03-10-2013 11:54 AM
بقلم : فيصل البقور
قال علي بن ابي طالب كرّم الله وجهه: لو كان الفقر رجلاً لقتلته
اعتقد ان كلمة الفقر آنذاك كانت ترتبط بالذكر اكثر من الانثى لذا جاءت كلمة الفقر ( مذكر ) اما الفقر الحديث فقد تم تأنيثه ولو بشكل مقونن مثلها مثل الكلمات التي كانت تشير الى الذكر لكنها لاحقا اصبحت انثوية بأمتياز
مرة اخرى تُثبت الدراسات الإحصائية والإجتماعية على مستوى المملكة ان الإناث يعشن حالة من الفقر والعوز تزداد تبعاً لإزدياد الاسر التي ترأسها إناث وذلك مع زيادة التضخم وضعف القدرة الشرائية للدينار ،وان احداً لا يستطيع الفصل بين الفقر والبطالة او بين الفقر وانخفاض مستوى التعليم ،ولعل الحديث هنا حول تسليط الضوءعلى الأسر التي ترأسها الاناث ، فلقد قامت دائرة الاحصاءات العامة بهذة الدراسة لحساب اللجنة الوطنية الاردنية لشؤون المرأة ، حيث كانت نتائج هذه الدراسة مثيرة للجدل والانتباه معاً، فمع انخفاض نسبة الامية بين الاناث الا ان ما نسبتة64% من الاسر التي ترأسها اناث ما زلن يعانين من الامية ، اما من انهين التعليم الاساسي او الثانوي او حتى دبلوم متوسط فأن النسبة هي 36% تقريباً ،.
وبالرغم من الجهود الحكومية لتحسين حياة المواطن الاردني ( ذكر وانثى)، الا ان اوضاع الاسر التي ترأسها اناث لا زالت دون المأمول نظراً لوجود الكثير من الفروقات في التعاطي مع المشكلة الاقتصادية النسوية ، ويتضح ذلك اذا ما عرفنا ان متوسط اجور الاناث في القطاع العام هو 403 دينار وفي القطاع الخاص 315 دينار ...ومع ذلك تنفق الاسر التي ترأسها اناث (اكثر ) من دخلها بحوالي 1205 دينار سنوياً ولعل هذه الزيادة في الانفاق ليس مردها الى التبذير بل الى قلة الدخل الذي يوازي الانفاق علما ان متوسط الدخل لهذه الاسر هو 4464 دينار سنويا ، حيث تبين ان متوسط انفاق الاسر التي ترأسها اناث على المسكن وملحقاته بما يقارب 900 دينار سنوياً ، وعلى النقل والاتصالات 350 دينار تقريباً، وعلى الوقود والانارة بواقع 330 دينار سنوياً ، اما ما تبقى من الأمور الحياتية الأخرى مثل الصحة والتعليم والنظافة والملابس فهي لا تتجاوز400 دينار سنوياً.
وقد يكون من المناسب ان نعلم ان نسبة البطالة بين الإناث الفقيرات تصل الى 56% من اللواتي اعمارهن 15 سنة واكثر ، وهذا يفسر تضاؤل المشاركة الاقتصادية للفقيرات حيث وصلت نسبة مشاركتهن في احسن الاحوال ما لا يزيد عن 10% ، وقد يكون من اسباب انخفاض مشاركة الفقيرات الاقتصادية مرده الة العادات والتقاليد التي لا تسوّغ عمل الانثى اضافة الى تدني مستوى العليم بينهن والزواج المبكر كلها امور تعيق المرأة عن المشاركة الاقتصادية الفاعلة ، وعند الحديث عن التأمين الصحي لهذه الفئة ، نجد ان 119 الف انثى فقيرة لا يشملها التأمين الصحي مع ان غير المشمولات بالتأمين الصحي من الاناث على مستوى المملكة 800 الف انثى ، اما اذا جاء الحديث عن صندوق المعونة الوطنية ، فأن من الغرابة بمكان ان يكون المستفيدين من هذا الصندوق هم غير الفقراء سواء الذكور او الاناث، فقد قام الصندوق بمساعدة غير الفقيرات بسبة وصلت 29.5% ، والذكور غير الفقراء بنسبة 43.6% ،بينما لم يتجاوز سقف مساعدة الصندوق للفقيرات 6%.
اما موضوع تمكين المرأة في الاردن فهو ما زال يراوح مكانه منذ عقود وذلك لقصور التفكير المجتمعي والرسمي من رسم صورة واضحة تمكّن المرأة من المشاركة الاقتصادية في وطنها جنباً الى جنب مع الرجل ، حيث لوحظ من خلال دراسة المرأة والرجل في الاردن ان المرأة ما زالت عرضة للتغول والإقصاء من قبل الرجل ، فلقد ورد ضمن ارقام دائرة الأراضي والمساحة ان 8% تقريباً من مالكي الاراضي فقط هم من الإناث و 18% نسبة ما تملكه المرأة الاردنية من الشقق على مستوى المملكة، اما عندما تتوجه المرأة للقروض من اجل البدء بمشروع او تطويره نجد ان النسبة لا تتجاوز 41% تقريباً من ( قيمة القروض الممنوحة ) علماً ان الإناث افقر واكثر بطالة واقل اشتراك بالتأمين الصحي او بالضمان الاجتماعي ، وكأن حال المرأة الاردنية غائب عن الفعل الحقيقي للحل سواءفي ا لقطاع العام او الخاص
لذا لابد على الحكومة من التفكير ملياً للتخفيف من هذه الفجوة في التعامل بين الذكر والانثى ومحاولة حل ما يمكن حله من مشاكلهن بنفس القدر الذي تطلبه الحكومات منهن عند اتخاذ قراراتها ، فمن غير المقبول ان تطلب الحكومة تنفيذ قرارها من الجميع ذكور واناث ، وعندما تطلب الاناث بعض من حقوقها الانسانية والدستورية ، لا تجد من يسمع صوت الاستغاثة او يلبي النداء .
ولا يغيب عن البال ان الاسر التي ترأسها اناث هن على الأغلب اما ارامل او مطلقات او عوانس ، وهؤلاء هن انفسهن اخوات و امهات وبنات لنا ، فلمن نتركهن كحكومة او شعب ومن هو اولى بحل مشاكلهن اهي الهيئات الدولية الانسانية ام اهلهن اللاتي افنين اعمارهن بخدمتهم كل حسب قدرتها او مكانها ...
لذا اقترح على الحكومة ان تعمل على مشروع خاص بفئة الفقيرات الاردنيات ، يزيد من تمسكهن بالحياة وابقاء امالهن مفتوحة لقادم الايام لا ان تكون الصور القاتمة هي ما يتملك الخيال لديهن في حياة مليئة بالصخب والفوضى الاقتصادية وتطاول الاسعار على جيوب البشر واعناقهم ، فلقد تكسرت انوف الرجال نظراً لثقل الأعباء وقلة الدخول فكيف سيكون حال الإناث في خضم ما يجري....