياحة الحلال، والسياحة البيئية في بيوت توفير الطاقة على اساس الطاقة المتجددة والحلة الخضراء ذات البيئة النظيفة، والاعلام السياحي الفعال في الجذب والاستثمار، والسياحة التطوعية في وضع برامج لمختلف الانشطة الفعلية بنسبة 17.5 %.
ب- تطوير المنتج السياحي الاردني للبنية التحتية السياحية لتلبي الاحتياجات السوقية كمشروع القرى السياحية الانسانية المتمثل بمنتجعات بيوت توفير الطاقة ذات البساطة في البناء من مواد خام البيئة المحلية وفقا للحقب الزمنية التي شيدت فيها ضمن الطابع الحضاري الذي يربط الماضي المعتق التليد بالحاضر المشرق.
ج- رفع المستوى المعيشي للفئات الاجتماعية المختلفة وخاصة مشاركة المرأة في القوى العاملة ، وإيجاد وظائف إضافية لمقدمي الخدمات والعاملين في المواقع السياحية وتدريبهم وتأهيلهم على مهارات حسن الضيافة كمشروع إستراحات المواقع السياحية المحلية، وذلك لتطوير سوق العمل لتحسين المستوى الاقتصادي في قطاع السياحة.
د- تطوير ثقافة جميع أنواع السياحة وتحديث القوانين والانظمة والسياسات الناظمة لتعزيز البيئة الداعمة من قانونية وتشريعية في تطبيق نظام إستقلالية الجمعيات ومؤسسات الاعمال السياحية الخاصة بناءً على المعايير العالمية للتسويق والترويج، وذلك بتشجيع جميع الفئات المستهدفة من السائحين والمصطافين باسلوب علمي ميداني عملي جذاب.
وكانت الأولوية للتسويق السياحي السريع لخلق بيئة جاذبة للمتطلبات السياحية في كافة المواسم من كافة أقطار المعمورة من أجل زيادة عدد الزوار السائحين وتكرارها، وإمتداد ليالي المبيت من خلال مايلي:
1- إبتداء بحلول عيد الأضحى المبارك للأخوة المسلمين الذاهبين لأداء مناسك الحج والعابرين للأردن لزيارة المواقع على المسارالسياحي الأسلامي الحضاري الأردني = الطفيلة- غور الصافي إمرأة لوط عليه السلام - معركة مؤتة ومقامات الصحابة- مقام سيدنا نوح بجانب قلعة الكرك- مقام سينا سليمان في صرفا- أم الرصاص- اهل الكهف- القصور الأموية المبنية للحج والعمرة- الأزرق – والشجرة المعمرة ( الشجرة التي إستظل تحتها الرسول صلَى الله عليه وسلم) للراهب بحيرى الذي أستضاف قافلة تجارية لقريش وكان فيها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم سنة 583 ميلادية في البيقعاوية /الزرقاء - أم الجمال- مقام هود عليه السلام في جرش- قلعة الربض في عجلون ومقام الخضر- الشعلة موقع معركة اليرموك - موقعة طبقة فحل- مقامات الصحابة في الأغوار الشمالية: الشونة الشمالية- مقام معاذ بن جبل- وقاص- موقع فحل (بيلا) وادي الريان- مقام شرحبيل بن حسنة- بلدة ضرار- أبو عبيدة- ديرعلا - مقام سيدنا شعيب في السلط وكفرهودا وجلعاد، والشجرة المعمرة التي كان يسظل بها أيوب في بطنا/السلط - حدائق جامع الملك حسين في عمان- مسجد الملك المؤسس في العبدلي- جبل القلعة التي كانت قيادة جالوت عندما قضى عليه سيدنا داود عليه السلام. حيث يرجع تاريخ هذا المسار الى بداية زمن نبي الله نوح عندما استعمل أول آداة سفر(سفينة الانقاذ والنجاة) من الطوفان والغرق ودليل ذلك مقام نوح في قلعة الكرك. ثم عين سارة بالقرب من الشهابية / الكرك التي كان يستخدمها ابراهيم في رحلاته الدينية بين الخليل ومكة،ثم يتجلى الفن المعماري الحضاري على اراضي المملكة من زمني هود في إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، حيث مقامه في قريته/جرش. وكذلك الفن المنحوت في الصخور من زمن صالح في مدائنه. حيث تعد هذه المقامات أساس حضارة المدينة الوردية (البتراء) وما تلاها حتى أصبحت التحفة الفنية من عجائب الدنيا السبع. وتتمثل السياحة الدينية الشاملة في مدين/ الكرك زمن شعيب، وبئر مدين زمن موسى وهارون.
2- الحدث الثاني أعياد الميلاد على المسار الحج المسيحي كسياحة دينية = المغطس في زمن يحي وعيسى- جبل نيبو /مأدبا- وقلعة مكاور ذات الابعاد الاستراتيجية في القوة والفن والرفاه الاجتماعي زمن زكريا ويحي سنة 40 قبل الميلاد- وتحفة فيسفيساء مأدبا في بداية القرن الاول الميلادي كنائس مأدبا- قلعة الكرك- أدر- أم الرصاص- القسطل- المدرج الروماني – جبل القلعة/ عمان - قصر شبيب في الزرقاء- كنائس ارحاب في المفرق- كنائس أربد في الحصن- جرش- سيدة الجبل في عجلون- مارالياس – دير الليات/عجلون- طبقة فحل/ الأغوار الشمالية- كفر هودا/السلط- المغطس- كنيسة المهد بيت لحم- كنيسة القيامة في القدس.
يعد الأردن بموقعه المتميز على الخارطة العالمية في ربط الماضي المعتق التليد بالحاضر العلمي الحديث وإتصال بوابة حوارالحضارات والأديان ببوابة السماء. حيث أجمع المفسرون والمؤرخون أن بداية البشرية ولدت في نجد والحجاز بمنطقة مكة عاصمة الخلائق على الارض من أراضي شبه الجزيرة العربية، ثم كانت هجرة البشرية الاولى من هذه المنطقة الى المناطق المجاورة لها ومنها بلاد الشام. وكان الاردن بوابة انتشارالبشرية وبداية حضاراتها المختلفة في أصقاع المعمورة زمن آدم عليه السلام في رحلته لتكملة بناء المسجد الاقصى، أي: بعد بناء المسجد الحرام باربعين سنة، وكان ذلك أمراً ربانياً لأنَ أول من روج للسياحة الدينية آدم، ثم استخدام أدوات السفر زمن نوح، فالفن المعماري الهندسي المتوج بالمدينة الوردية (البتراء) العجيبة الثانية من عجائب الدنيا الضاربة جذورها في عمق التاريخ النسخة الرائعة عن ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد زمن النبي العربي هود عليه السلام، وكذلك إمتداداً لمدائن صالح في الحجر/ السعودية. كما شهدت مدين/الكرك السياحة الدينية الشاملة زمن شعيب عليه السلام ومركز إيواء موسى عليه السلام إستعداداً لتبليغ رسالة التوحيد الى فرعون وبني إسرائيل، ومعبرا لبيت المقدس بوابة السماء بتوأمة تاريخية سرمدية.
ولايمكن أن يتحقق ذلك إلاَ من خلال اطار السياحة بابعادها المتنوعة كالسياحة العلاجية والبيئية والتراثية والثقافية والحضارية والدينية ذات سياحة حوار الحضارات والاديان والسلام، وسياحة ذوي الاعاقة وكبار السن والسياحة الوافدة وسياحة الحلال، وسياحة المجتمعات المحلية كمنتجات المرأة الريفية والطفل ومن أجل الفقراء وكذلك سياحة متضرري الارهاب والكوارث الطبيعية، والصحراوية والمغمارتية، والألكترونية ولتكون رديف وعون للحكومة في تحقيق وتفعيل إستراتيجيتها الوطنية المتعلقة بقطاع السياحة وتنميتها، وتطويرها في المملكة وصولا الى التنمية السياحية المستدامة المتمثلة باستهداف جذب السياح بكافة فئاتهم من أرجاء المعمورة لتصبح مواسم السياحة في الاردن على مدار العام، وتفعيل معالجة ثقافة العيب لاصحاب الإعاقة والفاقة، وتنشيط سياحة البيوت ، والمساهمة في الأستراتيجية الوطنية للتشغيل من خلال توفر أعداد الباحثين عن عمل من المنتسبين للجمعيات المجتمعية حتى يكون إنموذجاً وطنياً واقليمياً وعالمياً يحتذى به وذات تجربة رائدة تزرع بذورأحد مصادر الدخل المستمر بمشيئة الله.
وإلى اللقاء في عصف ذهني شديد الفاعلية إن شاء الله.








طباعة
  • المشاهدات: 29860
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم